الميكروويف وفلتر المياه والبوتاجاز الخمس عيون، اللاب توب، وغسالة الأطباق وغسالة الأطفال، والفرن الكهربائى، وغيرها أصبحت من أساسيات جهاز العروسة، حتى فى القرى وبين أسر البسطاء والطبقة المتوسطة. وأصبحت الموضة فى جهاز العروسة الآن، أن يشمل الجهاز قطعتين من كل شىء، ليس فقط فى الملابس أو الأطباق، بل فى الثلاجة والغسالة والتليفزيون. ويتباهى أهل العروسة بمشهد تحميل الجهاز على عشر عربات أو أكثر، ليمتزج صوت الزغاريد بأصوات الكلاكسات وأغانى النساء، خلال الموكب وحتى منزل الزوجية، ليبقى بعدها أهل العروسة غارقين فى حسابات سداد ما دفع فى كل هذه الأجهزة والأدوات والأثاث. وقال عبدالكريم رمضان، مهندس زراعى بالشرقية - 55 سنة - تكاليف الزواج أصبحت تخضع للمنافسة والغيرة بين الأسر، دون النظر لحال الفقراء والبسطاء، وكل أب يريد أن يكون جهاز ابنته أكبر جهاز، يتحدث عنه الجميع، ويحرص على أن تجوب سيارات الزفة به فى شوارع القرية تباهيا. كلمات «اشمعنا» و«زى الناس» و«احنا مش أقل من الناس»، بداية معاناة الأب، مع زوجته وابنته خلال شراء «الجهاز، وبداية الخطأ، كما يرى عبدالكريم، فى تربية أولادنا على عدم تحمل المسئولية، وعدم إشراكهم فى ظروفنا المعيشية. يشرح عبدالكريم كيف أن المبالغات وصلت لحد أن يتضمن جهاز العروسة التكييف، وقطعتين أو ثلاثة من كل جهاز كهربى، حتى الغسالة والثلاجة والتليفزيون «الشاشة»، ويستخدمون مكبرات الصوت فى زفة نقل الجهاز لبيت العريس، سيارات تحمل الأجهزة الكهربائية وأدوات المطبخ والمفروشات والأدوات المنزلية والسجاد، وتطوف الشوارع حاملة شباب وفتيات يتشاركون الغناء والزغاريد. النيش.. للعرض فقط «النيش» أصبح من أكثر أعباء أهل العروس، فعليهم إحضار مجموعة من الفضيات والكريستالات وأطقم الصينى التى تحضرها فقط للمنظرة أمام الضيوف، بحسب «سلمى وهدان» 25 سنة موظفة، مضيفة: أغلب ما يوضع فى النيش للعرض فقط، والذى لابد أن يحوى بين جدرانه الخشبية كمية كبيرة من الصينى والكاسات والزجاج وغيرها من الأشياء باهظة الثمن، لتتباهى العروسة بها أمام صديقاتها وزميلاتها. واتفقت معها سميحة عبيد، مدرسة ابتدائى 48 سنة، ورغم ضيق ذات اليد، ومعاناتنا ماديا خاصة مع ارتفاع الأسعار المتزايد، نحرص على تجهيز بناتنا بأفضل صورة ممكنة، ونبدأ تجهيز البنت فى سن الإعدادى، خاصة الأدوات المنزلية كل شهر تباعا، حتى لاتتراكم علينا الطلبات عندما يأتى العريس، حتى أطقم الحلل والأطباق والكئوس الكريستال من أجل وضعها فى النيش، لأن الناس تقيس المكانة الاجتماعية لأهل العروسة بعدد سيارات النقل التى تحمل جهازها. هدايا أم العريس وقالت أمينة عبدالدايم 49 سنة، ممرضة: «كل اللى فى الفلاحين أو أصله من الفلاحين بيحمل نفسه فوق طاقته، ولما نشترى جهاز للبنات من صغرهم، نكتشف أن الموضة راحت عليها ونبدأ نشترى من جديد، لما يجى العريس». وتضيف: كثيرون لا يستطيعون شراء كل هذا الكم، ويضطرون للسلف والديون، أو الجمعيات، والمغالاة تصل إلى أن بعض الأسر تشترى لاب توب ضمن جهاز العروسة. وأضافت «عبدالدايم»: الكل فى الريف فقير وغنى لازم يشترى، والبعض يدخل السجن أحيانًا بسبب تجهيز ابنته، بعد شراء الأجهزة الكهربائية وأدوات المطبخ والسجاد والمفروشات بالقسط، وعدم قدرته على السداد، فيقدم صاحب المحل إيصالات الأمانة للنيابة. وأوضحت سماح محمود، 50 سنة، مدرسة إعدادى، أن سبب كابوس جهاز العروسة مع غلاء الأسعار هو العادات والتقاليد فى القرية، التى تزيد من عبء الأهالى، منها شراء كميات من الملابس والمفروشات، تصل لأكثر من 50 طقمًا من مختلف الأنواع، للتباهى أمام أهل القرية، ووصل الأمر فى بعض القرى أن