لا أميل كثيراً لاستخدام بعض الألقاب أو الصفات التي يحرص كثير من المشاهير علي أن تسبق أسماءهم المنشورة، مثل كوكب الشرق أو وحش الشاشة أو صوت الحب إلي أخر تلك الألقاب التي اعتادنا قراءتها مسبوقة لأسماء المشاهير في مجال الفن أو حتي السياسة، وقد يكون طبيعيا أن نري مثل هذه الظاهرة وقد انتشرت في الوسط الفني، حيث يتسابق الفنانون فيه في الحصول علي أحد الألقاب التي تميز أحدهم عن الآخرين، فهو مجال تنافس علي أي حال يسعي كل فنان فيه لأن يحوز السبق والتميز علي غيره من زملائه المنافسين، أما أن نري العدوى قد انتقلت إلي الوسط السياسي حيث لا منافسة تجارية تجبر أطرافها علي أن يظهروا نوعا من التميز علي أقرانهم ليجعلهم في مقدمة المطلوبين أو المحبوبين حيث يجري ترجمة ذلك إلي أموال طائلة تدفع كأجور لأصحاب الشهرة الأوسع أو الصيت الأعلى، أو الجاذبية الأوفر، هذا في الفن أما في السياسة فليس الأمر هكذا، فلا منافسة بين أقران أو زملاء لم يكن هناك من ينافس القائد الألماني رومل مثلا علي قيادة جحافل الجيش الألماني في شمال إفريقيا لكي يطلق علي نفسه لقب "ثعلب الصحراء" إشارة إلي الدهاء والمكر في إدارة المعارك التي خاضها ضد قوات الحلفاء، كما لم يكن أنور السادات في حاجة إلي أن يطلق علي نفسه لقب الرئيس المؤمن، إلا ليميز نفسه عن الرئيس "غير المؤمن" الذي سبقه إلي الحكم، فهو إذن لقب يهدف إلي المكايدة والنكاية أكثر من أن يكون وصفاً حقيقياً لرئيس عرف الإيمان طريقا إلي قلبه، ليكون جديرا باللقب الذي اختاره لنفسه أو اختاره له بعض المحيطين، وفي الرياضة كان الراحل المغفور له نجيب المستكاوي مغرما بإطلاق الألقاب والصفات علي بعض اللاعبين المميزين مثل لقب "المجري" الذي أطلقه علي لاعب الأهلي مصطفي عبده لأنه كان يشبه القطار المجري المعروف بسرعته الفائقة، كما أطلق علي لاعب الإسماعيلي علي أبو جريشة لقب فاكهة الكرة المصرية، أما الألقاب التي تطلق علي بعض ممثلي الشاشة، فهي في الغالب محاولة لإضفاء بعض الصفات علي أصحابها، حتي وإن لم يكونوا الوحيدين الذين تصدق عليهم تلك الصفات، فإذا كان لقب "وحش الشاشة" قد التصق بالممثل الراحل "فريد شوقي" فهو ليس الوحيد الذي يمكن أن ينطبق عليه هذا الوصف، + فكل أبطال السينما في مصر أو الخارج كانوا وحوشاً علي الشاشة حتى وإن كانوا من الرعاديد خارجها، فالعبرة إذن ليست بالألقاب التي قد يضفيها البعض علي أنفسهم ولكن العبرة بحجم العطاء والتميز الذي يجعل من صاحب اللقب متوافقاً مع لقبه الذي اختاره لنفسه أو اختاره له الآخرون.!