حادث إرهابي جديد يقتنص أرواح 26 جندي بمنطقة شمال سيناء، بينهم العقيد أركان حرب أحمد منسي قائد الكتيبة 103 صاعقة، الذي كان على أتم استعداد للشهادة والالتحاق بأستاذه وزملائه من أبطال الجيش المصري، الذين كان ينعيهم منذ بداية حرب مصر على "الإرهاب". "في ذمة الله أستاذي ومعلمي.. اتعلمت على إيده كتير .. شهيد بإذن الله العقيد رامي حسنين.. إلى لقاء شئنا أم ابينا قريب".. هذه واحدة من كلمات الأسي في دفتر تعازي منسي، الذي يضم أسماء زملائه وأساتذته من ضحايا العمليات الإرهابية، ليصبح قائد الكتيبة 103 صاعقة اليوم من ضمن هؤلاء الشهداء، ويلحق بمن ماتوا غدرا دافعا عن أمن الوطن.
حسن الخلق والتفاني في العمل، من الصفات الأساسية التي أجمع عليها كل من تعامل مع الشهيد منسي، الذي شارك في فيلم "النوه"، المعروض على موقع "يوتيوب" منذ 2015، والذي جسد مصاعب وتحديات لأحد فرق الصاعقة، والتدربيات الصعبة التي تؤهلهم لمواجهة الإرهاب.
مواهب عدة برع فيها "عريس السما"، على رأسها الرسم والشعر والغناء، ففي 8 إبريل 2016، نشر صورة له، من داخل استديو، بعد تسجيله أغنية له، لم يعلن عن تفاصيلها، ليفارق الحياة قبل أن يتحقق حلمه في إصدار منتج غنائي بصوته.
حالة من التجلى تتملك منسي في كل مرة يقرر فيها التعبير عن أفكاره من خلال الشعر، ومنها القصيدة الحزينة بعنوان "يا قبور تنادي أسامينا"، مؤلفة من 9 أبيات وهم:-
يا قبورا تنادي اسامينا..ويا موتا يعرف كيف يصطفينا
سطوة الموت لن تغير لقبنا..فنحن احياء للشهادة سائلينا
ميت لقب من هو دوننا..والشهيد اسم من بالروح يفدينا
مهنتي الشرف والمجد اجنيه..وحب القلب للقلب يرضينا
قد قضيت في الامن عدد سنين..وكم قضينا عن الارض مدافعينا
وكم قضيت هروبا من الموت..وكم قضينا عن الموت باحثينا
نبحث عن الموت اينما وجد..وفى الجنة مع اخوة سابقينا
من كان بلا عقيدة فليغادر..حق عليك وأسأل المقاتلينا