الإدمان الرقمي نوع جديد من المخدرات ظهر في الأعوام القليلة الماضية عن طريق الشبكة العنكبوتية "النت" لها نفس تأثير المخدرات التقليدية وتأخذ شكل الملفات الصوتية بخاصية "mp3" من خلال سماعتين علي الأذن وتعمل بنظام الديجتال ويتم تزويد السماعات بأصوات تشبه الذبذبات والأصوات المشوشة وتكون قوة الصوت ما بين 1000 إلي 1500 هيرتز بدرجتين مختلفتين بفارق بسيط بمقدار 30 هيرتز. عملية التخدير والإدمان تتم من خلال هذه النغمات ولها نفس قوة وشدة المخدرات التقليدية الماريجوانا والحشيش والكوكايين حيث تدخل علي خلايا المخ وتحفز الخلايا العصبية لدي الإنسان علي فرز هرمون السعادة "الدوبامين" وتحسن المزاج والشعور بالراحة وأيضاً بالثمل دون الحاجة لتناول الكحول وتنقل المتلقي لعالم من الأوهام وحالة اللا وعي وعند الوصول لحالة الإدمان يفقد الشخص توازنه النفسي والجسدي وتصيبه حالة من التشنجات والانعزال وقد تؤدي للوفاة. هذا النوع من الإدمان يحتاح لطقوس معينة وقت التعاطي فيكون الشخص في حالة استرخاء شديدة مرتدياً ثياباً فضفاضة وتكون الاضاءة خافتة وكيفية التعاطي يوضحها كتاب عبارة عن 40 صفحة به قواعد الاستخدام. يتراوح سعر الملف الصوتي الذي يحوي هذه الموسيقي الصاخبة ما بين 3 و9 دولار بأسماء "أبواب الجحيم" و"المتعة في السماء" و"انقاص الوزن" وهي تعتمد علي تقنية "النقر بالأذنين" للعالم "هنري دوف" والذي اكتشفها عام .1839 يحذر الخبراء من هذا الوافد الجديد من المخدرات والذي يعد أشد خطراً وفتكاً من المخدرات التقليدية مطالبين الشباب بالبعد عن كل ما هو غريب حتي لا يقعون في براثن هذا النوع من الإدمان. في حين صدر تصريح من إدارة البحث الجنائي بالإدارة العامة للمعلومات علي لسان اللواء محمد عبدالواحد الذي أكد أن الإدارة رصدت العديد من المواقع التي تعرض هذه الملفات الصوتية وإنها تعطي تأثيراً يتطابق مع تأثير "الماريجوانا" وإن ظاهرة الإدمان الرقمي هي نوع جديد من الحرب الالكترونية. وبعد هذا التصريح هو دليل قاطع من جهة مختصة بحقيقة هذه الظاهرة وتأثيرها. من جهة أخري يري خبراء الاتصالات صعوبة السيطرة علي هذه المواقع لاحتياجها لتقنية عالية مكلفة وغير متوافرة..!! نوع جديد ومختلف من الإدمان وينذر بخطر شديد هذا ما أكده د. أحمد البحيري استشاري الطب النفسي بوزارة الصحة مضيفاً أن الموسيقي كانت تستخدم في علاج بعض حالات الاكتئاب والقلق والضغط النفسي وهناك أيضاً العلاج بالموسيقي الإيقاعية بالطرق علي الطبلة مثل "الزار" قديماً. يضيف د. البحيري انه مع التقدم التكنولوجي والديجتال "mp3" ثم استخدام هذه المزيكا بعمل تداخل بينها من خلال سماعتين وبأصوات صاخبة تسبب بعض التغيرات في المخ وأيضاً في أعصاب الإنسان لإثارة مراكز المتعة وتحفز الإنسان وتشعره بالراحة النفسية والصفاء الذهني.. يصاحبها أيضاً بعض التغيرات في كهرباء المخ والمشكلة أن بعض الأشخاص تروق لهم هذه الموسيقي بينما هناك آخرون ينفرون من مجرد سماعها وهذا هو الحال في كل المواد الإدمانية التقليدية. .. يشير د. البحيري إلي أن من يستمع لهذه الموسيقي باستمرار يدمن سماعها وإلي الآن لم تظهر أعراض لهذا المرض لكن من المؤكد أن هناك مرضي يدمنونها ويستمعون لها بشكل منتظم ويومي وفي حالة منعها عنهم يصابون "بنوبات صرع" أو موجات صداعية "الصداع" وأحياناً تؤدي للوفاة كما حدث بالسعودية!! أضاف انه نوع جديد من الإدمان مشكلته رخص ثمنه وسهولة الحصول عليه من خلال المواقع الالكترونية "النت" وغير مجرّْم ويصعب تتبعه وخطورته انه عالم غير مرئي ويصعب رصده..! يؤكد د. نادر فتحي قاسم رئيس قسم الارشاد والصحة النفسية بجامعة عين شمس أن المخدرات الرقمية تشكل خطراً كبيراً علي الشباب وأن المواقع التسويقية تحاول اقناع المستمع وجذبه إليها علي أنها لا تحتوي علي أية مواد كيميائية قد تؤثر فيسيولوجياً علي جسم الإنسان أو انها تشعر متعاطيها بالإسترخاء أو الحركة النشطة كما أنها تعرض منتجاتها بأسعار رمزية مقارنة بالمخدرات التقليدية. يضيف د. نادر أن الحقيقة مختلفة تماماً عن ذلك حيث يؤدي إدمانها لتغير كيميائي في الدماغ بسبب سماع هذه "المزيكا" لفترات طويلة تدخل علي حاسة السمع بالأذن وتعطي موجات صوتية لا يسمعها الإنسان العادي. .. يؤكد د. نادر أن هذه الموسيقي أشد فتكاً وخطراً لأنها تدخل من الأذن إلي المخ مباشرة وتؤثر عليه وأعراضها هي رجفة شديدة بالجسم وتشنجات تترك هذه الموسيقي أوهاماً لدي المستمع وتنقله لحالة من اللاوعي وفقدان التوازن النفسي والجسدي وقد تؤدي للوفاة..!! أوضح د. قاسم أن الموسيقي استخدمت في مستشفيات الصحة النفسية للعلاج من حالات الاكتئاب وعندما يكون هناك نقص في المادة المنشطة للمزاج لدي المرضي النفسيين ولاستحداث الخلايا العصبية وتنشيطها ولكن كل هذا يتم تحت الإشراف الطبي الكامل ولمدة زمنية قصيرة جداً قد لا تتعدي ثواني.. منوهاً إلي هذا النوع من العلاج توقف منذ فترة ولكن للأسف يستخدمه البعض بطريقة عشوائية في علاج بعض المرضي وتعطي نتائج كارثية..!! يضيف د. قاسم أن حتي هذه اللحظة لم نرصد أي حالة مرضية أو شكوي من هذا النوع من الإدمان علي مستوي القاهرة الكبري بالكامل.. ناصحاً الشباب بالبعد عن كل ما هو غريب وغير معتاد حتي لا تحدث له عواقب وخيمة وأضرار كارثية مثل هذه النوعية من الإدمان. يري د. حسام ابراهيم استشاري المخ والأعصاب أن الطب قائم علي الدليل والأدلة وليس علي الاستنتاج أن تأثير الشعور بالنشوة والاسترخاء والراحة النفسية من سماع ما يحبه الإنسان من أنواع الموسيقي المختلفة وتأثيرها علي الأعصاب والصفاء الذهني مثل هواية المناظر الطبيعية ورحلات السفاري تترك عند من يمارسها اللذة والمتعة كذلك الموسيقي فهي "مسألة تعود" لكي يهرب إليها الإنسان من مشاكله فهي تختلف عن الواقع ومن الممكن أن يستمع إليها باستمرار وهذا ليس إدماناً علي الاطلاق..!! يضيف د. حسام ابراهيم أن الإدمان هو تعود الإنسان علي تعاطي شيء معين لو لم يحصل عليه تحدث له مايسمي بالأعراض الانسحابية مثل "التشنج" وسرعة ضربات القلب وإفراز العرق وعدم الإدراك وغياب الوعي والقدرات وهذا ما يتم مع مدمن المخدرات بكل أنواعها. يشير د. حسام إلي أن التعود علي سماع هذه "المزيكا" وبالتقنية الحديثة من خلال هذه المواقع وتعوده بشكل يومي علي سماعها لا يعد إدماناً ولكن تلك المواقع تبيع الوهم للشباب..!! تقول د. نادية رضوان أستاذ علم الاجتماع بجامعة قناة السويس إن الشبكة العنكبوتية تحوي كل أنواع التجارة المشروعة وغير المشروعة وتؤثر بشكل فاعل وكبير في المجتمع وثقافته وتري أيضاً أن ما يسمي بالإدمان الرقمي عن طريق نغمات صوتية صاخبة هي تحديث لفكرة "الزار" والتي كانت تنتشر في مصر بالقرن الماضي لمعالجة الاكتئاب وأشياء أخري وأيضاً حلقات "الذكر" في الطرق الصوفية وما يصحبها من تشنجات وأغماء. تضيف د. نادية رضوان أن انتشار هذا النوع من الإدمان يتوافق مع المستوي الاجتماعي للطبقات المختلفة وأري انه سينتشر بين الطبقات الشعبية. تري د. رضوان أن عالم "النت" ملئ بكل ما هو من شأنه تدمير المجتمعات بجانب كل ما يقدمه من خدمات أخري ولذلك يجب علي الأسرة مراقبة الأولاد وعدم تركهم لساعات طويلة علي شبكات التواصل مع مراقبة أي تغيرات في سلوكياتهم لأنه عالم غامض وغير مرئي. طالبت د. نادية بنشر ثقافة الالتزام والتذوق الإبداعي بالمدارس والارتقاء بوجدان الشباب السمعي من خلال نشر الموسيقي الراقية حتي يكونوا قادرين علي التفرقة لتحصينهم من هذا القبح الذي يؤثر علي الشباب من نواح مختلفة. يقول المهندس محمد مراد خبير الاتصالات انه لا يوجد وسيلة أو تقنية لاغلاق هذه المواقع التي تنشر الإدمان الرقمي أو الإدمان بالموسيقي ولو كان هناك إمكانية لذلك لتمكنت بعض الدول من اغلاق المواقع الأباحية أو أشياء أخري تخالف سياسات تلك الدول.. منوهاً إلي انه لو تم ايجاد تقنية المنع ستكون التكلفة عالية جداً. يضيف أن هذه الباقات الموسيقية تعمل علي تزويد السماعات "اثنتان" بأصوات تكون قوتها مختلفة واحدة عن الأخري وتتراوح ما بين 1000 100 هيرتز بدرجتين مختلفتين علي أن تكون الترددات الصوتية عالية وعلي سماعات حديثة "أستيريو وmp3" بترددات صوتية مختلفة ويكون الفارق بينهم ضئيلاً يقدر ب 30 هيرتز حتي يحدث التأثير علي المتلقي.