رغم أن المستشار أحمد الزند،رئيس نادي القضاة، سافر إلى مكةالمكرمة صباح يوم الاثنين الماضي تاركا وراءه هموم الدنيا من اجل قضاء فريضة الحج، إلا أنه بمجرد وصوله إلى فندقه حيث يقيم، وصله نبأ أن المستشار حسام الغرياني،رئيس مجلس القضاء، التقى هو ومجموعة من المحامين بالدكتور عصام شرف،رئيس مجلس الوزارء .. وأن شرف أعلن في بيان بعد هذا اللقاء أن أزمة المحامين والقضاة قد انتهت،وأن المستشار حسام الغرياني أخبره بأن القضاة سيعودون لعملهم وأنه لا خلاف بينهم وبين المحامين، فإذا بالزند يترك كل شيء سافر من أجله ويتفرغ للاتصال بمستشاريه الإعلاميين وكذلك عدد من القائمين على إدارة النادي المتواجدين بالقاهرة وجهز بيانا نارياً رد فيه بيان شرف وأكد أن أصل الأزمة لم يتم علاجه. وأكد الزند في بيانه الذي أرسله من مكة إلى وسائل الإعلام بالقاهرة، أن نادي القضاة يرفض المساس بقرارات الجمعية العمومية غير العادية لقضاة مصر والتي عقدت يوم الجمعة الماضي، مشيرا إلى أن قرار الجمعية العمومية بتعليق العمل بالمحاكم للأسباب التي بني عليها، لا تملك سلطة أو جهة أو فرد أيا كان إلغاؤه أو تعديله لأن قرار استمراره أو العدول عنه هو حق مكفول لقضاة مصر وحدهم دون معقب. وأشار المستشار الزند إلى أن تعليق العمل بالمحاكم إنما جاء لعدة أسباب في مقدمتها إغلاق المحاكم بالقوة والعنف وتعطيل أعمال السلطة القضائية عن عمد وإصرار الاعتداء بالقوة والفعل والقول على قضاة مصر والتطاول على شيوخهم ورموزهم وإهدار حقوق المتقاضين. وأكد أن الذين أشعلوا الفتنة وحرضوا عليها سيلقون جزائهم الرادع في ساحات العدالة إثر انتهاء التحقيقات التي ستتم خلال الأيام المقبلة والتي ستكون محل متابعة دقيقة ومستمرة من جانب نادي القضاة. وأوضح أن النادي يؤكد بكل حزم وإصرار "أن كل ألسنة السوء التي مست شرف القضاء والقضاة زورا وبهتانا لن تفلت من العقاب والقانون بعد أن حكم عليهم التاريخ وشعب مصر العظيم الذي استنكر بكل فئاته وطوائفه ما حدث". وقال إن ما تروجه بعض وسائل الإعلام من أن قرارا صدر أو سيصدر بعودة القضاة إلى العمل هو قول مغلوط يندرج ضمن سلسلة الأكاذيب التي تحاول النيل من قضاء مصر الشامخ وشق صفه. وأكد أحمد الزند مجددا على أن نادي القضاة وحده هو صاحب الصفة في التحدث باسم القضاة والذود عنهم في كل الأحوال والظروف، مشيرا إلى أن مجلس إدارة نادي القضاة يتابع الموقف عن كثب ويدعو القضاة إلى الحرص على الوحدة والتماسك باعتبارهما السبيل الوحيد لإنفاذ إرادة القضاة التي عبروا عنها في بيانهم التاريخي الصادر عن جمعيتهم العمومية غير العادية. وذكر الزند أن القضاة "لن يقبلوا ببديل عن توقيع العقاب الرادع على كل معتدي حاول النيل من القضاة فارتد كيده إلى نحره.. مشيرا إلى أن ذاكرة قضاة مصر هي ذاكرة التاريخ لا يعتريها النسيان، وقد سجلت ما حدث، كما سجلت بأحرف من نور وحدة القضاة وثبات موقفهم". وختم الزند في بيانه قائلا إنه أجرى اتصالا هاتفيا من مكةالمكرمة بالمستشار حسام الغرياني رئيس محكمة النقض رئيس مجلس القضاء الأعلى تبادلا خلاله مجمل الأحداث المتعلقة بالأزمة الراهنة خاصة تلك التي صدر بشأنها بيان من مجلس الوزراء، حيث اطمأن من الغرياني من أنه لا تفريط في كرامة القضاء والقضاة ولا مساس بحقوقهم ولا سلطان لأحد عليهم سوى ضمائرهم والقانون .