سعرها 10 دولارات وتأثيرها يماثل الماريجوانا والحشيش والكوكايين خلال الأيام القليلة الماضية انتشر خبر عبر أحد المواقع العربية حول تسجيل أول حالة وفاة إثر تعاطي ما يسمى بالمخدرات الرقمية بالمملكة العربية السعودية رغم حالة التأهب داخل المملكة لمنع وصول مثل هذا النوع من المخدرات إلى الشباب.. وللوهلة الأولى حينما تقرأ الخبر تعتقد أنك أمام نوع من المخدر يتم تعاطيه بطريقة تشبه تناول النيكوتين بالسيجارة الإلكترونية،ولكن حينما تتعمق في التفاصيل تكتشف أن الأمر مغاير تماما، وأننا بصدد خطر كبير إذا انتشر قد يتسبب في إتلاف عقول الشباب حتى الموت، حيث إن هذا النوع من المخدرات هو عبارة عن مقاطع موسيقية منتشرة عبر مجموعة من المواقع الإلكترونية تم تأليفها بطريقة معينة ليقوم المخ بإفراز مجموعة من المواد تعطي المتعرض لها نفس تأثير مجموعة من أنواع المخدرات منها الماريجوانا والحشيش والكوكايين، وهو الأمر الذي أقبل عليه ملايين الشباب حول العالم حيث إنهم وجدوه بديلا عن تعاطي المخدرات الحقيقية أو تعاطي الكحول وفي نفس الوقت يتمتعون بنفس الحالة المزاجية التي يعطيها لهم المخدر، وقد تصور الكثيرون أن هذا النوع من المخدرات ليس له آثار سلبية إلا أن الواقع ليس كذلك على الإطلاق.. وبالبحث في هذا الشأن اكتشفنا أن المخدرات الرقمية نشأت على تقنية قديمة تسمى ''النقر بالأذنين''، اكتشفها العالم الألماني الفيزيائي هينريش دوف عام 1839، واستخدمت لأول مرة عام 1970 لعلاج بعض الحالات النفسية، لشريحة من المصابين بالاكتئاب الخفيف في حالة المرضى الذين يرفضون العلاج بالأدوية، ولهذا تم العلاج عن طريق تذبذبات كهرومغناطيسية، لفرز مواد منشطة للمزاج، واستخدمت موسيقى ''المخدرات'' في مستشفيات الصحة النفسية، نظرا لأن هناك خللا ونقصا في المادة المنشطة للمزاج لدى بعض المرضى النفسيين، ولذلك يحتاجون إلى استحداث الخلايا العصبية لإفرازها، تحت الإشراف الطبي بحيث لا تتعد عدة ثوان، أو جزءا من الثانية وألا تستخدم أكثر من مرتين يوميا، وتوقف العلاج بهذه الطريقة نظرا لتكلفتها العالية، ولكن مؤخرا ومع انتشار موسيقى "الهاوس" بدأ بعض مؤلفيها ملاحظة تأثير تكرار سماع بعض المقاطع على المستمعين غير المعرضين لمواد مخدرة، حيث اكتشفوا أنهم يصابون بحالة تشبه تعاطيهم للمخدرات تماما، ولم يحدث اهتمام بالأمر حتى وقعت بعض الحوادث التي تطورت إلى وصول بعض المفرطين في الاستماع للوقوع في حالات من التشنجات العصبية وإدمان سماع هذه المقاطع ودخول المستمعين في حالة من العزلة بسبب سماعهم لها، فقام بعضهم بوضع تحذيرات على تلك المقاطع بألا يتعرضون لسماعها أكثر من مرة حيث إنها تؤثر على خلايا المخ دون توضيح الأسباب أو تسجيل تلك الملاحظات، بينما قام البعض الآخر على تطوير الأمر حيث قاموا بالبحث فيه وتطويره ليركزوا على نوعية الموسيقى المحدثة لذبذبات بطريقة معينة تساهم في إسراع وقوع المستمع تحت تأثير تخديرها بعد زيادة معدلات إفراز المخ للمواد المنشطة للمزاج التي تساهم في تحقيق ذلك، وبالفعل نجحوا في تأليف مجموعة من المقاطع التي وضعوها للتجربة المجانية مرة واحدة وللتكرار يتم دفع مقابل مادي يصل إلى 10 دولارات لكل مرة إضافية، أما عن طرق التعاطي فقد ألف كتابا يشرح للمقبلين على التعاطي أفضل طرق تعاطي تلك المقاطع للوصول إلى أفضل تأثير، والتي من بينها استخدام أنواع معينة من سماعات الأذن وارتداء غمامة تحجب الضوء من العينين، وبعض الأمور الأكثر تقنية منها ضبط معدل الذبذبات الخارج من السماعات بمعدلات معينة حتى تزيد من سرعة خداع المخ في تلقي تلك الذبذبات على شكلها الحقيقي، حيث تعمل المخدرات الرقمية على تزويد السماعات بأصوات تشبه الذبذبات والأصوات المشوشة، وتكون قوة الصوت أقل من 1000 إلى 1500 هيرتز، أما الجانب المخدر من هذه النغمات فيكون عبر تزويد طرفي السماعة بدرجتين مختلفتين من الترددات الصوتية، ويكون الفارق ضئيلاً يقدر ب30 هيرتز، فيبدأ المخ برفع نسبة كهربته حتى يعالج هذا الاختلال فيصل إليه صوتا وهميا لا يخرج عبر السماعات، ولذلك يعتبر هذا النوع من المخدرات الأكثر خطورة حيث إنها تدخل بشكل مباشر إلى العقل وتؤثر فيه من اللحظة الأولى من التعاطي.