بالرغم من التغيرات الكثيرة التى طرأت على المجتمع المصرى فى السنوات الأخيرة إلا أنه مازال يتعامل مع تجربة الطلاق خاصة عند الشباب بحذر شديد بل وينظر للفتاة المطلقة بنظرة لاتخلو من التوجس والحذر ولايختلف الأمر كثيرا بالنسبة للشاب المطلق وهو الأمر الذى يجعل إقدامهم على فكرة الزواج الثانى خطوة صعبة الى حد ما خاصة اذا كان الطرف الأخر لم يسبق له الإرتباط وما يزيد الأمر صعوبة هو رفض الأسرة لزواج ابنهم أو ابنتهم بشخص له تجربة زواج سابقة فماذا عن رأى الشباب أنفسهم . دعاء:خطوة غير محسوبة ترى دعاء توفيق ان الزواج بشاب مطلق خطوة غير محسوبة فتقول بالرغم من انى مؤمنة تماما بأن الزواج والطلاق قسمة ونصيب، وأنه لاتوجد مشكلة إذا لم يوفق شخص فى زواجه الأول ان يخوض التجربة مرة ثانية ولكنى أخشى الإرتباط بشاب سبق له الزواج لإيمانى الشديد أيضا أنه لاتوجد فتاة تحب أن تحمل لقب مطلقة. وبمعنى أخر لاتوجد فتاة يمكن ان " تخرب بيتها " بيديها وانه إذا وصل الأمر للطلاق فغالبا ما يكون المسئول هنا هو الرجل وبالتالى فإن من كان مسئولا عن فشل زواجه للمرة الأولى فقد لايختلف الأمر كثيرا فى الزواج الثانى ولايفرق معه ان ينتهى الأمر بالطلاق أيضا ولكن طبعا هذا الكلام ليس القاعدة ولكنى عن نفسى لاأحب أن أتزوج برجل سبق له الزواج لأنى سيكون لدى مائة علامة إستفهام وسؤال سأحتاج للإجابة عنهم وأظن أنه لن يكون أمين معى لأنه لايوجد إنسان يقول على نفسه انه مخطىء . شيماء:لاتوجد مشكلة شرط الصراحة ولشيماء فريد رأى اخر فتقول ولما لا فلا توجد مشكلة شرط أن يكون صريحا معى ويقول لى سبب فشل زواجه الأول بمنتهى الصدق والأمانة فهناك شباب كثيرون يكتشفوا بعد الزواج انهم لم يوفقوا فى اختيار الشخص المناسب خاصة اذا كانوا أخذوا تلك الخطوة فى سن صغيرة مما يترتب عليها مشاكل كثيرة تؤدي إلى عدم التفاهم بالشكل الذى يجعل استمرار الزواج أمرا مستحيلا. وهذا لايعنى ان هناك تقصيرا أو عيبا فى أحد الطرفين ولكنهما غير متوافقين معا وبالتالى فأمر طبيعى أن يفكر كلا منهما فى الإرتباط مرة أخرى بالشخص المناسب خاصة أنه سيسعى الى تجنب أخطاءه السابقة كما انه سيكون أكثر حرصا على حياته الجديدة وعلى استمراريتها بنجاح لذا أنا لاأرى مشكلة إطلاقا فى الإرتباط بشخص سبق له الزواج. رنيم:غالبا ما تكون تجربة الزواج الثانى اكثر نجاحا أما رنيم موسى فتقول من واقع ما رأيت أعتقد ان تجربة الزواج الثانى غالبا ما تكون أكثر نجاحا من الأول فأنا لى صديقة ارتبطت بشاب سبق له تجربة الزواج والإنجاب أيضا ولكنه لم يوفق فى زواجه الأول نظرا لوجود خلافات كثيرة وعدم تفاهم بينه وبين زوجته الأولى وبالرغم من أنهما إرتبطا عاطفيا إلا أن أسرة صديقتى رفضت هذا الزواج فى البداية رفضا قاطعا. ولكنهما عندما استمعوا له وتأكدوا من صدق كلامه وافقوا على الزواج على مضض شديد ولكن الوقت أثبت ان صديقتى كانت على حق كما تأكدت أسرتها أيضا انه ليس بالضرورة ان كل شخص سبق له الزواج يكون هو المسئول عن الطلاق أو الإنفصال فهناك زيجات لاتستمر بسبب عدم تفاهم او توافق بين الطرفين ولكن اذا انفصل الإثنان وإرتبط كل واحد بشخص أخر مناسب له غالبا ما يكون هذا الزواج أكثر نجاحا من الأول . نادر:المشكلة فى أسرتى " لاأرى مشكلة فى الزواج من فتاة مطلقة ولكن المشكلة فى أسرتى " بهذه الجملة بدأ نادر عبد المنعم كلامه فقال نظرا لإرتفاع معدلات الطلاق بين الشباب فى مصر فمن الطبيعى ان تظهر فى محيط كل شاب سواء فى عمله أو أصدقاءه أو جيرانه سيدة مطلقة. بالرغم