حالة من الاستنفار الأمني الشديد شهدتها مدينة طابا منذ الساعات الأولي لصباح اليوم ، حيث كان من المتوقع البدء في اجراءات صفقة تبادل الجاسوس الاسرائيلي ايلان جرابيل مقابل 25 سجيناً مصرياً - بينهم 3 أطفال - في حوالي الساعة التاسعة صباح اليوم . كتب مروة عصام الدين – محمد المراكبي – هاجر اسماعيل تصوير : علاء عبد الباري لكن بسبب الاجراءات الأمنية الشديدة أدي ذلك الي تأجيل الصفقة إلي الساعة الواحدة ظهرا ، وقد أكد اللواء محمد نجيب مدير أمن جنوبسيناء في تصريح خاص لبوابة الشباب أن المخابرات العامة هي التي اشرفت علي عملية التسليم والتسلم وأن التواجد الأمني في المنطقة اشتركت فيه تشكيلات مختلفة من قوات وزراة الداخلية بداية من تشكيلات الأمن المركزي والأمن العام الي ضباط وأفراد المباحث العامة . وأضاف أن عملية التسليم والتسلم تمت في هدوء شديد وحذر أمني وأن أهالي المسجونين توافدوا علي معبر طابا البري منذ ليلة أمس ليكونوا في استقبال أبنائهم وأنه تم فحص هوية ال25 سجين مصري قبل عبورهم المنفذ . وأضاف اللواء عادل كساب مدير عام الأزمات والعمليات والمدير التنفيذي للمعلومات بمنطقة جنوبسيناء أن الأهالي فرحوا منذ أن علموا بوصول أبنائهم إلي المعبر ولكن الأهالي لن يتسلموا أبنائهم اليوم ، فلابد من المرور بعدد من الإجراءات الأمنية اللازمة, وسوف تتولي الجهات الأمنية المتابعة معهم بعد عودتهم إلي أرض الوطن سالمين خاصة وان بينهم 3 من الأطفال, كما أكد أن ال 22 سجيناً مصري داخل إسرائيل كلهم من البدو خاصة وان أغلبهم من منطقة شمال سيناء, علي أن يكون التبادل علي منفذ طابا وسط حضور العديد من القيادات الأمنية وعن أسباب وجود هؤلاء الأطفال ضمن الصفقة وأسباب القبض عليهم والزج بهم داخل السجون الإسرائيلية أكد اللواء عادل كساب أن هؤلاء الأطفال كانوا يقومون ببيع السجائر عبر الحدود وقد تسللوا إلي منطقة ما بعد الأسلاك مما أتخذه الجنود الإسرائيليين فرصة للنيل بهم والزج بهم داخل السجون من أجل التفاوض عليهم في مرحلة لاحقه. وبدأت عملية التسليم في تمام الساعة الواحدة ظهرا . وذلك في الوقت الذي أكد فيه مصدر أمني لبوابة الشباب أن أتوبيساً مصرياً عبر منفذ طابا البري به عدد من ضباط المخابرات العامة إلي الجانب الاسرئيلي وذلك لاتمام الصفقة وأن السجناء المصريين الذين تم نقلهم من سجن بئر سبع في جنوب اسرئيل الي طابا عبر قافلة اسرائيلية عادوا علي متن هذا الأتوبيس المصري حيث أستقبلهم الأهالي لزغاريد والهتاف واتجهوا إلي فندق صلاح الدين الأيوبي حيث سمح لهم بالجلوس مع ذويهم والحديث معهم . ومن جانبه عقد اللواء خالد فودة مؤتمراً صحفياً حضره السجناء المصريين المفرج عنهم في فندق صلاح الدين الأيوبي وأعلن عن ترحيبه بالشباب المصري وأكد أن الصفقة بها بعض البنود السرية التي لا يمكن الحديث عنها وأن المسئول عنها هو المخابرات المصرية والقوات المسلحة وأعرب الشباب المصري المفرج عنهم في تصريحات للتلفزيون المصري عن سعادتهم بالعودة الي