«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



طلاق الشباب.. خراب بيوت
أحدث دراسة تكشف:المحمول.. الإنترنت وتدخل الأهل عوامل مهمة فى وقوعه
نشر في الوفد يوم 26 - 04 - 2017

ستة أشهر كاملة من العذاب تحملته فيها ورضيت بحظى ونصيبى، لكن خلاص «كده أوفر» استحمله تانى ليه؟ هوه من بقية عيلتى؟ راح ولا جه عريس زى غيره وبكره ييجى اللى يعرف قيمتى؟
اعتقدت منى الشابة العشرينية الجميلة أن طلاقها من أحمد زوجها ذي الثلاثين عاماً هو الحل «الأسرع والأفضل لمشكلتها معه فقد اكتشفت أنه «ماسك وبيموت ع الجنيه» وكئيب، ونكدى وكمان «حبيب أمه» يعنى لا فلوس ولا فسحة حلوة ولا حتى شخصية مستقلة. إذن يتهد البيت الذى ما زال يحتفظ برائحة البويات ويتكوم العفش الذى لم تدفع أقساطه بعد فى أى ركن بشقة الأب.. حتى الجنين الذى بدأ يتحرك فى رحمها لن يكون داعياً كافياً لاستمرار الزواج.. تربية جدته «علشان تدفع ثمن تدخلها فى حياتنا).
وهكذا وضعت منى اسمها فى قائمة المطلقات قبل أن يمر على زواجها عام. وهى ليست وحدها التى تنضم طواعية أو جبراً إلى قائمة الطلاق المبكر الذى بات ظاهرة خطرة تهدد المجتمع المصرى كله فقد أثبتت الدراسات والإحصاءات الحديثة أن 34% من نسب الطلاق تقع بين المتزوجين حديثاً، بمعنى أن حالة طلاق تقع كل ست دقائق، ووفق آخر إحصاء رسمى صادر عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء فى مصر، فإن ما يقرب من 88 ألف حالة طلاق تحدث كل عام، المشكلة الأخطر التى تنذر بشرخ حقيقى فى المجتمع فإن النسبة الأكبر من حالات الطلاق تقع بين المتزوجين حديثاً، حيث تصل نسبة الطلاق فى العام الأول إلى 34 فى المائة، بينما تقل النسبة إلى 21.5 فى المائة خلال العام الثانى من الزواج.
لكن الأول أو الثانى أو حتى الخامس فإن كون الطلاق يقع بهذه الصورة يجعلنا نلقى بظلال الشك على الأسس التى تم عليها الزواج أصلاً، فلم يعد ما يسمى بزواج الصالونات مسئولاً عن عدم فهم الزوجين بعضهما لبعض بعد أن أتاحت وسائل الاتصال الحديثة فرص التعارف بين الشباب، بل هناك حالات عديدة من الزواج تتم عن طريق هذه الوسائل أصلاً. وفى أحدث دراسة صادرة عن المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية جاء أن الإنترنت قد يكون سبباً مباشراً فى حالات الطلاق المبكر، وقد يكون وسيطاً فى حدوث الطلاق، وأشارت الدراسة إلى الدور السلبى للإنترنت بالنسبة للأزواج والزوجات الذين أدمنوه ولم يفطنوا لإيجابياته، فبعض الأزواج وجدوا فيه مهرباً من الحياة الزوجية وفرصة لإقامة علاقات عبر وسائل التواصل الاجتماعى وبعضهم يدمن المواقع الإباحية، بل أصبح الإنترنت وسيلة للخيانة الزوجية والتعرف على أفراد من الجنس الآخر. وفى دراسة أخرى صادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء فقد ثبت وقوع 40 ألف حالة طلاق بسبب استخدام الزوج الإنترنت وانشغاله عن زوجته من خلال الدردشة على مواقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك وتويتر، وأن 66% انشغلوا بمشاهدة المواقع الإباحية عن زوجاتهم.
