أيام وأسابيع امتدت إلي بضع شهور وهناك بمقر الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بحي العباسية فريق كامل من الضباط يعمل تحت إشراف مباشر من اللواء مجدي عبد الغفار، وزير الداخلية، ورئاسة اللواء أحمد عمر، مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في سرية تامة علي التحري والمتابعة وتجميع المعلومات والبحث عن تجميع أكبر كم من المعلومات حول رجل أعمال أقام مصنع لتصنيع مخدر الحشيش بشكل محلي داخل مصر بدلا من جلبه من لبنان والمغرب وأفغانستان. القضية لم تكن سهلة كما أوضح اللواء أحمد عمر مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، خاصة وأن أفراد التشكيل العصابي المتهم في تلك القضية متعددين الجنسية، فمنهم مصريين ولبنانيين وآخرين مغاربة، مشيرا إلي هناك معلومات وردت منذ فترة كبيرة للإدارة العامة لمكافحة المخدرات أن هناك رجل أعمال لبناني الجنسية من أصل سوري وصاحب مصنع ملابس بالمنطقة الصناعية بالعاشر من رمضان يقوم بجلب شحنات هائلة من مخدر الحشيش من دولتي لبنان والمغرب وتهريبهما لمصر، فضلا عن قيامه بإعداد وتجهيز مصنع لتصنيع المواد المخدرة بهدف مضاعفة كمياته.
لم يكن الحشيش فقط ما يقوم به رجل الأعمال اللبناني بجلبه، كما أكد مدير إدارة مكافة المخدرات، لكن كان يجلب معه أيضا أقراص الكبتاجون المخدر والمطلوب بقوة في دول الخليج لوضعه في خلطة أو"طبخة" الحشيش عند أعدادها حتى تعطي تأثير مخدر الحشيش، وقد أتخذ زعيم التنظيم العصابي من المنطقة الصحراوية الواقعة بين طريق الكريمات والزعفرانة، وطريق الصحراوي الشرقي بمحافظة بني سويف مسرحا لإتمام عملية إنتاج المواد المخدرة،
واستقدموا متخصصين في مجال تصنيع الحشيش من دولتي المغرب ولبنان لإتمام عملية التصنيع والإنتاج محليا علي نطاق واسع، ونقل كميات كبيرة من مخدر الحشيش والكبتاجون بمخزن كبير تم إعداده بالمنطقة الصحراوية الواقعة غرب الطريق الدائري الأوسط بالقرب من مشروع مدينتي.
وقد رصدت فرق المتابعة كميات الحشيش المصنعة بمصنع رجل الأعمال و التي كانت تخرج لترويجها في أسواق المخدرات بمحافظاتالقاهرة والشرقية والسويس وجنوب سيناء وبعض محافظات الوجه القبلي، وتركت تلك الشحنات تخرج من المصنع تحت مراقبة وأعين رجال مكافحة المخدرات، كما أوضح اللواء عمر ليتم تتبعها حتى تستقر لدي تاجر الجملة وبعدها تتم المداهمة والقبض علي تاجر الجملة في مكانه، وهذا كان بغرض تجميع أكبر كم من المعلومات عن الأسواق التي يصل إليها إنتاج ذلك المصنع.
عند تحديد ساعة الصفر تم إصدار أذن نيابة من النائب العام شخصيا، وشكلت غرفة عمليات مركزية وتم تعيين قائد لمجموعة المداهمة، وأمر اللواء مجدي عبد الغفار جميع أجهزة الوزارة وقطاع الأمن المركزي بالتنسيق مع الإدارة العامة لمكافحة المخدرات لمداهمة مصنع التصنيع وجميع مخازن الحشيش ومصنع ملابس زعيم التشكيل العصابي وفيلاته بمدينتي في وقت واحد، وبالفعل توجهت جميع المأموريات كما خطط لها. وأسفرت المداهمات عن ضبط رجل الأعمال"سليمان.ف.أ" 52 سنة، زعيم التشكيل العصابي وصاحب مصانع ومخازن الحشيش، ونجليه"عبد الرحمن.س.ف"، "علي. ط.م""، 27 سنة، و"طلال.م.س"، 56 سنة صاحب شركة مقاولات ومقيم بمدينة رأس سدر، و"عثمان. ف.ح" 42 سنة مقاول ومقيم بمدينة مرسي مطروح.
كما تم ضبط 4 طن حشيش، و3 مليون قرص من مخدر الكبتاجون، 52 كيلو جرام لمادة الأفيدرين، 1034 طلقة عيار 7.62×54، وأكثر من 829 ألف جنيه، وما يزيد عن 610ألف دولار أمريكي، و102 ألف ريال سعودي، 3 ألاف يورو، 670 جنيه سوداني، 16 هاتف محمول، هاتف ثريا، تابلت، 6 سيارات، أدوات تصنيع عبارة عن مولد كهربائي عالي الجهد، مولد كهربائي متوسط الجهد، كمبروسر هواء، 2 مفرمة كهربائية كبيرة الحجم، 2 أله خلط، ماكينة تصنيع أقراص مخدرة، 5 مكبس هيدورليك، 3 موتور كهرباء، ثلاجة، تكيفان، كلارك، أدوات تغليف.
وكشف اللواء أحمد عمر أن هذه هي المرة الأولي التي تتم فيها محاولة تصنيع الحشيش في مصر بشكل احترافي وكبير، فمصر دائما كانت تصنف كدولة معبر وتخزين ولم تكن طوال عمرها دولة تصنيع، لكن الإدارة العامة لمكافحة المخدرات رصدت معلومات تفيد بأن هناك محاولات من بعض عصابات وتجار المخدرات الدوليين بتحويل مصر لدولة تصنيع وتصبح مثل لبنان والمغرب وأفغانستان، لكن هذا لن يحدث وأي محاولة في هذا الصدد سواء كانت كبيرة أو صغيرة يتم إجهاضها بشكل فوري،
ولن يقف دور المكافحة عند هذا الحد بل وعد اللواء عمر أن خلال العام الجاري سيتم القضاء والحد من سوق تجارة الحشيش في مصر مثلما حدث عام 2010 ومثلما تم القضاء بنسبة 100% علي سوق مخدر الترمادول.