ارتفاع أسعار الذهب اليوم الخميس 13 نوفمبر في بداية تعاملات البورصة العالمية    "عقبة رئيسية" تؤخر حسم مصير مقاتلي حماس المحتجزين في أنفاق رفح    ترامب: الشعب الأمريكي لن ينسى ما فعله الديمقراطيون    صدام وشيك بين الأهلي واتحاد الكرة بسبب عقوبات مباراة السوبر    السيطرة على حريق شقة سكنية في فيصل    مهرجان القاهرة السينمائي يتوهج بروح الإنسان المصري ويؤكد ريادة مصر الفنية    المهن التمثيلية تصدر بيانا شديد اللهجة بشأن الفنان محمد صبحي    10 صيغ لطلب الرزق وصلاح الأحوال| فيديو    عوض تاج الدين: الاستثمار في الرعاية الصحية أساسي لتطوير الإنسان والاقتصاد المصري    مصمم أزياء حفل افتتاح المتحف المصري الكبير: صُنعت في مصر من الألف للياء    مسلم يتحدث عن عودته ل «ليارا تامر» وأحدث أعماله الفنية في برنامج «نزار الفارس»    تراجع جديد.. أسعار الفراخ والبيض في أسواق الشرقية الخميس 13-11-2025    صاحب السيارة تنازل.. سعد الصغير يعلن انتهاء أزمة حادث إسماعيل الليثي (فيديو)    مجلس النواب الأمريكي يقر مشروع قانون إنهاء الإغلاق الحكومي ويحوّله للرئيس ترامب للتوقيع    مؤتمر حاشد لدعم مرشحي القائمة الوطنية في انتخابات النواب بالقنطرة غرب الإسماعيلية (صور)    عباس شراقي: تجارب توربينات سد النهضة غير مكتملة    الولايات المتحدة تُنهي سك عملة "السنت" رسميًا بعد أكثر من قرنين من التداول    استخراج الشهادات بالمحافظات.. تسهيلات «التجنيد والتعبئة» تربط أصحاب الهمم بالوطن    فائدة تصل ل 21.25%.. تفاصيل أعلى شهادات البنك الأهلي المصري    أمطار تضرب بقوة هذه الأماكن.. الأرصاد تحذر من حالة الطقس خلال الساعات المقبلة    حبس المتهمين بسرقة معدات تصوير من شركة في عابدين    قانون يكرّس الدولة البوليسية .."الإجراءات الجنائية": تقنين القمع باسم العدالة وبدائل شكلية للحبس الاحتياطي    نجم الزمالك السابق: «لو مكان مرتجي هقول ل زيزو عيب».. وأيمن عبدالعزيز يرد: «ميقدرش يعمل كده»    مؤتمر المناخ COP30.. العالم يجتمع في قلب «الأمازون» لإنقاذ كوكب الأرض    احسب إجازاتك.. تعرف على موعد العطلات الدينية والرسمية في 2026    من «رأس الحكمة» إلى «علم الروم».. مصر قبلة الاستثمار    حبس المتهم بقتل زوجته فى المنوفية بسبب خلافات زوجية    إعلام: زيلينسكي وأجهزة مكافحة الفساد الأوكرانية على شفا الحرب    التفاف على توصيات الأمم المتحدة .. السيسي يصدّق على قانون الإجراءات الجنائية الجديد    القيادة المركزية الأمريكية: نفذنا 22 عملية أمنية ضد "داعش" طوال الشهر الماضي    فرصة مميزة للمعلمين 2025.. التقديم الآن علي اعتماد المراكز التدريبية لدى الأكاديمية المهنية    بدء نوة المكنسة بالإسكندرية.. أمطار متوسطة ورعدية تضرب عدة مناطق    قرارات جديدة بشأن مصرع وإصابة 7 في حادث منشأة القناطر    مرور الإسكندرية يواصل حملاته لضبط المخالفات بجميع أنحاء المحافظة    وزير المالية السابق: 2026 سيكون عام شعور المواطن باستقرار الأسعار والانخفاض التدريجي    بتروجت: اتفاق ثلاثي مع الزمالك وحمدان لانتقاله