ملايين الافكار والاسئلة تدور برأسى... ولا أجد لها اجابة ، هذة هى مشكلتى الكبرى .. مشكلة تتفاقم كل يوم وتتشابك خيوطها حتى تكاد تخنقنى... فبرغم اننى ادرس فى احدى الكليات المرموقة ،وأعيش حياة اسرية هادئة .. ولى صداقات حميمة وعلاقات طيبة بعدد من زملائى وزميلاتى فإننى اشعر بان عقلى مثل البالون المملوء بالافكار المنتاقضة التى تسيطر على حياتى وتصرفاتى .. أفكر فيما فعلتة ، وماسأفعلة ... فى الفعل ورد الفعل وأعيش فى حالة ندم مستمر على الماضى برغم اننى أعرف جيدا ان الماضى لن يعود ! وأيضا أخاف من المستقبل وأظل أفكر جيدا فيه ، وأحيانا تنتابنى حالات من الجنون ، فأفكر فى الدنيا والدين والسياسة وأسأل نفسى أسئلة غريبة جدا ، لا أعرف لها سببا ... أو أجابة ،فما معنى ( النية) و(الضمير) و(وسوسات الشيطان) وكيف أتاكد من أن من يحدثنى يعبر بلسانة عما يدور بقلبه ؟! . أحيانا أشاهد مسلسا أو فيلما ..وتسيطر على فكرة معينة، أظل متأثراً بها لفترة طويلة وأحيانا .. أشعر بعجزى عن التعامل مع الاخرين .. وكثيرا ما أحاول أن أظهر بمظهر معين أو أتقمص شخصية معينة ..فمثلا فى بعض المواقف أخشى أن أضحك لكيلا أفقد هيبتى ... وفى مواقف أخرى أخشى أن اكون جادا لكيلا أترك انطباعا لدى الاخرين بأنى شخص معقد... وأكون حريصاً جدا فى كل تصرفاتى .. وأحاول ترتيب أفكارى ، وإذا كنت سأتحدث مع أحد فإننى أردد الحديث بينى وبين نفسى قبل أن أنطق به... وفى بعض الاحيان .. أغار من أصدقائى .. وأظل أتساءل :هل يحبون بعضهم أكثر مما يحبوننى؟! وأحاول أن أرضى جميع الناس طوال الوقت ... برغم أن هذا مستحيل! وتراودنى أيضا أفكار سخيفة عن الصراعات الطبقية .. فأنا أحب شخصية أبن البلد لكنى أتمنى أن أكون ارستقراطيا ! وأصابنى أيضا لبعض الوقت مرض جنون الشهرة وحب السياسة ثم أصابنى الكسل والاحباط ! وهناك مشكلة أخرى أعانى منها ... فأنا رومانسى جدا ، أحب الحب ، وأبحث عنه فلا أجدة ، وهذا يجعلنى أعيش حياة عاطفية مضطربة .. فلا اعرف الفرق بين الحب والاعجاب . المهم .. أننى بعد تفكير عميق اكتشفت أن السبب فى ذلك ربما يكون هو (الفراغ ) لكننى لا أعرف أيضا كيف ومتى أتغلب عليه ؟ وهل سيكون مفيدا أن أعرض نفسى على طبيب متخصص؟! ولكاتب هذه الرسالة أقول .. هل أدلك على شئ يريح عقلك المتعب .. ويجعلك تهدأ قليلا حتى تتمكن من ترتيب أفكارك؟ فى الاية الاخيرة من سورة اليقرة ... يقول الله تعالى : ( لايكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لاتؤخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولاتحمل علينا إصراً كما حملتة على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به وإعف عنا وأغفر لنا وإرحمنا أنت مولانا فأنصرنا على القوم الكافرين ) أقرا هذه الآية الكريمة جيدا .. وتدبر المعانى التى وردت فى سياقها ، وستجد أنك تحمل نفسك أكثر مما تحتمل .. وأن هذا (البالون) المملوء بالأفكار المتناقضة يحتاج لأن تفرغه قبل أن ينفجر ... فالمشكلة فى رأيى أنك تبحث عن شئ ما ... ربما هدف ،تريد أن تصل الية لكنك لم تحدده بعد بسبب تزاحم الأفكار فى رأسك وتداخلها وتضاربها بهذا الشكل المزعج.. فما هو هدفك ؟وماذاتريد أن تكون؟ ثم كيف تتمكن من تحقيق هذا الهدف؟ وعندما تبدأ بتحديد هدفك ، لاتدع شيئا يؤثر عليك .. لاتكن خائفا ، وثق فى إمكاناتك وقدراتك ، وكلما كنت قريبا من الله سبحانة وتعالى فتأكد أنة سيؤيدك ويهديك إلى الصراط المستقيم ... وإذا كان التفكير فى الماضى والندم على الأخطاء التى وقعت مفيداً لكيلا تكررها ... فإن محاولة تصور أن هذا الماضى كان هو الأجمل وأنه ليس بالإمكان أفضل مما كان خطأ كبير .. فالأفضل والأجمل لم يأت بعد ، وعليك أن تؤدى ما عليك ليكون كذلك .. لأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، وأنت – دون شك – تملك إرادة التغيير وتضيع يدك بدقة على أسباب الحالة النفسية الطارئة التى تمر بها... ومن ثم تحتاج فقط لأن تتخذ قرارك الصائب بالمضى قدما فى هذا الطريق .. ولا تنشغل كثيرا بمحاولة معرفة ما إذا كان من يحدثك صادقا أم لا .. فقط كن حذرا، بدون أن تسئ الظن بالاخرين ، وحاول أن تجعل لنفسك شخصية مستقلة محددة الملامح لكيلا تتأثر بكل فيلم تشاهده ... ولتكن تلقائيا وطبيعيا فى التعامل مع الأخرين .. ولا أرى أفضل من الحكمة البليغة التى تقول ببساطة : عامل الناس بمثل ما تحب أن يعاملوك به- فلا تتكلف ولاتتصنع وكن نفسك ولا تحاول أن تكون غيرك ، فلن تستطيع .. وإذا كنت تحب الشهرة أو تحب السياسة فهذا ليس مرضا ولاجنونا.. بل ربما يكون هدفا بشرط ألا تيأس... وألا تسمح للاحباط بأن يتسلل إلى قلبك وعقلك... أما الحب يا صديقى .. فلا تشغل نفسك به الان.... لأن الواحد منا يظل يتوهم بأنة عثر عليه ... ثم يكتشف أنه كان سرابا ... وراء سراب حتى يجد نفسه فجأة غارقا من قمة رأسه حتى قدميه فيدرك أن الوقت قد حان ليذوق حلاوته ... وينعم فى ظله بالمودة .. والرحمة وأشياء أخرى كثيرة تحس .. ولا تكتب! واقرأ ايضا: مفاجأة بوابة الشباب