رغم التعليمات المشددة من الرئيس عبدالفتاح السيسي. لرئيس الحكومة. ووزير الموارد المائية والري. بمكافحة ورد النيل وإيجاد وسائل مبتكرة للقضاء عليه لاستهلاكه كميات هائلة من المياه. وإغلاقه للترع والقنوات. إلا أن "الري" مازالت تضع يديها في الماء البارد. رغم مرور أكثر من شهر علي التكليفات. توقع البعض أن الري ستدفع بكل معداتها للقضاء نهائياً علي ورد النيل. الذي يستهلك النبات الواحد منه أكثر من 4 لترات مياه يومياً. إلا أن التكليفات مازالت قيد البحث. مما يؤدي لضياع عشرات الملايين من الأمتار يومياً من المياه. يقول حمودة إسماعيل: تسبب تراكم ورد النيل وانتشاره في انخفاض منسوب المياه. وظهور مشاكل مزمنة في مشكلة مياه الشرب والري. خاصة أنه من النباتات المائية الشرهة لامتصاص المياه. وتؤدي إلي تعطيل حركة الملاحة النهرية. ويضيف محمد عبدالواحد.. شيخ الصيادين بالجيزة.. أن تكاثر نبات ورد النيل يقضي علي الثروة السمكية في مياه النيل. لأن الأسماك لا يمكنها التعايش والتكاثر في وجوده لأنه يقلل نسبة الأكسجين في المياه مما يهدد الأحياء المائية. ويعيق حركة الملاحة والصيد. بالإضافة إلي أن استخدام المعدات في رفع نبات ورد النيل وإزالة الحشائش. يؤدي إلي رفع طبقة الطين والنبات الذي تتغذي عليهما الأسماك. مما يؤكد أن عمليات التطهير لا تؤتي ثمارها علي الوجه الأكمل. مما يتسبب في عودته مرة أخري بمجرد انتهاء الوزارة من تطهير الترع. حيث يظهر من جديد ولكن بشكل أشرس يهدد الأهالي والزراعات المناخية الموبوءة. ويكشف عويس عبدالفتاح.. صياد.. أن توقف الفيضانات ساهم بشكل كبير في انتشار نبات ورد النيل. لأنها كانت غسيل سنوي. بطريقة طبيعية تساعد علي إزالة الحشائش. ونبات ورد النيل والمخلفات التي تساهم في تغذية هذا النبات. ويؤكد محمود شعبان.. صياد.. أن نمو ورد النيل علي أسطح الأنهار والترع والمصارف والقنوات والمستنقعات يؤدي لإعاقة حركة الملاحة والصيد. وسد الترع. وتعطيل الري. وتتجمع أسفله قواقع البلهارسيا. ويعتبر مأوي للزواحف والثعابين. خاصة في فصل الصيف. وهذا ما يؤكده إبراهيم سعيد.. بمركز قلين بمحافظة كفرالشيخ.. ويقول: إنهم يعانون حالياً من قلة مياه الري بسبب تراكم ورد النيل في مياه المصارف التي تروي الأراضي. وقد تم إحضار شفاطات من المحافظة لرفع المياه من المصرف لزراعة الأراضي. مطالباً بتدخل الدولة لسرعة رفع ورد النيل والمخلفات التي يتغذي عليها. ويشكو صابر كريكة.. مزارع.. من عدم توافر المعدات والعمال لرفع المخلفات التي تزيد من تراكم وتكاثف ورد النيل. وقد تم تطهير مصرف قرية الشقة بمركز قلين. إلا أنه عاد للظهور مرة أخري. مما يتسبب في إهدار المياه وبوار الأراضي الزراعية. وبالتالي يؤثر علي الإنتاج والاقتصاد الزراعي. ويستغيث محمد زكي.. مزارع.. بالمسئولين لسرعة التدخل وإيجاد حل جذري لمشكلة تراكم نبات ورد النيل التي تتفاقم كل يوم. وتؤثر علي الثروة الزراعية والاقتصاد القومي. كما يؤثر بشكل كبير علي مياه الشرب وتقليل منسوب مياه النيل. ويشير الدكتور محمد سعيد. وكيل معهد بحوث الأراضي والمياه إلي أن نبات ورد النيل قد تم إدخاله إلي مصر من قبل الإنجليز في فترة الاحتلال الإنجليزي علي اعتبار أنه زهرة جميلة للزينة. ولم يكن لديهم علم بأنه يتكاثر ذاتياً. وبالفعل تكاثر وانتشر مع حركة الملاحة. حيث يحدث لها تقطيع وهذه القطع تسير مع المجري الملاحي وتستقر وتتكاثر وتنتشر في نهر النيل وفي المساقي والمراوي لدي الفلاحين. وأصبح مصدراً للتلوث في نهر النيل. ويضيف: هناك كراكات مخصصة لإزالته. وللأسف تفشل دائماً في السيطرة عليه. مما يتسبب في إهدار كميات كبيرة من المياه. ويعيق عمل الصيادين وتضيع عشرات الملايين من المترات يومياً.. ويوضح أن هناك محاولات للتغلب عليه بتطهير الترع. علاوة علي عمل ترع أسمنتية في مناطق الاستصلاح الجديدة. كما فكر بعض الفلاحين في استخدامه والاستفادة منه بطريقتين.. الأولي: تحويله لكمبوست. ويؤخذ كسماد طبيعي.. والثانية يستغل كعلف للمواشي والدواجن من خلال عمل أبحاث عليه وتحليله. نتيجة تواجده في الترع والمجاري المائية. ويصب فيها صرف صناعي. وصرف صحي. والذي يتم إلقاؤه بدون معالجة. فيمتص النبات المياه والعناصر الثقيلة. مما يحوله لنبات سام ومسرطن أحياناً. لاحتوائه علي الرصاص والنيكل والكادميوم والزرنيخ والسيزيوم والزئبق. والتي تسبب الأمراض الخطيرة مثل الفشل الكلوي والكبد والسرطان وحساسية الجلد لارتفاع تركيز هذه العناصر. لذا أصبح التخلص منه الخيار الوحيد. ويكشف أن الطريقة الأفضل للتخلص منه هي الطريقة الميكانيكية من خلال إنزال الكراكات والحفارات في الترع والمصارف. وتقوم بتنظيف المياه. وهي مكلفة جداً. وتتم بشكل سنوي. والمفترض أن يتم التنظيف علي طول مجري نهر النيل. مع ضرورة مشاركة جميع أجهزة الدولة للقضاء عليه مع المراقبة والمتابعة المستمرة لعدم عودته مرة أخري.