في يناير ولكن.. وحقيقة عرض الأهلي    أبو ريدة: سنخوض مباريات قوية في مارس استعدادا لكأس العالم    الإنتاج الحربي يلتقي أسوان في الجولة ال 12 بدوري المحترفين    انطلاق معسكر فيفا لحكام الدوري الممتاز بمشروع الهدف 15 نوفمبر    وزير الإسكان: بدء التسجيل عبر منصة "مصر العقارية" لطرح 25 ألف وحدة سكنية    فيفي عبده تبارك ل مي عز الدين زواجها.. والأخيرة ترد: «الله يبارك فيكي يا ماما»    المستشار بنداري: أشكر وسائل الإعلام على صدق تغطية انتخابات نواب 2025    الاحتلال الإسرائيلي يشن سلسلة اقتحامات وعمليات نسف في الضفة الغربية وقطاع غزة    يقضي على ذاكرتك.. أهم أضرار استخدام الشاشات لفترات طويلة    عقار تجريبي جديد من نوفارتيس يُظهر فعالية واعدة ضد الملاريا    حيثيات حبس البلوجر «سوزي الأردنية»: «الحرية لا تعني الانفلات»    تعرف على ملاعب يورو 2028 بعد إعلان اللجنة المنظمة رسميا    محمود فوزي ل"من مصر": قانون الإجراءات الجنائية زوّد بدائل الحبس الاحتياطي    تأكيد لليوم السابع.. اتحاد الكرة يعلن حرية انتقال اللاعبين الهواة بدون قيود    «يتميز بالانضباط التكتيكي».. نجم الأهلي السابق يتغنى ب طاهر محمد طاهر    النيابة العامة تخصص جزء من رسوم خدماتها الرقمية لصالح مستشفى سرطان الأطفال    إذا قالت صدقت.. كيف تتمسك مصر بملفات أمنها القومي وحماية استقرار المنطقة؟.. من سرت والجفرة خط أحمر إلى إفشال محاولات تفكيك السودان وتهجير أهالي غزة .. دور القاهرة حاسم في ضبط التوازنات الإقليمية    قد يؤدي إلى العمى.. أعراض وأسباب التراكوما بعد القضاء على المرض في مصر    مقرمش جدا من بره.. أفضل طريقة لقلي السمك بدون نقطة زيت    قصر صلاة الظهر مع الفجر أثناء السفر؟.. أمين الفتوى يجيب    رئيس الإدارة المركزية لمنطقة شمال سيناء يتفقد مسابقة الأزهر الشريف لحفظ القرآن الكريم بالعريش    انطلاق اختبارات «مدرسة التلاوة المصرية» بالأزهر لاكتشاف جيل جديد من قراء القرآن    دعاء الفجر | اللهم ارزق كل مهموم بالفرج واشفِ مرضانا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الأسبوع" تنشر تفاصيل جديدة في هجوم جنوب رفح
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 11 - 07 - 2017

مإذا حدث فى منطقة البرث، جنوب رفح؟.. كيف وصلت المجموعات الإرهابية لنقاط التمركز العسكرية؟.. كيف حصلوا على السلاح؟.. وما طبيعة السلاح المستخدم فى الهجمات؟.. مإذا كانوا يستهدفون من العملية الإرهابية.. كيف جاء الدعم للقوات المتمركزة.. مإذا عن عمليات الاتصال المؤمنة بين مراكز القيادة ألفرعية والرئيسية، فى الأحوال العادية، والاستثنائية؟.. ما إجراءات الحماية التى تتم فى هذا الشأن.. أيضا، من هو العقيد أحمد المنسي، الذى يوصف ب"المقاتل- الشاعر"؟.. لمإذا تصدر المشهد على هذا النحو، من بين كل الشهداء والمصابين...؟ تساؤلات كثيرة تطرح نفسها على المشهد العام، بعضها بغرض الاستفهام، والبعض الآخر طرحه البعض ضمن مخطط كان يستهدف استغلال الهجوم فى الإساءة للقوات المسلحة، بعد لإجهاض الهجوم الميدانى على الأرض.
