صفحة أطفال مفقودة هى أكبر صفحة متخصصة فى نشر صور الإطفال المختطفين والمتغيبين في العالم العربى والتى إستطاعت أن تعيد أكثر من 145 مابين اطفال مخطوفة أو كبار متغيبين عن ذويهم مما أعاد لتلك الأسر الحياة مرة أخرى ونظرا لإيمان الصفحة وجميع المتطوعين بها بأهمية دور المجتمع المدني في تحقيق العدالة الإجتماعية والحفاظ على حياة الأطفال خاصة ممن قادهم قدرهم وحظهم العثر الى دور رعاية الأيتام قرر المهندس رامى الجبالى مؤسس الصفحة أن يقوم بعمل حملة كشف حساب لكل دور الأيتام فى جميع محافظات مصر.. عن تفاصيل هذا الحساب وآلية تنفيذه كان لنا معه هذا الحوار . فكرة كشف الحساب تعنى مراجعة الجهة التى نحاسبها عن مسئولياتها وواجباتها .. فهل هذا هو ما ستفعله فى دور الأيتام ؟ بالضبط فصفحة أطفال مفقودة أصبحت واحدة من أكبروأهم الصفحات المسئولة عن الأطفال فى العالم العربى كله وبعد أن وفقنا الله فى أن نعيد عدد كبير جدا من الأطفال والمفقودين الى ذويهم أصبح لنا متطوعين فى كل مكان بالجمهورية بل وخارج مصر أيضا ومن ثم قررنا أن نستكمل ما بدأناه بمتابعة ومراجعة كل دور الأيتام فى مصر بجميع محافظاتها والمقصود بكشف حساب هنا ليس المراقبة على تلك الدور ولكن متابعتها لنراجع معهم كم طفل خرج من عندهم متفوق علميا أو رياضيا أو فنيا وكم طفل وصل الى مرحلة التعليم الجامعى خاصة إن معظم دور الرعاية تتسلم الأطفال من عمر يوم واحد ومن ثم فأداء الدار وإسلوب تربيتهم وتعاملهم مع الأطفال هو الذى يجعلنا نستطيع أن نحكم عليهم إن كان أداءا موفقا أم العكس . ولكن على حسب معلوماتى هناك أطفال يتم تسليمهم لدور الرعاية وهم فى أعمار كبيرة ؟ حتى هؤلاء من السهل تقويمهم وإعادة تربيتهم من جديد فأطفال دور الرعاية إسمهم أولاد مصر ومن ثم فلابد أن يتبناهم المجتمع المصرى كله ويتولى الحفاظ عليهم بجانب الدور التى يقيمون فيها أما التربية الفعلية فهى مسئولية الدار ومشرفيها وهؤلاء هم من سنراجعهم فصاحب أى دار أيتام طالما أنه قرر أن يقيم هذا المكان عليه أن يكون على قدر مسئوليته ومن وجدناه مقصر سنحاسبة ومن وجدناه يقوم بواجبه كما ينبغى سنساعده . وكيف ستتم آلية تنفيذ "كشف حساب " خاصة أن عدد دور الأيتام فى مصر ليس يتجاوز ال 450 دار ؟ كما قلت لك نحن لدينا فى الصفحة أكثر من 8000 متطوع فى جميع محافظات الجمهورية ولدينا أيضا قائمة بكل دور الأيتام فى مصر بعناوينها وفروعها وتفاصيلها وكل ما يدور فيها وبناء عليه قررنا أن يبدأ متطوعى الصفحة بعمل زيارات ودية مفاجئة لتلك الدور نرصد من خلالها حال الأطفال وأداء الدار والإسلوب الذى تتبعه فى تربيتهم والمشاكل التى تواجههم ومستوى نظافة وصحة وتعليم الأطفال وما هى الأسباب التى تجعل معظم أطفال تلك الدور يلتحقون بالتعليم المتوسط والفنى وما هى الأسباب التى لاتجعلهم يستكملون دراستهم فى الجامعة هذا طبعا الى جانب إننا سنركز أيضا على شكل الهيكل الإدارى وما إن كان مكتمل أم لا وهل هناك إهمال مستندى بمعنى إنه من المفروض إن أى زائر يقدم تبرعات للدار سواء كانت مادية أو عينية فلابد من أن يأخذ إيصال بتلك التبرعات حتى يثبت دخولها الدار وحتى نضمن أيضا إنها لاتتم سرقتها أو وضعها فى المخازن لإعادة بيعها مرة أخرى لصالح بعض المشرفين عديمى الضمير. آلا يمكن أن يتم خداع متطوعى كشف حساب بالظهور بشكل نموذجى أثناء الزيارة فقط ؟ لا طبعا مستحيل وذلك لأكثر من سبب أولهم إن أى واحد منهم سيدخل الدار كزائر عادى كما إنهم سيذهبون فى أوقات مختلفة ومفاجئة ومن ثم سيصبح من الصعب إخفاء أى إهمال أو التستر عليه وطالما تلك الدور خاضعة لرقابة الدولة والمجتمع فأنا بصفتى مجتمع مدنى سأقوم بدورى الرقابى من أجل حماية هؤلاء الأطفال وإذا وجدت أى إنتهاكات أو تقصير سأعرضه على الناس مسجل صوت وصورة وعلى المجتمع كله أن يتحرك لأننا هنا لاندافع عن حقوق الأطفال الأيتام فقط وإنما نحمى مستقبل بلدنا وأولادنا من طفل قد تقوده تلك المعاملة السيئة أو الجهل أو العنف الى أن يخرج للمجتمع كمتسول أو بلطجى أو حرامى يعتدى على إبنى أو إبنك فى يوم من الأيام لذا فبدل من عقابه وقتها الأفضل هو أن نساعد على تربيته كمواطن فاضل يفيد المجتمع ككل . وماذا عن دور وزارة التضامن الإجتماعى والذى يمثل دور الدولة أيضا؟ وزارة التضامن تحاول أن تقوم بدورها وبالفعل لها محاولات لايستهان بها ولكن أيضا دور المجتمع المدنى فى منتهى الأهمية لأنه صاحب العدد الأكبر والتأثير الأهم يعنى مثلا نحن كمجتمع مدنى بعد مراقبتنا لمجموعة دور أيتام بمصر الجديدة صاحبتها "مسنودة" اكتشفنا إنتهاكات مخيفة لدرجة إنها أصبحت تتخلص من الأطفال بمجرد بلوغهم سن الخامسة عشر لإن المتبرع غالبا ما يتعاطف مع الأطفال الصغيرة أكثر وبناء عليه تقوم بإلقاء الكبار فى الشارع ثم تذهب الى قسم الشرطة لتحرر لهم محاضر تغيب وسرقة وتسول أو دعارة بالنسبة للبنات ثم تتصل بوزارة التضامن لتبلغهم بإن لديها مكان جديد "فاضى" تستطيع أن تستقبل به طفل صغير مما يضمن لها نسبة تبرعات أكبر وقد قامت صفحة أطفال مفقودة بتصوير فيديوهات صوت وصورة لكل الإنتهاكات التى تحدث فى الدور الخاصة بها وأبلغنا وزارتى الشئون والتضامن والغريب إن وزارة التضامن نفسها شكلت لجنة مكونة من 28 فرد ذهبت الى هذه الدور وبعد ما حققت فى تلك الفيديوهات أكدت على إنها رصدت تجاوزات أكبر بكثير من تلك التى إكتشفناها نحن وقد وعدونا إنهم سيحلون مجلس الإدارة خلال إسبوعين هذا الكلام كان من أربعة أشهر تقريبا وحتى الأن لم يحدث شىء ومازالت التجاوزات والإنتهاكات فى حق الأطفال مستمرة بشكل أكثر عنفا . معنى ذلك أن دور حملة كشف حساب سيكون رقابى فقط ؟ ليس بالضبط فنحن بجانب الرقابة سنقوم بمساعدة الأطفال وتلبية إحتياجاتهم الصحية والتعليمية كما أنه هناك دور أخر فى منتهى الأهمية وهو ما سبق وقمنا به بالفعل وهو إننا سنأخذ صور للأطفال التى تم وضعها فى دور الرعاية فى سن عامين وثلاثة أعوام لننشرها على الصفحة عندنا فهناك عدد كبير من هؤلاء الأطفال تم خطفهم أو تاهوا من أهاليهم وعندما تم تسليمهم الى أقسام الشرطة قاموا بتوزيعهم على دور الأيتام وتلك الدور لاتنشر صور الأطفال بالرغم من أن أهاليهم قد يقضوا عمرهم كله فى البحث عنهم ونحن بالفعل إستطعنا أن نعيد أطفال الى أهاليهم بعد غياب أكثر من 8 و9 سنوات عن طريق إعادة نشر صورهم وقت تغيبهم و الأن حتى تعرف عليهم أهاليهم وإستلموهم بالفعل . وماذا عن الدور الذى يمكن أن تقدمه لكم الدولة ؟ أولا وقبل كل شىء أن تساعدنا فى تنفيذ الرقابة بشكل رسمى ومحاسبة المخطىء والمقصر بشكل رادع حتى يفكر من تسول له نفسه بالتقصير ألف مرة قبل أن يرتكب أى إنتهاك فى حق هؤلاء الأطفال المساكين وثانيا أن تساعدنا على أن نخلق داخل هؤلاء الأطفال إنتماء حقيقى للدولة يعنى مثلا نحن نطالب من دور الجيش أن تتبنى هؤلاء الأطفال فنيا ورياضيا فلك أن تتخيلى أن بطل الجمهورية فى الكنغوفو تحت 12 سنة طفل من دار رعاية أيتام والمدرب الذى قام بتدريبه رفض أن يأخذ أى مقابل لذا فلو قامت دور الجيش بمساعتنا فى تربية الأطفال رياضيا وفنيا ستكسب الدولة مواطن صالح شريف متفوق لديه إحساس بالإنتماء وأعتقد أنه آن الأوان لمراجعة حساباتنا فى حق هؤلاء الأطفال فدور رعاية الأطفال فى مصر لها أكثر من 60 سنة ومع ذلك فطوال تلك المدة لم يخرج منها طبيب ولا مهندس ولا مخترع ولا رياضى آلا يبدو هذا غريبا ودليل على كم الإنتهاكات التى تحدث فى حقهم والتى لابد أن تنتظر لها الدولة بعين الاعتبار.