وصلت الطائرة التي تقل الجاسوس الاسرائيلي الأمريكي الجنسية إيلان جرابيل إلى مطار بن جوريون الإسرائيلي مساء اليوم الخميس بعد أن اطلقت السلطات المصرية سراحه في مقابل الافراج عن 25 سجينا مصريا في إسرائيل . وذكر راديو "صوت إسرائيل " مساء اليوم أن والدة إيلان جرابيل كانت في استقباله لدى نزوله من الطائرة. وأوضح الراديو أنه كان برفقته في طريق عودته كل من المبعوثين يتسحاق مولخو ويسرائيل حاسون. وكان قد تم اليوم بنجاح تنفيذ الاتفاق الذي تم بين كل من مصر والولايات المتحدة واسرائيل والقاضى بتبادل آلان جرابيل المتهم بالتخابر لصالح اسرائيل مقابل 25 من السجناء المصريين في اسرائيل والمتهمين في قضايا سياسية من بينهم ثلاثة من الأطفال المعتقلين. وقام وفد مصري أمنى مصرى برئاسة اللواء رضا صقر وكيل جهاز المخابرات المصرية يرافقه محافظ جنوبسيناء اللواء خالد فودة، واللواء سيد عبد الوهاب محافظ شمال سيناء واللواء محمد نجيب ومدير أمن جنوبسيناء ومندوبين عن الصليب الأحمر بإستقبال السجناء المصريين على معبر طابا. وقال مصدر أمنى مصرى إن إتمام الصفقة يأتى تتويجا لجهود طويلة ومكثفة للمخابرات العامة المصرية والتى تؤكد قيمة المواطن وأهمية استرداده ورجوعه لوطنه ولأسرته وأهله. وقالت مصادر أمنية مطلعة أن أجهزة البحث الجنائى المصرى قامت ، بفحص القادمين إلى طابا والتأكد من هوياتهم والتعرف عليهم من خلال شيوخ القبائل وبعد ذلك تم نقل جرابيل إلى إسرائيل على متن طائرة خاصة وذلك لاسباب امنية بعد مضي خمسة أشهر على اعتقاله في مصر . وعقد محافظا شمال وجنوبسيناء مؤتمرا صحفيا فى أحد الفنادق القريبة من معبر طابا بحضور السجناء أكدا أم مصر لنتدخر جهدا من أجل الحفاظ على مواطنيا وستعمل من أجل إخراج باقى السجناء فى السجون الاسرائيلية . وكانت النيابة العامة المصرية قد القت القبض على الجاسوس الإسرائيلى إيلان تشايم جرابيل فى أحد الفنادق بوسط القاهرة منذ خمسة أشهر بعد أن تلقت معلومات من المخابرات العامة بان الجاسوس تم دفعه إلى داخل البلاد وتكليفه بتنفيذ بعض الاحتياجات للجانب الإسرائيلى، وتجنيد بعض الأشخاص لتوفيرها للجانب الإسرائيلى من خلال نشاطه فى التجسس ومحاولة جمع المعلومات والبيانات ورصد أحداث ثورة 25 يناير. وقالت المخابرات العامة أن جرابيل كان يتواجد فى أماكن التظاهرات ويقوم يتحريض المتظاهرين على القيام بأعمال شغب تمس النظام العام، ويقوم ببث شائعات للوقيعة بين الجيش والشعب بغرض نشر الفوضى بين جميع المواطنين والعودة لحالة الانفلات الأمنى،وكان يرصد مختلف الأحداث للاستفادة بهذه المعلومات، بما يلحق الضرر بالمصالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية للبلاد والتأثير سلبا على الثورة. وأشارت معلومات المخابرات العامة إلى أن المتهم كان أحد عناصر الجيش الإسرائيلى وشارك فى حرب لبنان عام 2006 وأصيب خلالها وأرسله الموساد الإسرائيلى ثالث أيام الثورة ودخل مصر بفيزا بغرض السياحة، و كان يدعى فى ميدان التحرير وسط المتظاهرين أنه صحفى رومانى،ومرة أخرى أسترالى. وحسب معلومات جهاز المخابرات ان الجاسوس الإسرائيلى زار مسجد الأزهر عدة مرات حيث التقى بالمصلين ليتعرف على اتجاه السياسات فى مصر خلال الفترة القادمة، وكان يذهب ليلا لقهوة بوسط البلد ليلتقى المثقفين، حيث يستقى منهم المعلومات ثم