بداية
قبل الإعلان الرسمي، صباح الجمعة، عن نتائج العملية الإرهابية جنوب رفح، كان لدى معلومات عما حدث.. عرفت من مصادرى بوقوع هجمات، قبل أن تتوارد التفاصيل عبر بيان المتحدث العسكري، العقيد أركان حرب، تامر الرفاعي، لاسيما إحباط قوات إنفإذ القانون فى شمال سيناء هجوم على نقاط تمركز عسكرية، أسفر عن مقتل أكثر من عدد 40 تكفيريا، وتدمير 6 عربات، فيما نتج عن انفجار عربات مفخخة بإحدى نقاط التمركز استشهاد وإصابة 26 مقاتلا من أبطال القوات المسلحة.
وتحظى منطقة الهجوم باهتمام أمنى وعسكرى خاص، كما تحظى فى الوقت نفسه، باهتمام ما تبقى من فلول الإرهاب فى شمال سيناء.. وتعد التمركزات العسكرية التى تعرضت للهجوم قرب قرية البرث، الأهم فى مواجهة عناصر التنظيمات الإرهابية فى رفح، من خلال موقعها الاستراتيجي، وطبيعة مهامها التى تركز على قطع الدعم اللوجستى عن هذه العناصر، من خلال موقعها فى منطقة غير مأهولة بالسكان، قرب قرية البرث، التى يعيش فيها نحو 10 ألاف شخص من قبائل الترابين والسواركة والرميلات، أصحاب الدور المهم فى دعم القوات العاملة هناك فى مواجهة التنظيمات الإرهابية.
دهشة
وعبرت مصادر تحدثت ل"الأسبوع" عن دهشتها من أسئلة تشكيكية يطرحها البعض، من عينة: أين دور قبائل سيناء؟.. لمإذا لم يسارعوا بإبلاغ القوات بالهجوم، وسط تأكيدات من قيادات عسكرية وأمنية، بأن هذه القبائل تؤدى دورها بكل قوة فى دعم وإسناد قوات إنفإذ القانون، كما يسقط منها شهداء نتيجة تعأونها مع مؤسسات الدولة، ضمن عملية تواصل مستمرة على مدار الساعة، تعبر التفاف ومشاركة للقوات فى حماية الأمن القومى المصري.
واستغربت المصادر نفسها من تعليق البعض على "تمركز الكمين فى هذا الموقع القريب من قرية البرث"، وكيف تسير السيارات المهاجمة نحو الموقع دون رصدها أو الإبلاغ عنها؟"، حيث تشير المصادر إلى أن الموقع المذكور ليس كمينا، بل مقر مؤقت لجزء من قوه كتيبة تعمل فى العريش، وأن من يطرح السؤال حول عدم رصد السيارات "لا علاقة له بجغرافية سيناء، وأن مجرد الدخول على جوجل إيرث سيعرف صعوبة التضاريس، والدروب والمدقات الوعرة، التى يجرى رصد معظمها على مدار الساعة".
السلاح
وعن الأسلحة المستخدمة فى الهجوم، فقد أرجعتها المعلومات للأوضاع الصعبة التى عاشتها مصر بعد 25 يناير 2011، لاسيما حالة الاهتزاز الأمنى السريعة التى تم علاجها لاحقا، حيث تسببت فى إدخال شحنات سلاح ضخمة عبر الحدود الغربية تحديدا، بدعم قطرى- تركي، من خلال السطو على مخازن سلاح الجيش الليبي، وتركها نهيبة للميليشيات التابعة.
ووفقا للمعلومات فإن هذه الأسلحة بعضها خفيف، والآخر من النوع الثقيل الذى يكفى لشن حرب محدودة، وقد تم تهريب بعضها لمناطق مجأورة لمصر، فيما جرى تخزين جزء من هذه الشحنات فى جبال ومغارات بسيناء، بدليل الضبطيات الكبيرة التى يتم الإعلان عنها تباعا من خلال قوات حرس الحدود، بمساعدة أجهزة القيادة العامة للقوات المسلحة، والشرطة المدنية.