فخ الإنترنت
هذه القضية التى أثارتها الدراسة تنطبق بشكل كبير على حالة غريبة وعلى غير المتوقع أكدت لى هدى، وهى فتاة تبلغ من العمر 35 عاماً قالت إن الإنترنت كان سبباً فى طلاقها من زوجها حسين الذى حاربت من أجل الزواج به لتهرب من شبح العنوسة، لكنها دون قصد ضيعت حياتها الزوجية بعد عام واحد من الزواج بسبب إدمانى الفيس بوك والشات وللأسف زوجى اعتاد أن يحلف علىَّ يمين طلاق ألا أفتح الإنترنت نهائياً حدث هذا مرتين وللأسف كان النت يجذبنى بشدة، وأقسمت له أننى أتواصل مع أخوتى بالخارج وهذه هى الوسيلة الأفضل للتواصل معهم، إلا أن اليمين الثالث وقع بلا رجعة وأصبحت مطلقة لسبب تافه وأنا متأكدة أن زواجى مرة ثانية أمر مستحيل.
وتؤكد دراسة المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية التى أعدها حديثاً نخبة من الأساتذة والخبراء أن المحمول والتليفزيون أيضاً ساهما بشكل كبير فى زيادة حالات الطلاق المبكر ولم تفرق النتائج بين مسئولية الزوج أو الزوجة عن وقوعه بسبب الإفراط فى استخدام وسائل التكنولوجيا الحديث، فقد وصل استخدام الأزواج فى بعض الحالات لشبكة الإنترنت ل 35 ساعة أسبوعياً.
على جانب آخر فقد جاء بالدراسة أن التليفزيون ورغم كونه من أهم وسائل الترفيه والتسلية ونقل المعلومات، إلا أنه مسئول أيضاً عن الطلاق الحديث بشكل كبير، فقد ظهرت له العديد من الآثار السلبية على العلاقات الزوجية، كما أنه وسيلة للهروب من المشكلات بين الزوجين والجلوس أمامه لساعات طويلة فيحدث ما يسمى بالخرس الزوجى ثم وصول الزوجين لحالة الفراغ والملل والإهمال والطلاق المبكر فى لنهاية.
أما عن التأثير السلبى للموبايل ورغم كونه وسيلة لتقريب المسافات، إلا أنه قد يكون وسيلة للخيانة الزوجية، وقد يكون وسيلة للتعبير عن الغيرة المفرطة أو الشك فى أحد الزوجين من خلال مراقبة المكالمات التليفونية والرسائل، وقد يكون وسيلة لإفساد العلاقات بين الزوجين من خلال تدخل طرف ثالث عبر مكالمة هاتفية تزرع الشك، وبالتالى خلق نوع من التتبع الذى ينتهى إلى الطلاق.
داعية ضد المحمول
أحد كبار الدعاة أكد لى أن زوجات يتصلن به خصيصاً ليجيز لهن التجسس والتنصت على أزواجهن لشكهن فى سلوكه، لكن رده كان دائماً بالنهى عن ذلك لأنه حرام وتجسس واطلاع على ما لا يريد الله أن تطلعى عليه حفاظاً على بيت الزوجية، وهذا الأمر سبب له العديد من المشكلات، حيث غضبت منه زوجة طلبت الطلاق بسبب شكها فى الزوج الذى أدمن معاكسة الفتيات بخطوط موبايل اشتراها خصيصاً لهذا الغرض ولما واجهها الشيخ بخطئها وطالبها بأن تلتفت لأمور بيتها، وأن تعود للزوج كرامة لطفلها الذى لم يكمل العامين صرخت فى الشيخ قائلة: «إنت عاوزنى أعمل نفسى مش فاهمة.. ماشى مانت فى الآخر راجل ولازم تدافع عنهم. وتحللهم الحلال ما انت راجل زيهم».
