كتب : جاسر أحمد المخدرات الرقمية خطر إدمان جديد ، تشبه المخدرات الكيميائية والدوائية ، لا يتم تعاطيه لا بالفم ولا بالأنف ولا بالحقن ولكن هذه المرة سمعياً عن طريق الاذن ، وذلك عند سماع الموسيقى التى تنساب من الأذنين على شكل نغمات، لتصل إلى المخ وتؤثر على ذبذباته الطبيعية، وتدخل متعاطيه إلى عالم آخر من الاسترخاء ، "المخدرات الرقمية" وسيلة جديدة تحول وتنقل متلقيها إلى حالة من غياب الوعى وتهدده باختلال التوازن الجسدى والعقلى. هذا النوع من المخدرات غير المجرم حتى الآن ، وحش يهدّد الشباب داخل غرفهم ، حيث انتشرت خلال الاسابيع الماضية في المجتمع العربى بصفة عامة والسعودى واللبنانى بصفة خاصة، مصطلح "المخدرات الرقمية" والادمان عليها،حيث تم التأهب لمواجهة تلك الانواع من الموسيقى عن طريق حجب بعض المواقع التي تروج هذه الموسيقى. ظهرت على "الانترنت" وتنتشر سريعاُ بين الشباب… استخدمت الموسيقى العلاجية لأول مرة عام 1970 لعلاج بعض الحالات النفسية، والاكتئاب الخفيف عند المرضى الذين يرفضون العلاج بالأدوية، ولهذا تم العلاج عن طريق تذبذبات كهرومغناطيسية، لفرز مواد منشطة للمزاج . وقد استخدمت هذه الموسيقى في البداية في مستشفيات الصحة النفسية، لزيادة المادة المنشطة للمزاج لدى بعض المرضى النفسيين، وتحت الإشراف الطبي بحيث لا تتعد عدة ثوان، أو جزء من الثانية وألا تستخدم أكثر من مرتين يوميًا. وتوقف العلاج بهذه الطريقة حينها نظرًا لتكلفته العالية. وتأتى أسعار هذه المخدرات البسيطة الان بالمقارنة بأسعار المخدرات التقليدية بالإضافة إلى عدم تجريمها حتى الآن ، قد يؤدى إلى إنتشارها بين الشباب، إلا أن خطرها أسرع وأعنف من المخدرات التقليدية ، حيث تكون قاتلة نظرا لاستهدافها للمخ، وما قد تشكله من حالة نفسية تدفع مدمنها لارتكاب جرائم او الإقبال على الانتحار، وبعضها يدفع إلى الاسترخاء ويولد حالة مثيرة سرعان ما تزول وتولد هيجانا عصبيا ونفسيا. وتتم تجارة هذا النوع من المخدرات عبر الإنترنت، وتأخذ منتجاته شكل ملفات صوتية (mp3) ، ويضع مروجوها ترددات سرية لموجات مخدراتهم و لا يطلعون الغير عليها محددين طريقة استعمالها ، ويصل سعر الجرعة منها إلي ما بين 10 و 35 دولار ، وتتاح الجرعة الأولى منها بالمجان للتشجيع على الإقبال عليها. تدمر خلايا المخ وتدفع للانتحار…. تأثير المخدرات الرقمية وتكمن الخطورة فى وضع المتلقى على أذنيه سماعتين ، ويتم سماع موجات صوتية مزعجة قليلا تصل قوتها إلي أقل من 1000 إلى 1500 هيرتز ، ومصحوبة بنغمات قليلة لتساعد على تحملها ، و يكون تردد الموجات بالأذن اليمنى مختلفا عن تردد الموجات بالأذن اليسرى مما يساعد المخ على توليد موجات بطيئة تسمى" موجات الفا " كالتى يولدها المخ فى حالة الاسترخاء ، وكذلك موجات سريعة تسمى موجات "بيتا " كالتى يولدها المخ فى حالة اليقظة مصحوبة بتركيز كبير ، فيشعر المتلقى بحالة من اللاوعى مصحوبة بهلوسات وإختلال التوازن النفسى والعقلى والجسدى وتتميز هذه الحالة بالشرود . وهذه الحالة خطيرة جدا للمخ ، لأنه يكون فى حالة ضعف شديد نتيجة تعرضه لأخطار متعددة ، ويؤثر تكرار سماع هذه الأصوات المشوشة التى تشبه الذبذبات وتسمع كالدقات على كهرباء المخ فتصبح غير مستقرة ، وبإمكان أي جرعة زائدة أن تفتك بمخ مستمعها ، وأهم هذه المواقع المسمومة على الإنترنت تسمى "اى دوسر" وقد وصلت هذه الآفة إلى اليوتيوب ، حيث يعرض بعض المتعاطين فيديو يظهر حالتهم الجسدية أثناء الاستماع . إدمان نفسى وليس فعلى … إدمان المخدرات الرقمية ويرى المختصون أن ما يحدث هو إدمان نفسي وليس إدماناً فعلياً لهذا النوع من الأصوات، معتبرين أن هذا النوع من الادمان "غير معروف حتى الآن وغير مصنف عالمياً" وهي أصوات ثابتة شديدة الإزعاج شبيهة بأصوات الآليات والمعدات الصناعية الثقيلة وتتكون من موجات صوتية مسموعة وأخرى غير مسموعة، تتسبب بهلاك للخلايا العصبية والدماغية. مضيفين ان الاستماع لهذا النوع من الأصوات لا يسبب الإدمان، لكن له آثاراً سلبية مدمرة كإحداث خلل وعدم تركيز في خلايا الدماغ، فضلا عن أضرار في الأذن." فيما الخوف من ان يقود النوع من الملفات الصوتية إلى إدمان لدى المتلقي على المخدرات الحقيقية، حيث نشر العديد من الدراسات حول التخوف من ان تقود تلك الموسيقى الى المخدرات الحقيقية. هل وصلت "المخدرات الرقمية" الى مصر … أكد عمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى، أن الصندوق لم يرصد حتى الآن أي حالات إصابة بالمخدرات الرقمية في مصر، وأنه تم التواصل مع الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بوزارة الداخلية والتي أكدت أنها لم تضبط أو تسجل أي حالة. جاء ذلك في حوار أجراه مع وكالة أنباء الشرق الاوسط بشأن المخدرات الرقمية، وهل من المتوقع انتشارها في مصر مثل وسائل المخدرات التقليدية، خاصة بعد إنتشارها في لبنان وبعض الدول الأخرى، والأنباء التي تواردت حول وفاة أول حالة جراء تعاطيها المخدرات الرقمية في السعودية. وأضاف أن عدم ظهور أي حالة حتى الآن لا يعنى عدم وجود حالات بشكل قاطع، كما لا يعنى أيضا أن الصندوق لا يقوم بالتوعية أو عدم التحذير منها، حيث قام بتوعية المتطوعين بالصندوق للاستعداد للتعامل مع أي حالة قد تظهر لهم أو الرد على استفسار من الشباب يتعلق بهذا النوع الحديث من المخدرات، مشيرا إلى أنها انتشرت بشكل كبير في لبنان وتواردت بعض الأنباء عن الاشتباه في وفاة حالة بالسعودية ولكنها لم تؤكد حتى الآن. وأوضح أن الصندوق يطور من أدواته ووسائل التوعية الخاصة به كما يطلع على أحدث انواع المخدرات العالمية حتى يستعد للتعامل معها متى ظهرت في مصر.