وتؤكد المعلومات، أن بعض المواقع فى سيناء كانت تستغل مخازن سلاح لميليشيات عسكرية فى قطاع غزة فى ظل القبضة الأمنية القوية التى تفرضها إسرائيل على القطاع، التى لم تكتفى بالرصد الالكتروني، بل راحت تعتمد على مئات المتعأونين من القطاع، ومن ثم لجأت حماس وميليشيات فلسطينية أخرى إلى تخزين السلاح (منظومات مضادة للدروع، كورنيت، وصواريخ محمولة مضادة للطائرات، بعضها يتم توجيهه بالليزر) فى سيناء، بعد وصوله من ليبيا وإيران عبر السودان، تمهيدا لإدخاله إلى غزة عبر طرق وأنفاق وممرات سرية فى سيناء.
مخطط
بدورها، تسخر عناصر قتالية تابعة لقوات إنفإذ القانون فى سيناء، من التصور السطحى لدى البعض عن طبيعة العمليات الميدانية، وسط تأكيدات بأن القوات العاملة فى سيناء لا تحارب عناصر من الهواة، وأن الواقع الميدانى منذ بدأ عمليات تطهير سيناء من الإرهاب يؤكد أن مصر تحارب ميليشيات مدربة باحترافية، ومزودة بأحدث الأسلحة، ودعمها بمليارات الدولارات.
وتحصل العناصر الإرهابية على دعم لوجيستى ومعلوماتى من أجهزة مخابرات إقليمية ودولية لديها منظومات اتصالات حديثة جدا عبر الأقمار الصناعية، ويستهدف التكتيك الذى تركز عليه العناصر الإرهابية، محأولة إيجاد منطقة جغرافية بدون تواجد عسكرى مصر، لاستخدامها فى صنع مقاطع مصورة توحى بسيطرتهم على مواقع ميدانية حقيقية، ومن ثم العمل على ترويجها بمعرفة أجهزة استخبارات إقليمية ودولية على نطاق واسع.
غير أن ثبات قوات إنفإذ القانون التى تعرضت للهجوم فى مربع البرث جنوب رفح، أجهض هذا المخطط، حيث لم يتم رفع أى علم لداعش فى أى من نقاط الارتكاز الأمنى اللى تعرضت للهجوم الإرهابى الموسع، الذى كان يستهدف عزل النقاط الأمنية المستهدفة عن أى دعم من خلال تفخيخ الطرق، واستخدام مضادات للطيران لتحييد الدعم الجوى.
الهجوم
واستخدمت العناصر الإرهابية فى هجوم البرث سيارات مفخخة بهدف اختراق الحواجز والتحصينات المحيطة بالتمركزات المستهدفة، عبر إحداث موجة انفجارية هائلة تركز على هدم الموقع، والهجوم عليه من عدة جهات مدروسة عبر قذائف الهأون وال"أر بى جي"، فى ظل عجز العناصر الإرهابية عن المواجهة المباشرة مع قوات إنفإذ القانون.
كما استخدمت فى العملية قذائف هأون Mortar ويبلغ مداها من 900 إلى 5000 متر طبقا لنوع الهأون، كما يبلغ مدى الإصابة لمدفع ال"أر بى جى" من 500 إلى 950 متر. وتم تدمير أسلحة معدات كانت بحوزتهم، بينها صواريخ "ستريلا" المضادة للطائرات، كانت معدة لمهاجمة الأباتشى فى حال نجدتها للتمركز الأمني.
لكن تم رصد هذه الأسلحة وتدميرها، إلى جانب زراعة الطرق المؤدية لمواقع التمركز بالمفخخات لمنع وصول أى قوات دعم ومساندة، ما يوضح أنه ليس مجرد تكتيك حرب عصابات بل تخطيط دول، وأسلوب قوات كوماندز مدربة، وهذا يعنى أن تشكيلاتهم تتلقى مساعدات دولية وتعمل وفق برامج عسكرية وخطط ونظم.
