دائما هناك وجه آخر لكل شيء في حياتنا, ورغم حدوث تجاوزات من بعض ضباط الشرطة ، لكن تظل هذه استثناءات لأن هناك جانباً مضيئاً أيضا ، حيث أنقذ ضابط شرطة حياة مريضة وقام بالتبرع لها بالدم –بعد استغاثة زوجها بقسم الشرطة- أثر إصابتها بنزيف حاد بعد وضعها طفلتها " حبيبة عقب ولادة قيصرية .. تفاصيل القصة كاملة في السطور التالية . بدأ سعيد مرسي فرج كلامه معنا بشكر كل من أنقذ حياة زوجته من الضباط والعساكر الذين قاموا بالتبرع لها بالدم , وقال : مساء الاثنين الماضي عدت من عملي ومررت علي زوجتي في مستشفي صيدناوي بشارع الجمهورية بعد أن وضعت أبنتنا "حبيبة " بعد عملية قيصرية ولكن حدث لها نزيف حاد لدرجة أن نسبة الأنيميا وصلت إلي 4,6 , وطبعا كانت في حاجة إلي عملية نقل دم بشكل سريع خاصة وأنها كانت تمر بحالات إغماء بعد كل إفاقة ، ولسوء الحظ فصيلة دمها هيo- وهي من الفصائل النادرة ولم أجد في المستشفي هذه الفصيلة ، وذهبت للمركز القومي للبحوث ولم أجد سوي كيس دم واحد من نفس الفصيلة ، وأخذت التاكسي الذي لف بها علي أكبر مستشفيات مصر لأبحث عن الكمية المطلوبة وهي 4 أكياس وذهبت إلي مركز المصل واللقاح ومستشفي الشبراويشي ومستشفي شبرا وحتى مستشفي العجوزة ولم أجد نفس فصية الدم ، وأنا أسير وأتنقل بين المستشفيات مررت من أمام قسم الدقي وطلبت من سائق التاكسي أن ينتظرني حتى أعود وقررت وقتها اللجوء إلي مأمور القسم ليساعدني علي حل أزمتي لأنني كنت فقدت الأمل ، وطلبت مقابلة مأمور القسم العميد زكريا حجازي الذي رويت له رحلة العذاب بين المستشفيات ولكنه استقبلني بهدوء شديد وأكد لي أنه سوف يقوم بمساعدتي وطمأنني ، ثم كلف قوة يترأسها الملازم أول محمد شريف النجار ومعه عدد من الجنود لمساعدتي في الحصول علي كمية أكياس الدم اللازمة ، وبالفعل ذهبنا إلي بنك الدم الذي أكد وجود الكمية المطلوبة ولكنه طلب منا أن نقوم بالتبرع بالدم مقابل الأكياس التي سنحصل عليها ، وبالفعل هذا ما فعله الضابط محمد شريف و5 من أمناء الشرطة والمجندين معه حتى لا أقوم بدفع ثمن هذه الأكياس والتي كانت تتجاوز 1500 جنيه ، ثم أوصلوني إلي المستشفي التي بها زوجتي وقاموا بالاطمئنان علي سلامتها وعلي المولودة, وفوجئت باتصال من مدير الأمن علي التليفون وأطمئن لي زوجتي وأنا في الحقيقة أشكر جدا كل من قام بمساعدتي وأنقذ حياة أسرتي بالكامل وليس زوجتي فقط. ومن ناحية أخري ، يقول الملازم أول محمد شريف : ما حدث أننا كنا في اجتماع مع المأمور في مكتبه وفوجئنا بدخول سعيد ليطلب إغاثة زوجته ، وكانت تعليمات المأمور أن نقوم بالبحث له عن أكياس دم ، و الكمية المطلوبة كانت كبيرة ومكلفة ولذلك اقترحنا أن نذهب لبنك الدم لأنه في حالة التبرع نحصل علي أكياس مجانا ، ولكن نظرا لأن الفصيلة كانت نادرة فطلب بنك الدم منا أن يتبرع كل 3 أشخاص مقابل الحصول علي كيس دم واحد من الفصيلة التى يريدها ، وبالفعل قمت وأفراد القوة التي كانت معي بسيارة الشرطة بالتبرع من أجل إنقاذ زوجته بسرعة ، وبعد أن حصلنا علي أكياس الدم قمنا بتوصيله "سعيد" إلي المستشفي التي ترقد بها زوجته حتى أطمئن عليها وباركت له علي مولودته الصغيرة . وأكد الضابط أن هذا من واجبه لأنه كضابط شرطة ليست كل مهمته أن يقوم بمباشرة عمله بالقسم والقبض علي المتهمين فقط ، ولكن هناك جانباً إنسانياً أيضا ومساعدة المواطن جزء من عمله .. فضابط الشرطة هو أيضا إنسان ! .