مصر ورغبتهم في الاستقرار والعمل فيها خاصة بعد الثورة وعودة الكرامة للبدو - علي حد تعبيرهم - وشكر الشباب الحكومة المصرية علي المجهود الكبير الذي قاموا به من أجل اتمام الصفقة وتمنوا استمرار المفاوضات بين الجانب المصري والاسرئيلي للافراج عن باقي السجناء المصريين في السجون الاسرائيلية والذي يصل عددهم الي نحو 60 سجين معظمهم في قضايا خاصة بالبيع أو ترويج مخدرات أو قضايا جنائية . ومن ناحية أخري أكد الشيخ ناصر أبو بريك المتحدث باسم بدو جنوبسيناء لبوابة الشباب أن المساجين كلهم من بدو شمال سيناء أما بدو الجنوب فلا يوجد من أحد من القبائل هنا من لديه سجين في السجون الإسرائيلية ولكن تواجدنا اليوم مع مشايخ شمال سيناء وأهاليهم في هذه اللحظة لأننا نعرف الأصول وهذه هي عاداتنا ودورنا أن نقف بجانبهم لذلك أنا موجود منذ الفجر علي المعبر بجوارهم خاصة وأن البدو في الشدة لابد أن نكون يد واحدة سواء كان من الشمال أو الجنوب فلابد أن نراعي الأصول خاصة وأنهم عندنا في منطقتنا فلابد من إكرامهم وضيافتهم, وباعتباري المتحدث باسم البدو لذلك أنا الآن متواجد علي معبر طابا في استقبال أبنائنا من المصريين فمجرد عودتهم هو شعور بالأمان طالما أنهم رجعوا إلي بلدهم وهنا في مصر مهما كان مكانهم ولكنهم بأمان, وحضر معي اليوم عدد من شيوخ القبائل لاستقبالهم علي معبر طابا. وأضاف الشيخ سلامة مسمح شيخ قبيلة الحيوات بطابا أنه منذ صباح اليوم وقد تجمع عدد من مشايخ القبائل أمام المنفذ من أجل استقبالهم والحمد لله علي عودتهم فمهما كان ما فعلوه فوجودهم حتى في السجون المصرية أكثر أمان من وجودهم عند الأعداء, ولكن نحن نقوم اليوم باستضافة مشايخ وأفراد القبائل وجعلنا نساءنا يقومون بتحضير الطعام لهم وأهاليهم الذين جاءوا من شمال سيناء لاستقبالهم من الفجر وهم يقفون علي أرجلهم في انتظار أبنائهم ومن بينهم قليل من الأمهات وكثير منهم متشوق لرؤيتهم أما عن المعبر فهو يعمل بشكل طبيعي ويدخل ويخرج منه السائحين ولكن هناك تشديدات أمنية مكثفة اليوم بشكل غير طبيعي خاصة وأن عملية التسليم يحضرها المحافظ ومدير الأمن بجنوبسيناء وعدد كبير من الضباط بالجهات الأمنية, ولكن هناك أنباء عن وصولهم المعبر في الناحية الإسرائيلية وهم الآن في انتظار إنهاء الإجراءات لخروجهم ، ولكن ما أن وصلت معلومة وصولهم إلي المعبر تعالت الصيحات والزغاريد والناس هنا فرحانة وأهلهم أطمأنوا عليهم . ومن ناحية أخري ، حركة السياحة لم تتأثر في طابا ، وذلك حسبما أكد لنا أحمد عبد المجيد وهو صاحب إحدى شركات السياحة ، مشيرا إلى نسبة الإشغالات في فنادق جنوب سيبناء وطابا تصل إلى 60%، ولم تتأثر بالحدث، وقال إن حركة مرور الأفواج الإسرائيلية من وإلى طابا لم يحدث بها أي تغير، وأن الوضع طبيعي، كما أكد على عدم وجود أي تعليمات أمنية إضافية، بخصوص تواجد الأفواج السياحية في أماكن معينة من عدمه، كما أشار إلى أن القادمين من إيلات أكدوا أن الوضع على الجانب الآخر مستقر، ولا يوجد أي تغيير .