" الطلاق" فشل جديد للمجتمع يتقدم الترتيب العالمى لم تتوقف تأخر الدولة المصرية عند تصدرها المراكز الأولى في الأمية والإصابة بفيروس سي وحوادث الطرق، بل واصلت مسلسل الانحدار لتتبوأ مراتب متقدمة عالميًّا في عدد حالات الطلاق التي تشهدها مصر كل عام، وفقًا لدراسة لمركز المعلومات ودعم القرار التابع لمجلس الوزراء. حيث ارتفعت نسبة حالات الطلاق من 7% لتصل إلى نسبة 40% في الخمسين عامًا الأخيرة فقط، فيما كشفت الدراسة أن 240 حالة طلاق تقع يوميًّا في أرجاء مصر، وأن النسبة قفزت خلال 50 عامًا، حتى وصلت أعداد المطلقات قرابة مليونين وخمسمائة مطلقة معظمهن طلقن قبل مرور عام واحد على زواجهن. وأكد رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء اللواء أبو بكر الجندي أن معدلات الزواج سنويًّا يصل إلى 99 ألف و50 حالة زواج ويقابلها نحو 160 ألف حالة طلاق، ومن الملاحظ أن 40% من حالات الطلاق التي تم رصدها مؤخرًا كانت في السنوات الخمس الأولى من الزواج، وهي ظاهرة جديدة تطرأ على المصريين، وتؤكد صعوبة بناء الأسرة خلال الفترة الحالية مقارنة بالأجيال القديمة. وكانت دراسة أخرى أجرتها الدكتورة ليلى عبد الجواد، أستاذة علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، كشفت أن ارتفاع معدل الطلاق بدأ عام 2000 حيث قدرت حالات الطلاق خلال عام 1997 ب2% فقط، ارتفعت بشكل مثير للتساؤل إلى 11% سنة 2000 ثم إلى 12.5% سنة 2006. وأفادت الإحصائيات بأن نصف حالات الطلاق المسجلة تمت ما بين عامين إلى 10 من عمر الزواج، و52% من الطلاق يحدث في الفترة العمرية للزوجين ما بين 20 و30 سنة، مؤكدة أن الأسباب الشخصية بين الزوجين من أكبر العوامل التي كان لها دور في إنهاء الحياة الزوجية بالطلاق. واتضح أنه في كثير من الحالات في كثير من الحالات عدم تكيف الزوج أو الزوجة مع سلوكيات الطرف الآخر، والسبب الآخر هو ما تكتشفه الزوجة في ثاني أو ثالث يوم من الزواج؛ بسبب انتشار المخدرات وبصفة خاصة الترامادول والأصناف المشابهة بين الأزواج الصغار، حيث يستخدمها البعض باعتبارها مقويات لكن ما يظهر هو العكس. من جانبها قالت شيماء إسماعيل، مدربة التنمية البشرية واستشاري في العلاقات الأسرية: حالات الطلاق ارتفعت في المجتمع بشكل مفزع ونتائجها كارثية على المجتمع والأطفال، وأضافت أن هناك عدة من العوامل تؤدي إلى حالات الطلاق، منها الاجتماعية والمادية وأخرى النفسية. وأشارت إلى أن الأسباب الاجتماعية تتضمن تفاوت الثقافة بين الزوجين، بالإضافة إلى الفارق الكبير بين سن الزوج والزوجة، مما قد يؤثر على مسار العلاقة الزوجية بعد سنوات قليلة من بدئها، وأضافت: وتتسبب الحالة المادية في اندلاع التشاجر بين الأزواج، الذي غالبًا يؤدي إلى إنهاء العلاقة الزوجية، مضيفة أن هناك عوامل نفسية أيضًا من الممكن أن تنهي العلاقة، وهي الزواج بالإجبار من أي جانب والعمل بمقولة "خدي اللي يحبك"، هذه المقولة أثبتت خطأها وفشلها وتتسببت في انهيار العلاقات الزوجية، حيث إن الزوجة تستطيع تحمل أخطاء وأفعال زوجها في حالة حبها له وليس العكس. وأكدت أن تقدم التكنولوجيا وهو ما نسمية ب"اللص الأمين" الذي طرأ على البيت، يتسبب أيضًا فى انهيار العلاقات، حيث إن التكنولوجيا تكون طريقًا للهروب من الخلافات الزوجية دون موجهتها أو حلها، وهو ما يفسره الطرف الآخر بالخطأ ويعتبره تجاهلًا ويزداد الوضع سوءًا، أو تتسبب في إثارة الشك بينهم بالخيانة، وتكون النتيجة مطابقة أيضًا بانهيار العلاقة. وقال علي الجلبي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإسكندرية: الطلاق السريع أصبح في تزايد بشكل ملحوظ؛ بسبب الزواج السريع الذي يحدث في الفترات الأخيرة ، وأشار إلى أن التطور وانفتاح المجتمع وأعباء الحياة تتسبب في انهيار العلاقات الزوجية سريعًا.