أهالى القرية يتفقون على قائمة موحدة لمنقولات الزوجية.. وإلغاء الخطوبة وال "دي جي" والهدايا وليلة "الحنة" الأهالى يرفضون " الكوافير" وحجرة الأطفال والاحتفال بيوم الزفاف .. ويتفقون ألا يتخطى الذهب 30 جراما المفروشات لا تتعدى 12 طاقم سرير و2بطانية و20 فوطة .. ومستلزمات المطبح 50 طبقاً وشنطة ملاعق وسكاكين و20 كجم ألومنيوم في ظل ارتفاع الأسعار الذي طال كل شيء، يبحث المصريون دائما عن مخرج لمواجهة هذا الارتفاع الجنوني، ويعد الزواج عند المصريين – وخاصة في الريف- هو أحد الأمور التي تتميز بعادات وتقاليد مترسخة لدى الكثيرين، تتمثل في ارتفاع قيمة المهور وتكاليف الزواج، ومغالاة أهل العروس في متطلبات الزواج، لدرجة أن الأمر يصل لما يشبه المزاد في بعض الزيجات حيث تتبارى بعض العائلات في تحديد طلبات لابنتهم أكبر وأغلى من طلبات نظرائها من العائلات الأخرى. قرية الدناوية بمركز العياط بمحافظة الجيزة، هي واحدة من القرى التي بحثت عن مخرج وحل لهذه المشكلة، بعد أن فرضوا ما أسموه ب"القائمة الموحدة للمنقولات الزوجية"، واجتمع أهالي القرية بأحد المساجد، وحددوا مجموعة من الشروط تهدف إلى تقليل طلبات الزواج، ويتم تطبيقها على كل أفراد القرية، وتضمنت القائمة الموحدة للمنقولات الزوجية.. واتفق أهالي القرية على عدد من البنود المكتوبة، منها: إلغاء حفلة الخطوبة والتى تسمى ب " قراءة الفاتحة " والتي ينتج عنها إهدار كثير من الأموال للطرفين وإلغاء استخدام ال"دي جي"، ويكون الاتفاق على الزواج في أضيق الحدود بين أهالي الطرفين، عدم تقديم هدايا من العريس للعروس إلا في عيدى الفطر والأضحى، علاوة على إلغاء الحنة، التي وصفوها في البنود بال "حنة الكدابة"، وعدم ذهاب العريس إلى العروس مع أصدقائه ليلة الحنة لتوفير النفقات، إضافة إلى إلغاء الكوافير، وعدم إحضار هدايا وأجهزة وملابس لأم العريس من العروسة، وعدم تجهيز حجرة أطفال، ولا يتعدي عدد وجبات العشاء التي تذهب للزوجين من بيت العروس أكثر من 3 وجبات، وإلغاء الاحتفال يوم الزفاف، ومراعاة حالات الوفاة في القرية أثناء الزواج واحترام تقاليد القرية. ومن ضمن الأمور التي تم الاتفاق عليها، تحديد عدد جرامات الذهب، بحيث لا يتخطى الذهب 30 جراما، كما تم أيضا تحديد 20 كجم ألومنيوم، ومطبخ خشب. أما فيما يتعلق بالأدوات الكهربائية فتم تحديد الأجهزة، وهي: ثلاجة، بوتاجاز، فرن غاز، غسالة، مكواة، ترابيزة مكواة، خلاط، مروحة ،2 أنبوبة غاز. أما فيما يتعلق بأدوات المطبخ، فحددت القائمة مجموعة معنية من الأدوات، وهي: 50 طبقا، و3 أطباق أرز و3 صواني بسبوسة، وشنطة ملاعق، وشنطة سكاكين و2 طاقم حلل، وطاقم بلاستيك وطاقم توابل وحلة بخار وغلاية شاي ومخرطة ملوخية وطقم ميلامين وطاقم صيني، وطاقم ثلاجة و5 أطقم كوب شاي، 5 أطقم كوب ماء وطاقم حافظة طعام. أما فيما تعلق بالمفروشات فحددت القائمة، 12 طاقم سرير، و2بطانية و20 فوطة و5 دفايات سرير و2 بشكير ولحاف فايبر. عمرو حجاج عبد الحي- مأذون القرية وأحد المشاركين في مبادرة القائمة الاسترشادية الموحدة لمنقولات الزوجية بقرية الدناوية- أكد أن الهدف من المبادرة هو التخفيف عن المواطنين وتسهيل أمور الزواج، خاصة في المغالاة في كل شيء بداية من المهور مرورا بأثاث البيت وصولا لتكاليف الفرح وخلافه، وكل هذه أمور يمكن الاستغناء عنها، مشيرا إلى أن المبادرة تحظى باهتمام كبير من قبل أبناء القرية، لأنها تقلل من الأعباء في ظل الارتفاع الجنوني لأسعار كل شيء وبالتالي كان لابد من وجود حلول سريعة لمواجهة الأمور التي تعيق إتمام الزواج، فالهدف من هذه المبادرة هو التيسيير على الطرفين سواء أهل العريس أو أهل العروس، فكلا الطرفين الآن يتحملان تكاليف مادية في أمور يمكن الاستغناء عنها. وأشار إلى أنه الآن أصبح هناك بعض العادات والتقاليد المتعلقة بالزواج من هدايا وبعض المستلزمات الكمالية والمجاملات وغيرها، لم تصبح أمورا هامشية بل يتعامل معها الناس على أنها أساسيات، وهذا أمر خاطئ، وأصبح الجميع يتمسك ببعض الأمور والأشياء التي يمكن الاستغناء عنها، وهذا ما تمت مراعاته في القائمة التي تم وضعها بحيث تم الاستغناء عن الأشياء والأجهزة والأدوات غير الضرورية والتي لا فائدة لها، ووجودها من عدمه لن يؤثر في الحياة المعيشية في شيء. وأضاف عمرو حجاج، أن بعض أهل العروس يتكلفون مبالغ تصل لأكثر من 100 ألف جنيه في تجهيز ابنتهم، والبعض يتخطى هذا الرقم في ظل غلاء الأسعار الحالي، وهذه مبالغ كبيرة وليس في استطاعة معظم أهالي القرية توفيرها؛ فيضطرون للاقتراض أو الشراء بالتقسيط، أو بيع بعض ممتلكاتهم حتى لا يقل جهاز ابنتهم عن مثيلاتها في القرية، وهو ما يؤثر بعد ذلك على حياة الأسرة.