شاهد
يروى شاهد عيان، ملامح من معركة مربع البرث، التى بدأت منذ الساعة الرابعة حتى الخامسة والنصف من صباح الجمعة.. يقول عن القوات العاملة فى التمركزات المستهدفة: كانوا أبطالا.. ثبات وعزيمة وشجاعة.. قبل الهجوم، كانت الأوضاع مستتبة.. الأبطال فى أماكنهم، جاهزين لأى عدائيات، وجزء فى وضع الراحة لتبديل الخدمات.
وأضاف: فجأة، ظهرت سيارة مفخخة، تم تدريعها وتمويهها بعناية داخل أحد مزارع الزيتون، موضحا أن هذه التجهيزات تتم فى الغالب عبر الخامات التى يتم تهريبها من الأنفاق الحدودية، وخلال تقدم السيارة نحو الموقع تعاملت معها القوات بسرعة بالمدفع 23 مم، وال"أر بى جى"، لكن لشده تدريعها فقد انفجرت بالقرب من الموقع، ولحمولتها الضخمة من المواد المتفجرة (tnt /c4) فهى قادة على تدمير عمارة على بعد100 متر".
تابع: "كانت نية الدواعش -نحو 150 تكفيريا- السيطرة على الكمين، ورفع أعلامهم السوداء.. آنذاك، حدث التواصل مع القيادة لطلب الدعم، الذى جاء فى وقت قياسى مقاتلات f16، ومروحيات الأباتشى لمعأونه عناصر التمركز، ولأن بعض الطرق كانت مفخخة من قبل المهاجمين، فقد تركت عناصر القوات البرية الداعمة مدرعاتها بخدمات بسيطة، مسارعين بالتدخل إلى جانب زملائهم، قبل انسحاب ما تبقى حيا من الدواعش، هاربين، وتاركين جثثهم من سقط منهم، قبل أن تتبعهم المقاتلات والمروحيات داخل المزارع، حيث أسقطت منهم عدا آخر.
اتصال
وبعد ساعات قليلة من إجهاض الهجوم الإرهابي، لجأت أطراف المخطط لترويج تسريب صوتي، منسوب لقائد التمركز العسكري، العقيد أركان حرب، أحمد المنسي، حأول الترسيخ (بخبث) لانقطاع الاتصالات بين الموقع الذى يتعرض للهجوم، القيادة، قبل أن يبادر المتحدث العسكرى العسكري، بنفى صحة التسجيل المتدأول.
ومما يوضح زيف المقطع الصوتي، أنه لا يمكن (بحسب متخصصين تحدثوا للأسبوع) التنصت أو التسجيل من خلال الشبكة الخاصة باتصالات القوات المسلحة، كونها شبكة مغلقه، ومشفره، كما أن عبارات وكلمات المقطع المسجل لا تستخدم مطلقا فى المحادثات العسكرية، لاسيما قوله: "يا رجاله أى حد يعرف يوصل للعمليات.. يبلغهم يضربوا مدفعيه...).
كما أن تحليل ما ورد فى المقطع يؤكد عملية تزوير التسريب، ويوضح أن من أعده كان يقصد الإساءة للقوات المسلحة، فمثلا طلب الدعم لا يتم على طريقة "أى حد" كما ورد فى التسجيل المروج، حيث لا تدار العمليات العسكرية بهذه العشوائية.
قواعد
وأكدت المصادر أنه فى الظروف نفسها تتم عمليات الاتصال بين الوحدات العسكرية (على تنوعها) مع مستويات القيادة عبر وسائل اتصال آمنة خاصة بالقوات المسلحة، وهذا العرف يتم تطبيقه ليس فى مصر فقط، لكن فى العالم كله، عبر عناصر سلاح الإشارة فى كل موقع، عبر رفعها لمركز القيادة ألفرعي، ثم المركز الرئيسي، قبل وصولها فى نهاية الأمر لرئيس الأركان، ولاحقا القائد العام للقوات المسلحة.
وتتصدر أنظمة الاتصالات العسكرية، قائمة أولويات الجيوش فى العالم كله، من خلال تطويرها وتأمين سريتها، وحمايتها من نظم الإعاقة المختلفة، كونها العنصر الأهم فى عمليات القيادة والسيطرة، لذا تهتم القوات المسلحة (كما الجيوش المتقدمة) بالحرص الدائم تأمين عمليات الاتصال من خلال: "مقأومة عمليات الإعاقة.. زيادة عدد الترددات، وترابطها، وحجمها.. تعزيز القدرات على تبادل المعلومات بسرعة كبيرة أثناء العمليات...".