الظروف الاقتصادية
تؤكد دراسة المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية أن هناك مؤشرات تسبق الطلاق المبكر تكشف عن تصدع العلاقات وعدم التوافق بين الزوجين إلى الحد الذى تستحيل معه العشرة وقد لا ترتبط هذه المؤشرات بالسبب المباشر للطلاق، ولكنه تدعمه فيشعر أحد الأطراف أو كلاهما بعدم قدرة الطرف الآخر على الوفاء بالتزاماته. أما المفاجأة التى فجرتها الدراسة فهى أن العوامل الاقتصادية ليست سبباً مباشراً لوقوع الطلاق، بل جاءت فى المرتبة الثالثة على غير المتوقع. لكنها تلعب دور الداعم للاضطرابات داخل الأسرة. وعلى الرغم من الظروف المادية الطاحنة التى تمر بها الأسر، إلا أن الأسباب الشخصية الراجعة لسمات طرفى العلاقة الزوجية كان لها الدور المباشر والأعظم فى وقوع الطلاق.
ولم تظهر الدراسة الميدانية أن إسهام الزوجة فى الإنفاق على الأسرة قد لا يكون دافعاً على الطلاق، وعلى الرغم من أن عدداً قليلاً من أفراد عينة الدراسة يشارك فى الإنفاق، إلا أنها ليست مشاركة إجبارية فى الغالب، أى أن استقلالية المرأة قد لا تخيفها من الطلاق لكنها لا تدفعها إليه، وقد جاءت أغلبية حالات الطلاق فى نساء لا يعملن أو لا يشاركن فى الإنفاق.
بين نارين
حالة الطلاق التى يرويها بطلها حسن الشاب الذى لم يتعد عمره 35 عاماً لا تصرح مباشرة بأن ظروفه المادية الصعبة والاستغناء عنه فى العمل كانت سبباً فى تطليقه لزوجته ناهد أم ولديه حازم وحاتم بعد ثلاثة أعوام من زواج وصفه بالفاشل من البداية بسبب سيطرة حماته على أم أولاده، ومطالبته دائماً بشراء سيارة لتنقل الأطفال على أن تقودها زوجته.. ومن سياق التفاصيل نستطيع أن نتأكد أن حسن نفسه واقع تحت سيطرة أبيه الذى كان يضع يده على راتبه بالكامل ويرسل المصروف للزوجة الشابة التى اغتاظت أمها من هذا الوضع، وانتهى الأمر إلى إجبار الأب لابنه على تطليق زوجته لتتحمل هى وأمها مسئولية الطفلين اللذين لم يكن الجد راضياً أصلاً عن وجودهما بحجة الانتظار حتى تتحسن ظروف الزوج.
ويكاد الطلاق المبكر أن يصبح ظاهرة مصرية لها خصوصيتها، فقد أكد مركز معلومات دعم واتخاذ القرار، التابع لمجلس الوزراء المصرى فى دراسة له أن مصر تحتل المرتبة الأولى على مستوى العالم فى معدلات الطلاق، وشغلت جهات بحثية عديدة نفسها بدراسة هذه القضية التى تدق ناقوس الخطر، إذ أصبح لدينا طوابير من المطلقات والمطلقين فى سن الشباب فى أعمار يقف نظراؤهم فى طوابير العنوسة والعزوبية، حتى بات الأمر شبه متناقض. كما أكدت الدراسة ارتفاع معدلات الطلاق خلال الخمسين عاماً الماضية من 7 فى المائة إلى 40 فى المائة، ليصل متوسط حالات الطلاق اليومية إلى 240 حالة طلاق. ويبلغ مجموع عدد المطلقات فى مصر 2.5 مليون مطلقة ونصف هذه الحالات فى السنة الأولى من الزواج، ومعظم هذه الحالات من الفئة العمرية 30 سنة.
ما بعد الطلاق
أفردت دراسة المركز القومى للبحوث الاجتماعية فصلاً كاملاً يشرح تداعيات ما بعد الطلاق وأثره من كافة النواحى علي المطلقين الشباب بدءاً من مرحلة إجراءات الطلاق وآثارها النفسية والضغوط التى يتعرض لها الطرفان والمرأة بشكل خاص، مؤكدة أن الطلاق يختلف أثرة من امرأة لأخرى تبعاً للمتغير أو الظروف التى أحاطت به ووضع العلاقة بين الطرفين قبل وبعد الانفصال، وخاصة أن بعض الرجال يستغلون الآليات التى يمتلكونها بحكم الشرع والقانون كحقه فى منح الزوجة الطلاق دون اللجوء للقانون، وقد يستغل بعض الثغرات الموجودة فى القانون المصرى للأحوال الشخصية للهروب من سداد النفقة وغيرها من حقوق الزوجة والأبناء، كما يستخدم حقه فى الزواج من أخرى للتخفيف من الأثر النفسى والجسدى الذى يترتب على الانفصال. وأشارت الدراسة إلى معاناة ما بعد الطلاق والاضطرابات النفسية وأحياناً الشعور بالندم وافتقاد العلاقة الجدية خاصة للمرأة ومشاعر الخوف والقلق على مستقبل الأبناء فضلاً عن معاناة المرأة من النظرة السلبية من المجتمع والريبة فى سلوكياتها واضطراب العلاقات الاجتماعية.
