داخل سرايا العرش بقصر الأمير محمد علي في المنيل، يتوسط الخديو عباس حلمي الأول -والي مصر وحفيد محمد علي باشا- لوحة فنية من أعمال الفنان التركي "هدايت شيرازي" فنان القصور الملكية. يتحرك جسد عباس حلمي معك أينما ذهبت فإذا وقفت يمين اللوحة تجد جسده بكامله ورأسه كأنها تحركت إلي اليمين وكذلك إذا وقفت في اليسار، أما إذا وقفت في المنتصف فتجده أمامك مباشرةً في مشهد عجيب وكأنه الموناليزا المصرية.
زينت سرايا العرش بالعديد من اللوحات علي الصفين لأفراد عائلة الأمير وبعض التحف الأثرية بتصميم الأمير محمد علي نفسه وهو شقيق الملك فاروق وابن الملك فؤاد ملوك مصر، وفي نهاية القاعة فوق كرسي العرش لوحة كبيرة لمحمد علي باشا تتوسط الجدار.
وقد شهدت السرايا رقي وفن في تصميمها كإنعكاس لحلم الأمير بحكم عرش مصر ولكن الحظ لم يحالفه في الحكم إلا لفترة قصيرة ونقل الحكم إلي أخوه فاروق.
ذيلت كل تلك اللوحات بتوقيع الفنان التركي هدايت والذي انتقل إلي مصر قبل الحرب العالمية الأولي وعاش بقية عمره فيها رغم إعتقال الإنجليز له حتي سنة 1919، وقد عرف عنه استخدامه للألوان المائية في كل لوحاته واشتهر بلقب فنان القصور الملكية.