من كونها لم تتجاوز مرحلة العشرينات من عمرها ووارد جدا أيضا أن يرتبط بها عاطفيا وانا عن نفسى لى أكثر من زميلة مطلقة فى عملى وكلهن مهذبات ولا توجد بهن أى مشكلة وسبب الطلاق اما مشكلة عند الطرف الأخر أو عدم تفاهم بين الإثنان وممكن جدا أن أرتبط عاطفيا بواحدة منهن لكنى أعلم مقدما انى سأصطدم بنظرة المجتمع ورفض أسرتى لأن إرتبط بسيدة سبق لها الزواج حتى لو كانت ممتازة فى كل شىء فللأسف نحن لم نغير نظرتنا للمطلقة ودائما ما نحملها مسئولية الطلاق حتى لو لم يكن لها أى ذنب فيه. سامح : الحب هو الفيصل أما سامح حمدي فيقول الحب عندى هو الفيصل فى هذا الأمر فأنا لايفرق معى أن أرتبط بفتاة سبق له الزواج طالما كنت أحبها وحتى سبب الطلاق لايعنينى كثيرا فما يهمنى هى الشخصية التى أمامى بغض النظر عن تجربتها السابقة فلايوجد إنسان مسئول عن أقداره أو أخطاء الغير حتى لو كان هو المخطىء فما المشكلة لو تراجع عن تلك الأخطاء وأدرك سلبياته فى تجربته الأولى ليصححها فى التجربة الثانية. لذلك فأحيانا يكون الزواج الثانى تصحيح مسار لأخطاء الزواج الأول وبالتالى يكون أكثر نجاحا وإستمرارية فضلا على ان من سبق له تجربة زواج يكون أكثر حرصا على زواجه الثانى ويفعل أقصى ما فى وسعه لنجاحه اما قصة نظرة المجتمع ورفض الأسرة فأنا عن نفسى هذا الكلام لايفرق معى كثيرا وكل ما يهمنى هو الإرتباط بالإنسانة التى أشعر بتفاهم وتوافق معها . ويعلق دكتور عادل المدنى استشارى الطب النفسى والعلاقات الزوجية على الزواج الثانى فيقول : أولا لابد أن ندرك أسباب زيادة معدلات الطلاق بين الشباب فى مصر لأن اغالبية العظمى منهم لايعرف السبب أو الهدف من الإقدام على تلك الخطوة وهل هى رد فعل أخذه بناء على مشاكل محددة بسبب عدم التفاهم أو تصحيح مسار لخطوة غير موفقة لايستطيع أن يكمل فيها وبناء عليه يقدر عواقبها لأن من لايدرك السبب من فعل أقدم عليه سواء زواج أو طلاق فبالتبعية انه لايقدر قيمة هذا الفعل نفسه ولا نتائجه . وغالبا ما يبدأ الشاب بعد تلك الخطوة فى إعادة حساباته ودراسة أخطاءه فى الإختيار الأول ليتجنبها فى الإختيار الثانى ولكن هذا الأمر يحتاج بعض الوقت حتى يتخلص تماما من أثار التجربة الأولى وإلا سيأتى الزواج الثانى مجرد رد فعل لفشل الأول ومن ثم سيفشل مرة أخرى لذا فمن الطبيعى ان يحدث الزواج مرة أخرى خاصة ان أغلب حالات الطلاق الأن تحدث بين شباب العشرينات والثلاثينات ولكن لابد آلا يأتى الإقدام عليها أيضا إلا بعد التأكد تماما من الخلاص من كل ما هو مرتبط بالتجربة الأولى. أما فيما يتعلق بنظرة المجتمع لتجربة الزواج الثانى فقد اختلفت كثيرا عن ما كانت عليه خاصة اننا من الدول التى أصبحت تسجل أعلى معدلات للطلاق وبالتالى فأن تجربة الزواج مرة أخرى أصبحت أمرا عاديا وطبيعيا ، لكن الأهم من كل هذا هو الإختيار الثانى والذى لابد ان يتفادى كل أخطاء الزواج الأول خاصة ان من يمر بتجربة زواج سابقة عادة ما يكون أكثر تفهما لإحياجاته من الزواج الثانى كما انه عليه آلا يقارن بين التجربة الأولى والثانية حتى يستطيع الإستمرار وان يدخلها وكأنها الأولى فى حياته حيث انه أصبح أكثر نضجا وهدوءا فى اختياراته . وتبقى النقطة الأهم أن الطلاق يحدث بين الأزواج فقط ومن ثم فالأطفال ليس لهم أى ذنب لذا فلابد أن تبقى دائما مشاكل الأزواج بعيدة عن الأبناء وأن يشعر كل طرف مدى تضاعف مسئوليته تجاه الأطفال وأنه عليه آلا يشعرهم أى هناك شيئا سيختلف فى حياتهم بعد الإنفصال أو زواج أى طرف سواء كان الأب أو الأم.