يذهب فى نهاية الليل إلى عدة أماكن مشبوهة ليلهو مع فتيات الليل. وأشارت المخابرات العامة الى ان الجاسوس الإسرائيلى كانت لديه عدة مهام ينفذها على أرض مصر، وهى جمع المعلومات عن الواقع والمستقبل المصرى، إثارة المظاهرات وإشعالها، إحداث الوقيعة بين الجيش والشعب. وقدم "إيلان" إلى مصر قبل الثورة حوالى خمس مرات، إلا أن المخابرات كانت تراقبه باستمرار،وفى المرة الأخيرة تم تصويره فى كل الأماكن التى ذهب إليها ، ولم يستطع الجاسوس كشف مراقبة المخابرات المصرية له رغم أنه مدرب ومجهز لمثل هذه المواقف. والمخابرات العامة كانت على علم بكافة تحركات الجاسوس وكانت تحصل على نسخ من المعلومات التى كان يرسلها لإسرائيل بشكل فورى من خلال مراقبة جهاز الكمبيوتر الشخصى الخاص به، وتحتفظ بها لاستخدامها كأدلة إدانة ضده. وبعد أن أستوفت المخابرات العامة كافة الأدلة قدمت القضية لأمن الدولة العليا، التى وافقت على القبض على الجاسوس بعد اطلاعها على المستندات كاملة، وتم القبض عليه فى فندق ثلاث نجوم بواسطة ضباط المخابرات ووكيل أمن الدولة العليا. و تقع طابا على رأس خليج العقبة بين سلسلة جبال وهضاب طابا الشرقية من جهة، ومياه خليج العقبة من جهة أخرى. وتبعد عن مدينة شرم الشيخ حوالي 240 كلم جنوب طابا، وتجاورها مدينة ايلات. تمثل المنطقة الواقعة بين طابا شمالا وشرم الشيخ جنوبا أهم مناطق الجذب والتنمية السياحية بجنوب شبه جزيرة سيناء. طابا مدينة حدودية تغلف الجبال منتجعاتها السياحية، شريطها الساحلي يتكون من عدد من الخلجان والبحيرات ومضيق وجزيرة، من مناظر هذه الجزيرة هو حصن صلاح الدين الذي رمم من قبل منظمة الآثار المصرية. ولذلك يأتي إليها عدد كبير من السياح من جميع إنحاء العالم ويوجد حوالي 10 فنادق بمدينة طابا المصرية ويعد فندق هيلتون طابا الذي شيد عام 1967 من أبرز معالمها، وقد أدارته شركة سونستا إلى أن تم تسليمه للسلطات المصرية في التاريخ المذكور. تأهيل المنطقة عمرانيا. واحتلت إسرائيل سيناء أثناء عدوان 1967 وأعادتها لها عام 1982 بموجب اتفاقية سلام مشتركة واستثنت طابا، وادعت إسرائيل أن الحدود الدولية التي رسمت آنذاك وضعت طابا داخل إسرائيل، لكن التحكيم الدولي حكم ضد هذا الزعم وأعادت إسرائيل طابا إلى مصر ومعها الفندق الذي تكلف إنشاؤه 41 مليون دولار في مارس 1989. بدوره، نفى محافظ شمال سيناء السيد عبدالوهاب مبروك أن يكون هناك أسري مصريين داخل السجون الإسرائيلية، مشيرا إلى أن هناك مساجين، السجين له قانون والأسير له قانون. وأكد مبروك أن الترتيبات والإجراءات التى تمت بها الصفقة جاءت بناء على التنسيق بين الجانبين المصري والإسرائيلي. ومن جانبه ، أكد محافظ جنوبسيناء اللواء خالد فودة أن إسرائيل استلمت بالفعل الجاسوس جرابيل وفقا ترتيبات أمنية وإجراءات تم الاتفاق عليها مع السلطات الأمنية المصرية، كاشفا عن صفقات جديدة سيتم إنجازها فى القريب العاجل.
إقرأ أيضا : عودة 25سجينا من إسرائيل اليوم مقابل الجاسوس إيلان جرابيل صفقة تبادل الأسري اليوم..25 مصريا مقابل جرابيل كشف باسماء السجناء المصريين المفرج عنهم الأهرام في منازل المصريين المفرج عنهم بالعريش الأهالي: فقدنا الأمل في رؤيتهم ونشكر السلطات علي اعادتهم جرابيل.. حلقة في سلسلة نجاحات المخابرات المصرية مساجين سيناء في اسرائيل ينتظرون الإفراج