الإعلام يعاني فوضى وعدم حيادية.. و"مذيع السياسة" وظيفة لمن لا مهنة له! * مازلت على قوة التليفزيون المصري.. ولكن لا مجال للحديث عن العودة الآن * نجاح"الجمعة في مصر" لم أتوقعه.. والبرنامج الأسبوعي له مميزاته * تركت بصمة جيدة ولم أخش نسياني بعد غياب عامين * لديّ قدر كبير من الرضا إلى ما وصلت إليه.. ولكني دائماً أطمح للمزيد
بالرغم من ارتباطها في أذهان المشاهدين بالبرامج الإخبارية والسياسية إلا أن المذيعة ياسمين سعيد استطاعت أن تخرج من هذه العباءة لتقدم برنامجا منوعا وهو"الجمعة في مصر" على MBC مصر.. فقد استطاعت أن تصل إلى مكانة مميزة على الساحة الإعلامية في فترة زمنية قصيرة.. وأرادت أن يكون عملها عن دراسة فغابت لعامين من أجل مناقشة رسالة الدكتوراه لتعود من جديد ليحقق برنامجها نجاحا كبيرا في الفترة الأخيرة.. ولم تخش من نسيانها أثناء غيابها لمدة عامين وذلك بعد أن تركت بصمة جيدة على حد تعبيرها.. وتحدثنا د. ياسمين سعيد عن رسالة الدكتوراه التي ناقشتها ورؤيتها لنفسها وللساحة الإعلامية في الحوار التالي.. * في البداية ماذا عن رسالة الدكتوراه التي ناقشتها وجعلتك تغيبين عن الشاشة؟ رسالة الدكتوراه حول علاقة الصفوة المصرية بالبرامج الحوارية التليفزيونية، وهي رسالة تم تنفيذها على شقين ميداني وتحليلي، وبالتالي تطلبت مجهودا كبيرا ولكن والحمد لله تمكنت من إنجازها خلال عامين فقط وهو الحد الأدنى من المدة المتاحة لإعداد الرسالة، وهو أحد الأمور التي حصلت به على إشادة من لجنة المناقشة والتي منحتني الدكتوراه في الإعلام بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى من قسم الإذاعة والتليفزيون بكلية إعلام جامعة القاهرة. * ولماذا لم تجمعي بين الإعداد للرسالة والظهور على الشاشة؟ أولاً لأني عندما جمعت ما بين الدراسة والعمل أثناء الماجستير تطلب مني إعدادها فترة طويلة وبالتالي كنت أرغب في عدم تكرار نفس الخطأ، ثانياً شعرت بضغط نفسي كبير خلال هذه الفترة فقررت أن أحصل على هدنة نفسية وعصبية وفرصة لمراجعة خطواتي على المستويين العملي والشخصي، ورؤية الصورة الإعلامية من الخارج. * وما الذي رصدته من خلال هذه الرؤية للصورة الإعلامية؟ الإعلام حالياً يعاني فوضى واضحة للمشاهد والمتخصص ويحتاج لإعادة ضبط حتى يعود له بريقه من جديد، وهناك أخطاء فادحة أبرزها هو عدم الحيادية الصارخ والذي قد يصل إلى حد مهين للمهنة، وأنا هنا أتحدث عن عدم الحيادية "مع أو ضد"، بالإضافة إلى أن مهنة مذيع السياسة أصبحت مهنة من لا مهنة له، وهو التخصص الذي يعتبر أخطر أنواع التقديم، لأن الكلمة يمكن أن تهدم بلدا وتؤثر على صورتها أمام العالم أجمع، وفي هذا الإطار حدث ولا حرج عن كم الأخطاء. * ألم تخشي من النسيان بسبب الغياب لمدة عامين؟ لم أخش نسياني لأني والحمد لله عندما قررت الحصول على فترة إجازة كنت بالفعل قد حققت الكثير في فترة ليست بالكبيرة، واعتقد أني تركت خلالها بصمة جيدة وفقاً لخبرتي وعمري، وأنا دائماً على اقتناع بأن الموهبة تفرض نفسها، فأنا لن أفرض نفسي من خلال ظهوري المستمر والمكثف بل على العكس أحياناً قد يضر، وبشكل عام مسألة نسياني لم تشغلني على الإطلاق لأنه حتى وإن كان هناك احتمالية لذلك فأنا كنت في حاجة ملحة لفترة توقف استجمع فيها نفسي وقدرتي على المواصلة من جديد. * وكيف جاءت عودتك إلى MBC مصر؟ بعد حصولي على الدكتوراه فوجئت بعرض من إدارة mbc مصر للعودة مرة أخرى واستكمال مشواري مع القناة من جديد، واستشعرت سعادة وفخر من قبل الإدارة بعد حصولي على الدكتوراه وتشجيع كبير على العودة من جديد، ولم أتردد لحظة في الرجوع مرة أخرى للشاشة الأولى في مصر "ام بي سي مصر" والتي أفتخر بالانتماء إليها بشكل خاص والانتماء إلى مجموعة mbc بشكل عام فهي تظل المؤسسة الإعلامية الأهم والأضخم والأكثر احترافية في الوطن العربي، ولها بصمة واضحة حتى على المستوى العالمي. * وكيف جاءت فكرة"الجمعة في مصر"؟ بالنسبة للفكرة التي مزجت بين السياسة والاقتصاد والرياضة والفن والقضايا الاجتماعية فجاءت بعد مناقشات مع إدارة القناة والتي شجعتني على الفكرة كثيراً، وخاصةً الفقرة المنوعة في البرنامج اقتناعاً منهم بقدرتي على تقديم كافة الأشكال وهي ثقة أقدرها كثيراً، وأتمنى أن أظل عند حسن ظنهم، وفيما يتعلق بالاسم فلم يكن لي أي دور في اختياره على الإطلاق، فكان اختيار الإدارة والذي وفقت فيه للغاية ويعتبر أحد عوامل نجاح البرنامج. * البرنامج حقق نجاحا وانتشارا في فترة قصيرة فهل كنت تتوقعين ذلك؟ لم أتوقع ذلك، وكانت مفاجأة سعيدة جداً عندما ظهرت نسبة مشاهدة الحلقة الأولى والتي جاءت في الترتيب الأول على كافة البرامج الحوارية، خاصةً أنه من الصعب لبرنامج أسبوعي جديد على الساحة منافسة برامج حوارية يومية موجودة لسنوات على الساحة الإعلامية، والحمد لله مستمرين في تحقيق نسب مشاهدة عالية جداً، وأتمنى أن نستمر عند حسن ظن المشاهدين. * وما التركيبة التي جعلت البرنامج ينجح بهذه السرعة؟ أولاً سر نجاح البرنامج الرئيسي هو دعم إدارة mbc مصر له على مختلف الأصعدة وتوفير كافة الإمكانيات المطلوبة، ثانياً هو تركيبة فريق عمل البرنامج فكلنا متقاربون في العمر والتفكير ونحاول تقديم الفقرات والضيوف والأخبار والموضوعات بشكل مختلف وفيه تنوع ودائماً نضع أنفسنا في محل المشاهد وكيف سيتقبل ما نقدمه، ونحاول أخذ كافة الآراء الإيجابي والسلبي بعين الاعتبار وتطوير البرنامج وأنفسنا منذ الحلقة الأولى وحتى الآن، ومستمرون في ذلك بإذن الله. * ولماذا فضلت تقديم برنامج أسبوعي وليس يوميا مثلما كنت تقدمين من قبل؟ لأني قدمت برامج وعملت بشكل يومي لسنوات منذ عملي بقناة النيل للأخبار المتخصصة ثم قناة الحياة وحتى في فترة عملي الأولى في mbc مصر قبل تحويل البرنامج لأسبوعي، وهذا الأمر عن تجربة مرهق جداً وكفيل بالقضاء على الحياة الشخصية، ولكنه مفيد في اكتساب الخبرة والاقتراب من الجمهور، واعتقد أني اكتسبت خبرة كافية تؤهلني للاكتفاء ببرنامج أسبوعي، لأنه أيضاً يحمل العديد من المميزات وهي الإعداد المطول للحلقة، وكلما اكتسبت حب واحترام الجمهور زادت احتمالية انتظارهم مخصوص للحلقة الأسبوعية التي أقدمها. * ولماذا لم تكتمل عودتك إلى قطاع الأخبار بالتليفزيون المصري؟ عندما قررت العودة لقناة النيل للأخبار المتخصصة والتابعة لقطاع الأخبار كان مجرد كلام مع المسئولين ولم يدخل حيز التنفيذ، وفي نفس الوقت تقدمت إدارة mbc مصر كما ذكرت بعرض العمل والعودة مرة أخرى ولم يكن هناك مجال للتفكير أو التردد بالنسبة لي. * ومتى من الممكن أن تعودي؟ مازلت على قوة التليفزيون المصري، فأنا في إعارة تجدد سنوياً، والتليفزيون هو بيتي والمدرسة الإعلامية التي تعلمت فيها الكثير، ولكن لا مجال للحديث عن العودة الآن في ظل تعاقدي مع mbc مصر والذي أتمنى له الاستمرار والتوفيق بإذن الله. * وهل تلقيت عروضا من القنوات الفضائية الجديدة؟ بالفعل تلقيت عدة عروض خلال إعدادي لرسالة الدكتوراه وحتى بعد العودة لام بي سي مصر، واعتذرت عنها على الرغم من تقديري لكافة هذه القنوات وللقائمين عليها، والسبب هو ما ذكرته من قبل حول تقديري لمؤسسة mbc بشكل عام وmbc مصر بشكل خاص وإدارتها المحترفة. * تصنفين على أنك مذيعة سياسية.. فلماذا اخترت هذا المجال بالتحديد؟ في الفترة التي دخلت فيها مجال الإعلام وتحديداً قناة النيل للأخبار منذ عدة سنوات بتشجيع ودعم من أستاذي الفاضل محمد عبد المتعال مدير عام شبكة قنوات mbc مصر الحالي، كان مجال الأخبار هو الأفضل والأكثر احترافية، وعلى الرغم من صعوبة هذا المجال لفتاة صغيرة في السن والملامح في هذا التوقيت إلا أني تمكنت من اجتياز التحدي بنجاح، والدليل هو استمراري وانتقالي من قناة إلى أخرى وأنا مرتبطة في ذهن المشاهد والقائمين على المهنة بالمجال السياسي. * وهل التنويع في برنامجك الحالي جاء لشعورك بملل الجمهور من السياسة؟ الحياة ليست سياسة فقط والمشاهد دائماً يرغب في التنوع والاختلاف، فإذا حصلت على فرصة لتقديم برنامج يحمل كافة جوانب الحياة فلا يمكن أن أتردد في استغلالها على أفضل وجه. * وكيف تقيمين تجربتك مع الإعلام منذ بدايتك وحتى الآن؟ الحمد لله تجربة مثمرة تعلمت خلالها الكثير على المستوى العملي والشخصي، ولديّ قدر كبير من الرضا إلى ما وصلت إليه حتى اللحظة ولكني دائماً أطمح للمزيد. * وكيف تفكرين في المنافسة مع المذيعات الأخريات على الساحة الإعلامية؟ أنا دائماً أنافس نفسي، وأحاول تطوير نفسي مضموناً وشكلاً، ولا التفت لفكرة المنافسة بمفهومها المتعارف عليه في مجال الإعلام لأنه أمر مرهق نفسياً وعصبياً ويهدم ولا يبني، وأفضل شيء هو التركيز مع النفس فهو السبيل الوحيد للتقدم، وأنا شخصية قدرية إلى أقصى حد وعلى يقين أن ما هو لي سيكون لي وما ليس لي فلن يكون لي، فلماذا أرهق نفسي بالمنافسة، فقط أعطي أقصى ما في وسعي لتطوير نفسي. * ومتى من الممكن أن تقدمي برنامج توك شو رئيسيا على إحدى القنوات؟ لا أعلم من أين ارتبط مفهوم التوك شو الرئيسي بأن يكون يوميا، فالفكرة مرتبطة بعدة عوامل لا علاقة لها بعدد الأيام، وأنا حالياً أقدم توك شو رئيسي على mbc مصر فإن كان أسبوعياً فهذا لا يعني العكس، والدليل هو أن الإدارة تضع البرنامج في يوم مميز للغاية على mbc مصر يقدم فيه عدد من أهم برامج القناة وفي توقيت ومدة متميزة جداً، وتقدم له كل الدعم على كافة المستويات. * وما حقيقة عروض التمثيل التي جاءتك؟ بالفعل تلقيت العديد من عروض التمثيل منذ عملي في قناة النيل للأخبار وحتى الآن، ولكني اعتذرت عنها. * وهل من الممكن أن تخوضي هذه التجربة بعد ذلك؟ لا أعلم ماذا يحمل لي المستقبل، وتعلمت ألا أقول مستحيل، ولكن ما أعلمه أني ليس لديّ هذه الموهبة حتى على المستوى الشخصي. * أخيرا ماذا عن طموحاتك؟ أتمنى أن أقوم بتنفيذ كل خطوة تجعلني سعيدة في حياتي سواء على المستوى العملي أو الشخصي، حتى وإن كان طموحي قد يعني التوقف عن مسيرتي الإعلامية في مرحلة عمرية صغيرة، فأهم شيء هو السعادة والطرق إليها كثيرة، وقد تحمل مفاجآت غير متوقعة أو منتظرة.