رغم مرور أكثر من أسبوعين علي تكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسي لوزير الموارد المائية والري د.محمد عبدالعاطي بإزالة حشائش ورد النيل من المجاري المائية للحفاظ علي الثروة المائية من الضياع.. إلا أن هذه الحشائش مازالت تفترش مساحات كبيرة من النيل بل وتحولت لسرطان يأكل الأخضر واليابس وتعوق وصول المياه لجميع الأراضي. الكارثة ان ورد النيل لا يكتفي بأنه يلتهم مواردنا المائية إلا أنه يهدد الثروة السمكية ويصيب المواطنين بأمراض الجهاز الهضمي. وتم تصنيف "ورد النيل" كأسوأ عشب في العالم وتتكلف مكافحته سنوياً 40 مليون جنيه.. والأزمة انه يستهلك 4 لترات ماء. ورد النيل هو نبات مائي موسمي ينمو ويطفو فوق المياه العذبة إلا أنه مشكلة كبيرة وذلك لما يستهلكه من كميات هائلة من الماء الصالح للزراعة ويعوق حركة الملاحة والصيد ويسد المجاري المائية كالترع والمصارف كما أنه يستهلك الأكسجين الذائب في المياه مما يهدد حياة الأسماك والكائنات المائية.. بالاضافة إلي انه يأوي العديد من القواقع مثل قواقع البلهارسيا والزواحف والثعابين غير ان ورد النيل والحل الوحيد للتخلص منه بالاستفادة منه في الصناعات المختلفة كصناعة الاعلاف والأخشاب ورغم ذلك إلا أن هناك بعض التحفظات من استغلاله في هذه الصناعات ولكن ترك النبات يمثل مخاطر وأضراراً للمواطنين وحتي هذه اللحظة فلم يقدم أحد علي التخلص منه حتي الآن وكانت المكافحة اليدوية والميكانيكية والكيماوية هي الطرق التي كانت متبعة في مصر حتي عام 1990 وكانت تتم عن طريق وزارة الموارد المالية والري وظلت هذه المكافحة تكبد الدولة ما يزيد علي 40 مليون جنيه سنويا حتي صدر قرار بمنع استخدام المواد الكيماوية في جميع المسطحات المائية بمصر عام 1990 واستمرت بعد ذلك الميكانيكية واليدوية في الترع والمصارف. النبات الواحد من ورد النيل يستهلك 4 لترات ماء مما أدي لنقص منسوب المياه وزيادة الطحالب التي تؤدي للإصابة بأمراض الجهاز الهضمي. المثير في الأمر ان كاسحات الري تقوم بإلقاء نبات ورد النيل علي حافة الترع والمجاري المائية بعد رفعه مما يهدد بعودتها مرة أخري. أكد د.محمد عبدالعاطي وزير الموارد المائية والري أن الوزارة قامت بإسناد عملية تطهير ونزع الحشائش بشمال فرع رشيد عن طريق الأمر المباشر لشركة الري للأشغال العامة التابعة للشركة القابضة للري والصرف وقد قامت الشركة بالدفع بأسطول من المعدات والحفارات المحمولة علي صنادل للسيطرة علي الحشائش بشمال الفرع حيث بلغ عدد المعدات 20 حفاراً وذلك للحفاظ علي مياه نهر النيل من الهدر والتلوث وحماية المجري المائي من تداعيات نبات ورد النيل ورفع كفاءة التصرفات المائية المطلوبة لري كافة المحاصيل الصيفية في مختلف المحافظات شمال الدلتا وخاصة محافظات النهايات. أشار عبدالعاطي إلي ان الوزارة تقوم بصفة مستمرة طوال العام بتطهير مجري الفرع من الحشائش ونباتات ورد النيل وذلك من خلال المناقصات العامة وأعمال التشغيل الذاتي باستخدام معدات الوزارة وذلك بإجمالي تكلفة 8 ملايين جنيه سنوياً حيث تقوم الوزارة حالياً بتنفيذ أعمال التطهير اللازمة بجنوب فرع رشيد عن طريق مقاولي القطاع الخاص وكذلك استخدام معدات الوزارة ويعتبر المجري في زمام جنوب فرع رشيد نظيف تماما من الحشائش ونبات ورد النيل. أكد المهندس صلاح عز رئيس قطاع حماية وتطوير نهر النيل أن فرع رشيد يتسم باتساع السهل الفيضي وضحالة مياهه مما يجعله بيئة مناسبة لنمو الحشائش بصفة مستمرة علاوة علي وجود "5" مصارف تصب علي الفرع ومياه هذه المصارف محملة بالصرف الصحي من القري التي تمر بها "مصارف الرهاوي وتلا وزاوية البحر. وسبل والتحرير الجنوبي" وهذه المياه بيئة مناسبة لنمو حشائش ونباتات ورد النيل.. علاوة