أما الأبناء فأكدت الدراسة أن أبناء الطلاق المبكر يتعرضون لآثار عديدة تظهر وتنمو مع مرور العمر، فضلاً عن الألم النفسى لافتقاد الأب والحياة الأسرية والانطواء والشعور بالوحدة وارتفاع درجة العدوان والنشاط الزائد وانحراف السلوك. وشددت الدراسة على أن أبناء الطلاق المبكر ليسو منحرفين، بل معرضين للانحراف. كما يتعرضون لإشكالية الرؤية والنفقة. وطالبت الدراسة بتدخلات مؤسسات من الأسرة والمدرسة والمؤسسات القانونية والبحثية والدينية والجمعيات الأهلية والإعلام للنظر فى قضايا الرؤية والنفقة ودعت الدراسة لإجراء حوار مجتمعى مفتوح حول تنامى ظاهرة الطلاق المبكر والمشكلات العديدة التى تؤدى إليه، كما أكدت الدور الوقائى الذى ينبغى أن تقوم به المؤسسات المجتمعية المعنية للحفاظ على سلامة المجتمع وأمنه ونشر الوعى الثقافى بهذه المشكلة وتداعيتها وعواقبها.
استشارات أسرية
ترى الدكتورة سلمي مصطفى خبيرة الاستشارات الأسرية أن ارتفاع فى معدل الطلاق فى السنوات الأولى من الزواج وكذلك فى نسبة الطلاق قبل الدخول، مرجعة السبب إلى إعطاء الفتاة مساحة كبيرة من الحرية فى محيط أسرتها، وعدم إدراك الفتاة أن نمط الحياة بعد الزواج يختلف عما هو قبل الزواج، فالفتاة تظن أن الزوج سيظل يُسمعها كلمات رومانسية، وهو ما لا تجده، وبالتالى تصاب بخيبة أمل، وقد يدفعها ذلك لطلب الطلاق، فضلاً عن عدم إدراك بعض الشباب ما يُفرضه الزواج من مسئوليات وحقوق وواجبات يفرضها الشرع والتقاليد لنجاح العلاقة الزوجية.
وتشير إلى إهمال بعض الشباب زوجاتهم فى السنوات الأولى للزواج بسبب الانشغال بالسهر مع الأصدقاء أو بمتابعة مواقع التواصل الاجتماعى والدردشة الإلكترونية والعلاقات الافتراضية مع أخريات.. وهو ما يثير غيرة وشك الزوجات فتتصاعد المشاكل ويقع الطلاق.
وأكدت أن تدخلات الأهل فى كل صغيرة وكبيرة للزوجين يقودهما إلى الطلاق السريع محمّلة الزوجين مسئولية ارتفاع نسبة الطلاق فى السنوات الأولى للزواج، كونهما لم يُقدّرا مسئولية الزواج.
ونصحت الزوجات بالصبر والتريث ودراسة شخصية الزوج جيدًا قبل الارتباط، وأن تعى جيدًا أنه لا يوجد زوج مثالى وخالٍ من العيوب، وعليها محاولة إصلاح العيب والصبر للحفاظ على مملكتها، وتعرف جيدًا أن الزوج له عائلة وأخوات وأصدقاء يؤثرون عليه، وأنها لن تستطيع الاستحواذ عليه بمفرده.