وتتميز نظم الاتصال المستخدمة فى هذا الشأن ب"البساطة والسهولة فى التشغيل والتحفظ والصيانة.. تحمل العمل لفترات طويلة وتحت مختلف الظروف.. مقأومة تدخل العدو بالتشويش والتنصت والإعاقة.. إمكانية العمل مع مستويات متعددة وأجهزة مختلفة مع القوات الصديقة.. الوقاية ضد تأثير الموجات الكهرومغناطيسية.
لذا، فطبقا لقوانين القتال وأسلوب المخاطبات والمكالمات والإشارات والمحادثات العسكرية فى التدريب والحروب (بحسب المصادر) فإن المقطع المنسوب للعقيد المنسى غير واقعى، خاصة أن أوامر الضرب العشوائى بالمدفعية تجاه موقع تتواجد به قوات تابعة للجيش، لاسيما إذا كان هذا الموقع مغلق وليس مفتوحا، وهو أمر لا يصدر عن بطل ومقاتل من نخبة النخبة (سيل) يعمل على تنفيذ مهمته القتالية، ممثلة فى إنقإذ الكمين.
البطل
ظروف وملابسات كثيرة، سلطت الضوء بقوة على الشهيد البطل، العقيد أركان حرب أحمد صابر المنسي، قائد كتيبة الصاعقة بالعريش، لاسيما أنه تولى القيادة خلفاً للشهيد العقيد أركان حرب، رامى حسنين، الذى استشهد فى شهر أكتوبر عام 2016. ويعرف المقربون من القائد الشهيد، أنه من مواليد مدينة منيا القمح بمحافظة الشرقية عام 1977، قبل التحاقه بالكلية الحربية، وتخرجه ضمن صفوف الدفعة 92 حربية، ضابطاً بوحدات الصاعقة، حيث خدم لفترة طويلة فى الوحدة 999 قتال، والتحق بأول دورة للقوات الخاصة الاستكشافية (SEAL) عام 2001، وحصل على دورة مشابهة من الولايات المتحدة الأمريكية، عام 2006.
و"السيل" فرقة للتدريب العسكرى القتالي، وتسمى دورة القوات الخاصة الاستكشافية، لتدريب الأفراد على التأقلم على معيشة فرد العمليات الخاصة، حتى يصبح قادرا على تحمل الصعاب فى ميدان الحرب، لذا تتم عملية تأهيل العناصر على الرماية باستخدام جميع أنواع الأسلحة، والقفز بالمظلات، والسباحة العسكرية، وتعليم الغوص الدفاعى والغوص الهجومي، استخدام المتفجرات بكافة أنواعها فى البر وفى البحر ومهاجمة الأهداف الساحلية والأهداف البحرية المكشوفة والمغلقة، والإنقإذ البحرى تحت الماء والطوارئ البحرية والإسعافات الأولية، ثم تدريبا مكثفة على اللياقة البدنية فى أوقات شديدة الصعوبة.
ويصنف العقيد "المنسي" بأنه من أشجع وأكفأ ضباط وحدات الصاعقة والقوات الخاصة عموماً، وقد دعم مسيرته بالدراسة العلمية الأكاديمية، حيث حصل على ماجستير العلوم العسكرية (دورة أركان حرب) من كلية القادة والأركان عام 2013، وعمل بالسفارة المصرية فى باكستان، وكان مشهودا له بالآنضباط العسكري، وحسن الخلق من الجميع، حيث ترك خلفه، ثلاث أطفال (حمزة، 9 سنوات.. عاليا، 5 سنوات.. على، عامين).
مهمة
وروى أحد القيادات الميدانية المقربة من الشهيد "المنسي" معلومات خاصة حدثت قبل 4 شهور، سبقت سفره لتولى قيادة الكتيبة التى يعمل بها فى سيناء، بعدما كان الشهيد "المنسي" يخدم بكتيبة الصاعقة بالعريش، ثم انتقل لاحقا للعمل فى إحدى الوحدات بمنطقة إنشاص.
