لماذا خرج عمالقة الفن والأدب والثقافة والفكر فى عهد جمال عبد الناصر ..؟! الإجابة باختصار هى أن الثقافة بكافة أشكالها كانت مشروعاً قومياً ترعاه الدولة وتوجهه لدوافع وطنية .. كان عبد الناصر يعتبر الفن مثل رغيف العيش يجب أن يكون مدعوماً ومتاحاً للجميع حتى يتحقق الوعى المطلوب لتحقيق النهضة.. كان عبد الناصر شغوفاً بالفنون العالمية أيضاً يعشق الأدب ويعشق الغناء الراقى ويهتم بفن المسرح ويرصد حركة السينما ويشجع الفنانين .. كان يعشق فيلم "فيفا زاباتا" لأنه كان يجسد عملية تحرير الفلاح من عبودية الإقطاع وفى الكوميديا كان يحب أن يشاهد بيتر سيلرز كما كان جيمس ستيوارت هو النجم المفضل للرئيس جمال عبد الناصر. وقد مرت علاقته بالفنون بمراحل عديدة بدأت بالإرشاد ثم التمويل والرعاية ثم مرحلة القطاع العام حيث امتلكت الدولة وسائل الإنتاج والتوزيع ودور العرض ولهذا شهد الفن عصرا ذهبيا لم يتكرر مرة أخرى وظهرت أفلام تناقش كل شىء حتى فساد النظام نفسه منها القضية 68 وميرامار وشىء من الخوف والناس اللى جوه.. وكان أحد أحلام عبد الناصر أن يجتمع محمد عبد الوهاب والسيدة أم كلثوم فى عمل فنى واحد يعبر عن الأصالة والعظمة والرقى الذى وصل إليه الفن المصرى وكلف عبد الناصر سامى شرف بأن يقوم بالاتفاق مع الطرفين دون أن يضغط عليهما حتى لا يشعران أن هذا تكليف من السلطة العليا بالدولة وقال عبد الناصر لسامى شرف أن مثل هذه الأمور لا تأتى بالتعليمات ولكن تنبع من القناعات الداخلية وفاتح سامى شرف عبد الوهاب فقال عبد الوهاب ان هذه الفكرة قد تنجح وقد تفشل وأنا أحلم بها فعلا وفى نفس الوقت آمل أن يجيىء اليوم الذى ألتقى فيه مع ثومة.. ثم قام جمال عبد الناصر بمفاتحة عبد الوهاب وأم كلثوم رسميا وبشكل مباشر فى عيد العلم عام 1963 وقال لعبد الوهاب إمتى هانسمع لك لحن تغنيه الست فكان رده حاضر يا سيادة الريس .. وكان لقاء السحاب .. وكان تعليق عبد الناصر على لقاء العملاقين" لقد استطاع فن محمد عبد الوهاب وفن أم كلثوم أن يجمع العرب من المحيط إلى الخليج وبعد النكسة وعندما أعلنت أم كلثوم أنها ستقف بجوار مصر فى محنتها وتجمع التبرعات اللازمة قام جمال عبد الناصر بمنحها جواز سفر دبلوماسى لأول وآخر مرة فى تاريخ السياسة المصرية. كذلك كان اهتمامه بعبد الحليم حافظ والذى اعتبره جمال عبد الناصر مؤرخا غنائيا للثورة.