وحذرت من الآثار الخطيرة التى تقع على الأبناء الذين ينفصل آباؤهم وهم فى سن صغيرة ليعانوا من التشتت العاطفى، والحرمان من الأب نتيجة وقوع الطلاق، لافتة إلى أن أبناء الطلاق المبكر يُعانون كثيرًا من الاكتئاب والانطواء والمشاكل النفسية الخطيرة التى تجعلهم أكثر عدوانية أو انطواءً تجاه الغير التى تستمر تلك المتاعب النفسية معهم بعد سنوات طويلة.
ودعت الأهل والأصدقاء إلى التوفيق بين الزوجين بدلاً من زيادة الهوة بينهما، وذلك بتوعية كل منهما بمسئوليات الزواج وحقوق كل منهما تجاه الآخر.
وحسب الدكتورة حنان زكى، خبيرة العلاقات الأسرية، فإن الزواج ليس علاقة عاطفية عابرة تنتهى عند حدوث أى مشكلة، وتضيف أن التدليل الزائد للأبناء والأنانية المفرطة التى تربوا عليها واتكالهم المستمر على الآباء الذين يعطون بلا مقابل لم يضعهم على قدر المسئولية المطلوبة للزواج، ومن ثم قد يختار كل منهما الآخر لمجرد الإعجاب الشكلى فقط، أو إحساسهما بالحب من أول نظرة.
وتوضح د. حنان أن التكافؤ الاجتماعى والتوافق النفسى يجعل هناك لغة مشتركة بين العائلتين، فيكون الزواج على أساس سليم، وليس على فرحة عاطفية فقط لا تُعمل العقل. وقد تعمل على أن يتغاضى الطرفان عن العيوب أو يجملاها، وعندما يحتك كل منهما بالآخر بعد الزواج وتخفت جذوة اللهفة تظهر الطباع الحقيقية التى لا يتحملها كل منهما فيصلان إلى الطلاق.
ويشير دكتور حازم كامل أستاذ الصحة النفسية إلى ضرورة إعادة صياغة مفاهيم الزواج، والتخلص من سيطرة النمط الغربى وسمومه التى ينفثها فى المجتمع العربى منذ سنوات، ويجاهد الآن لتخليص نفسه من موبقاتها، والتى نادت بتحرير وتمكين ومساواة المرأة، وتم تطبيقها خاوية من معناها الشرعى فى مجتمعاتنا الإسلامية، ومن ثم جنينا أشواكها المؤلمة فى ظاهرة الطلاق وغيرها.
حقائق وأرقام
تأتى محافظة القاهرة فى مقدمة المحافظات التى تشهد رفع دعاوى الطلاق، فيما كانت النسبة الأعلى لدعاوى الخلع من نصيب محافظة الجيزة. كشف الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء عن زيادة 1٫7٪ فى عقود الزواج و10٫8٪ فى حالات الطلاق عام 2015.
بلغ عدد شهادات الطلاق 199867 شهادة عام 2015 مقابل 180344 شهادة عام 2014 بزيادة قدرها 19523 حالة بنسبة 10٫8٪.
وحالات الطلاق وصل عدد حالات الطلاق فى الحضر 114780 حالة عام 2015 تمثل 57.4٪ من جملة الحالات، مقابل 97953 حالة عام 2014 بزيادة قدرها 16827 حالة بنسبة 17٫2٪.
أما فى الأرياف فعدد حالات الطلاق 85087 حالة عام 2015 تمثل 42.6٪ من جملة الحالات مقابل 82391 حالة عام 2014 بزيادة قدرها 2696 حالة بنسبة 3.3٪.
أعلى نسبة طلاق تقع فى الفئة العمرية من 30 إلى أقل من 35 سنة، حيث بلغ عدد الحالات بها 39515 حالة بنسبة 19.8٪، بينما أقل نسبة طلاق فى الفئة العمرية من 18 إلى أقل من 20 سنة، حيث بلغ عدد الحالات بها 734 حالة بنسبة 0.4٪ من جملة الحالات.
سجلت أعلى نسبة طلاق فى الحاصلين على شهادة متوسطة، حيث بلغ عدد الحالات بها 62830 حالة تمثل 31.4٪، بينما سجلت أقل نسبة طلاق فى الحاصلين على درجة جامعية عليا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.