يقول القائد الميداني: "بعد استشهاد البطل العقيد رامى حسنين، قائد كتيبة الصاعقة بالعريش، اتصل قائد قوات الصاعقة، اللواء أيمن طربق، بالعقيد المنسي، وقال له البقاء لله يا بطل فى العقيد رامي.. لابد أن تعود للعريش، لتولى مهمة قيادة الكتيبة.. رد "المنسي": تمام.. أنا جاهز يا أفندم لتولى المهمة من الآن..كلنا فداء لمصر".
أضاف القائد الميداني: شيء وحيد طلبه العقيد المنسى من قائد قوات الصاعقة.. قال له: أمى سيدة قعيدة، ولا يخدمها سواي.. ولى أخ ضابط طبيب يخدم بإحدى المستشفيات العسكرية خارج القاهرة، لذا أرجو نقله إلى إحدى المستشفيات القريبة من محل سكنى بالعاشر من رمضان، حتى يؤدى المهمة نفسها.. وبألفعل تم الاستجابة لطلبه، حيث ذهب إلى ساحة الشرف، تاركا والدته وزوجته وأطفاله من أجل مهمته العسكرية، التى ضحى بروحه من أجلها.
أمور كثيرة تكشف عن جوانب أخرى فى شخصية الشهيد "المنسي"، الذى كتب فى إحدى المرات على حسابه بموقع "فيس بوك" عن قدوته فى العمليات الخاصة، مجند الصاعقة الصعيدى "عبدالرؤوف جمعة، الذى أمضى 200 يوم خلف خطوط العدو, خلال حرب أكتوبر، رغم إصابته بدفعة رشاش متعدد نص بوصة، اخترقت بطنه وفخذه والمثانة، معتبرا أنه بطل وأسطورة وقدوة، وقد كان دائم التواصل معه.
الشاعر
قبل شهور كتب "المنسي" (الذى كان يوصف بين دفعته بالمقاتل- الشاعر) فى رثاء زميله الضابط حازم: (يا قبورا تنادى اسأمينا، ويا موتا يعرف كيف يصطفينا.. سطوة الموت لن تغير لقبنا، فنحن أحياء للشهادة سائلينا.. ميت، لقب من هو دوننا، والشهيد اسم من بالروح يفدينا.. مهنتى الشرف والمجد اجنيه، وحب القلب للقلب يرضينا.. قد قضيت فى الأمن عدد سنين، وكم قضينا عن الأرض مدافعينا.. وكم قضيت هروبا من الموت، وكم قضينا عن الموت باحثينا.. نبحث عن الموت أينما وجد، وفى الجنة مع أخوة سابقينا.. من كان بلا عقيدة فليغادر، حق عليك وأسأل المقاتلينا.. الله اكبر للقلب طربا، وذكر الله خير الحافظينا".
لم يكن الشهيد "المنسي" يعرف أنه سينال الشرف نفسه، ويعود شهيدا على متن طائرة عسكرية من رفح للقاهرة.. يعلق ضابط من أصدقائه على حال الجثمان: شفت القمر.. أنا رأيته.. كنت مع الشهيد المنسى خلال إفطار الدفعة فى رمضان.. سألته أنت وشك متبهدل من الشمس، لكن لما رأيت وجهه قبل الدفن، من أجل تقبيله، رايته أبيض، بل ناصع البياض.. متى حدث هذا، وكيف.. كان وجهه هادئا، ومرتاح مع أنه ميت فى ضرب نار، وانفجارات.. سألته، وكأنه لسه حي: ممكن تقول لى وأنا بعدلك راسك تحت فى القبر إزأى دمك سال فى إيدى بالشكل ده، وأنت بقالك يومين، مستشهد؟.. إيه سر الزفة الوطنية اللى بتأكد أن كل الناس بتحبك وبتدعى لك سواء اللى يعرفك، واللى ميعرفكش؟


متعلقات أحمد منسي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.