يعتبر ورد النيل من أكثر الحشائش المائية انتشاراً فى مصر منذ جاء به أحد أفراد أسرة "محمد على" كنبات لزينة نافورات القصور وما تبقى من بذور ألقى بها فى ماء النيل ، مما تسبب فى انتشار هذه النباتات الشرهة للمياه. وقد كان الفيضان يجرفها إلى مياه البحر كل عام ،الذى لا تتحمل ملوحته فيخلص النهر منه ولكن بعد بناء السد العالى أصبح ورد النيل من المشكلات التى تهدد المجارى المائية ليس فى مصر فقط ولكن فى أكثر من 50 دولة حول العالم. وتعتبر شهور الربيع والصيف هى موسم التكاثر لورد النيل ، ويقل فى الخريف، ويختفى فى الشتاء، ويتكاثر النبات بمعدلات سريعة جداً خاصة فى الحرارة وقلة الملوحة وكثرة المخلفات كمخلفات المصانع والأسمدة. ويعتبر ورد النيل من النباتات الشرهة فى امتصاص المياه ،حيث يتسبب سنوياً فى فقد أكثرمن 3 مليارات مترمكعب، أى ما يعادل 59 مليون مواطن مصرى من المياه سنويا وبما يساوى 150 لتراً يوميا من نصيب الفرد فى دولة كمصر تعانى نقصا وفقرا مائيا . إلى جانب إعاقته لحركة الملاحة النهرية ، وتأثيره على تكاثر الأسماك لإعاقته أشعة الشمس من المرور إلى قاع المياه،كل هذه المشكلات جعلت الكثير من الدول تحاول التوصل إلى حلول للتخلص من هذا النبات الشرس. ففى الولاياتالمتحدة استخدموا ورد النيل فى تنقية المياه ، وفى اليابان استخدموه فى رى نباتات الزينة عن طريق استخلاص المياه التى بداخله. ولكن ماذا عن مصر ؟ هل هناك محاولات للإستفادة منه ؟ غير تطهير الترع والمجاري المائية منه بالجرافات ؟ "نعم" فبجهود مصرية وفريق بحثى كبير تمكن الدكتور حازم حسن على بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى من نقمة إلى ثروة قومية . حيث بدأ الفريق البحثى فى وضع الخطوات الأولى بمعرفة أماكن تجمع ورد النيل فى مجرى النهر ودراسة أسباب غزارة تكاثره بهذه المناطق الملوثة بالصرف الصحي والصناعي والزراعي، وتحليل النبات لمعرفة نسب العناصر الموجودة بها ثم قام الفريق البحثى بأخذ عينات من ورد النيل من أماكن أقل تلوثا، وتحليل النبات بعد فصل مكوناته من أوراق، ساق، جذور، لمعرفة سبب تركز العناصر السامة، بكل منها وأعيدت التجارب بعد تجفيف النبات ،ثم بعد عصره مرة آخرى، ليتم بعد ذلك إجراء التجارب والتحاليل على المياه الناتجة من عصر كل جزء من النبات على حده. وبعد عام من البحث وإجراء التجارب والتحاليل المعملية المعتمدة والموثقة بالمركز القومى للبحوث . والتى تمت فى مصر لأول مرة على ورد النيل ، كانت النتائج مبشرة جدا بالقضاء على هذا النبات الشره، والذى يرى كثير من العلماء أن التخلص منه بالتجريف هو الحل الأمثل . ولكن هذه التجارب تؤكد أنه ثروة قومية يمكن الاستفادة منه، مما دعى الفريق البحثى للتقدم بتسجيل براءة اختراع بوزارة البحث العلمى، فى تدوير مخلفات ورد النيل واستخدام أجزاء منه بطرق اقتصادية فى صناعة الأعلاف . وكذلك إنتاج وقود صلب بديل للفحم الطبيعى وقد تم إنتاج عينات من العلف باستخدام ورد النيل تحت إشراف المركز القومى للبحوث واختباره فى عدة حظائر مواشى وبعدة محافظات بنتائج مبهرة حيث العلف المنتج باستخدام ورد النيل يمتاز بالآتى: 1 – علف طبيعى من المخلفات الحيوية النباتية. 2- يحتوى على الأحماض الأمينية الاساسية والكربوهيدرات بالإضافة إلى المعادن ومضادات الأكسدة اللازمة لكل أنواع الحيوانات . 3- بديل طبيعى لدريس البرسيم لاحتوائه على نسبة عالية من البروتين تتراوح بين 16% و26%. 4- أرخص من الأعلاف المناظرة المتوفرة من الأسواق. وبهذه النتائج يكون لورد النيل فائدة كبيرة بدل من كل المشكلات التى تحدثنا عنها مقدما، وبالاعتماد على هذه الدراسة فيمكن:- 1- توفير أكثر من ثلث مياه النيل التى يمتصها ورد النيل سنويا وزيادة كفاءة تنقية المياه. 2- حماية البحيرات الشمالية ورفع كفاءة تدفق النهر عبر الترع والمصارف إليها. 3- زيادة كفاءة استخدام أراضى طرح النيل وروافد الترع والمصارف والبحيرات والتى تتراكم بها نواتج التطهير. 4- رفع كفاءة الملاحة النهرية. 5- توفير الآلاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرةوتدريب العمالة على طرق حديثة لاستخراج ومعالجة المخلفات الناتجة. فهل يمكن الاستفادة من هذه الدراسة المصرية وهل نأمل أن يتم القضاء على مشكلة ورد النيل بطرق نافعة وتعود بالإيجابية على اقتصادنا المصرى .