تشترى العروس لأم العريس مثل ما تشترى لنفسها. قائمة العروسة وكأنه متمرس فى كتابة قائمة منقولات العروسة، قال رضا محمد، 40 سنة، موظف بهيئة حكومية: العرف السائد فى المنصورة، وخاصة فى القرى أن العريس عليه الشقة والخشب والستائر، والعروسة عليها الأدوات الكهربائية، والصينى والملايات والمناشف، والمفارش الدانتيل والمطرزة والقطيفة، والسجاد، وخشب المطبخ وأدواته التى يجب ألا تقل عن 4 أطقم تقديم (صينى وأركوبال وبيركس وملامين)، و5 أطقم حلل (الألمونيوم، استانلس، تيفال، وسيراميك، تركى منقوش للتقديم). ويتضمن الجهاز غسالتين (الأتوماتيك ونصف أتوماتيك) وغسالة الأطباق، والديب فريزر، حتى فلتر المياه وبوتاجاز، وفرن غاز، وميكروويف و2 شاشة تليفزيون، واحدة للصالة وأخرى لحجرة النوم ولاب توب... إلخ. أما محتويات النيش فتشمل طقم الصينى - طقم أركوبال- صينى أركوبال حرارى - طقم أركوبيركس- طقم الفطار والعشاء، وهو عبارة عن طقم صغير وملون مخصص للفطار والعشاء - طقم أركوبال عادى ملامين - كاسات وكوبيات وصوانى النيش للعرض فقط - كاسات وكوبيات وصوانى للمطبخ - طقم القهوة الفضى أو الذهبى للديكور - شنطة الملاعق الفاخرة وشنطة سكاكين لزوم الديكور - طقم أكواب عصير كريستال - طقم الكاسات الكريستال - طقم خشاف زجاجى - طقم جيلى كريستال - طقم آيس كريم كريستال - طقم الجاتوه والشاي - ملاعق وسكاكين أخرى للاستعمال بالإضافة إلى خشب النيش نفسه. بالإضافة إلى 40 فوطة و20 مفرش سرير و5 بطاطين و20 طقم كاسات، بخلاف كل ألوان الطرح، التى يزيد عددها على 50 طرحة، فضلا عن الملابس الداخلية والعبايات والشباشب والأحذية وغيرها. وهكذا أدوات التسريحة من جميع أنواع المكياج والبرفانات والكريمات وأدوات الحمام من شامبو وبلسم وشاور ومعجون وخلافه. أعباء وديون محمد يحيى، موظف حكومى 55 سنة، يقول: العُرف السائد عندنا فى قرية الزنكلون مركز الزقازيق، أن جهاز العروسة، ويتكون من 3 غسالات، الأتوماتك والنصف أتوماتك والأطفال وغسالة الأطباق، بوتاجاز وفرن غاز والمايكروويف الذى لا يستخدم عادة، وثلاجتين والديب فريزر وماكينة الزبادى. وطقم الحلل الصاج وطقم تيفال أو ألومنيوم أو غيره. وأدوات المطبخ من أوانى السيراميك والتيفال والألومنيوم والجرانيت. والمفرش الستان الأبيض المنفوش. وهدايا العروس لوالدة العريس يجب أن تكون جهازاً كهربائياً أو ذهباً. سميرة السيد، أم العروسة، اضطرت لعمل جمعية لشراء أدوات المطبخ والمفارش والأجهزة الكهربائية بالقسط، ووقعت على إيصالات أمانة لسنتين قادمتين، «خايفة ما أقدرش أسدد بقية ديونى، وربنا يسترها». والد العروس، السيد محمود، أحد أهالى الزنكلون: يقول «أنا موظف بسيط ومضطر لعمل جمعيات، وقروض، ولو عندى حاجة ممكن تتباع هبيعها، علشان أجهز بنتى بكل حاجة زى كل البنات زميلاتها وجيرانها، وربنا يقدرنى وأجيب لها». • افرحى يادى الأوضة تنطلق الزغاريد فوق سيارات الأثاث ويبدأ الجميع فى الغناء افرحى يادى الأوضة.. جياكى عروسة موضة.. افرحى يادى المندرة.. جياكى عروسة سكرة.. افرحى يادى القاعة.. جياكى عروسة الساعة.. عندما يقتربون من منزل العروسة يغنون رشوا الشارع ميه.. عروسة الغالى جاية. رشوا الشارع كاكولا.. عروسة الغالى منقولة. أيوه يا حارة ضالمة .. أحنا اللى نورنا أيوه يا حارة هس هس.. أحنا اللى عملنا لكم حس يحيا أبوها يحيا من تراث الريف الغنائى عند نقل جهاز العروسة يحيا أبوها يحيا.. عوج الطربوش على ناحية يحيا أبوها وشنبه.. اللى ما حدش غلبه... يحيا أبوها وعمته .. اللى مشا كلمته يحيا أبوها يحيا.. يحيا أبوها يا جدعان... جاب عزالها على التمام يحيا أبوها ورمش عنيه اللى ماحد مشى عليه