علي قيام الصيادين بوضع الأقفاص السمكية داخل الفرع والتي تعد من مصادر التلوث التي تقوم الادارات بإزالتها وتعد الأعلاف التي تستخدم لتغذية الأسماك داخل الاقفاص السمكية بيئة خصبة لنمو نباتات ورد النيل ويعتبر فرع رشيد أكثر مناطق مجري نهل النيل كثافة في تكوين الحشائش بمختلف أنواعها العائمة والغاطسة والجرفية. كما أعلنت الري أنها قامت بالتنسيق مع الادارة العامة لشرطة البيئة والمسطحات تنفيذ إزالة الحشائش وورد النيل من البر الشرقي لجزيرة الوراق حيث كان الصيادون يعترضون تنفيذ الأمر وفي نفس الوقت تم تنفيذ 3 قرارات إزالة "لبش حشائش" قام الصيادون بزراعتها لتربية الأسماك بالمخالفة للقانون رقم 12 لسنة 84 والقانون رقم 48 لسنة 82 والحملة مستمرة لتنفيذ الأمر وباقي قرارات الازالة. أعلنت مديرية الري بالبحيرة رفع حالة الاستعداد إلي الدرجة القصوي بعد وصول كميات كبيرة من نبات "ورد النيل" إلي منطقة محطات الرفع ب "العطف" في مركز "المحمودية" تحسباً لحدوث أعطال محتملة نتيجة تكدس النباتات أمام مآخذ المياه الخاصة بالمحطات.. وغطت نباتات "ورد النيل" المسطح المائي لنهر النيل بالمحمودية تماما وبكميات كبيرة جداً وغير مسبوقة وسط مخاوف من أن تؤدي لحدوث أعطال أو كسر بالمواسير الرئيسية. أكد مصدر مسئول بالري انه تم تطهير المسطح المائي بنهر النيل بمركز المحمودية بطول 5 كيلو بعد انتشار النبات أمام مآخذ المياه بمحطات الري والشرب وذلك لضمان عدم تلوث المياه بسبب ما يحمله النبات من مواد عالقة قد تضر بالصحة العامة. حذر كيميائيون بمحطات مياه الشرب من أن "ورد النيل" أكثر النباتات التي تحمل طيوراً نافقة وبقايا أسماك شبه متحللة من مخلفات الصيد وهو ما يستدعي أخذ الحذر خلال عملية تطهير النيل وتوسيع مجال التطهير داخل خزانات المياه ووجود فنيين أمام صفايات مآخذ المياه بتلك المحطات. تعتبر محافظة كفر الشيخ أكبر المحافظات التي تعاني من انتشار ورد النيل ويرجع السبب إلي عدم تطهير المجاري المائية خاصة الترع والمصارف ومجري نهر النيل فرع رشيد في العديد من المناطق إلي ظهور ورد النيل بكثافة شديدة حتي تحول إلي مشكلة حقيقية لأنه يلتهم كميات كبيرة من مياه الري ويمنع وصول المياه إلي جميع الأراضي خاصة الواقعة في نهايات الترع والمصارف خاصة بمركز دسوق وتسبب في توقف عمليات الصيد تماماً. في نفس الوقت أعلن مركز البحوث المائية التابع لوزارة الموارد المائية والري نجاح مشروع تنموي رائد لانتاج الغاز الحيوي والسماد العضوي من ورد النيل بعد أن اصاب النهر وأصبح ظاهرة خطيرة تسببت في أضرار فادحة لشبكات الري والصرف للاستفادة منه باعتباره مصنفاً بأسوأ عشب مائي في العالم ولكن المشروع مازال حبيس الادراج وتتبع الري الطرق التقليدية في مكافحة نبات ورد النيل. قال الدكتور محمد عبدالمطلب رئيس المركز ان انتاج الغاز الحيوي من المخلفات العضوية "النباتات. وروث الماشية" يعتبر تقنية بسيطة نسبياً وملائمة لظروف الريف في معظم الحالات لتلبية المتطلبات الأساسية من الطاقة كما انها توفر سماداً عضوياً جيداً لرفع الانتاجية الزراعية اضافة إلي كونها وسيلة مهمة تساهم في تحسين المستوي الصحي والاجتماعي ووقاية البيئة. أوضح عبدالمطلب أن تقنية انتاج الغاز الحيوي تعتمد علي خلط النباتات المائية "ورد النيل" و"الروث الحيواني" لإنتاج غاز حيوي نظيف وانتاج مادة عضوية مخمرة عالية الجودة عديمة الرائحة يكمن استخدامها كسماد عضوي جيد. أشار رئيس المركز إلي أنه تم الحصول علي الغاز الحيوي ليتم استخدامه في الطبخ والإنارة اضافة إلي السماد الحيوي الناتج من هذه العملية واحتوائه علي نسبة عالية من النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم والعناصر الثقيلة والذي يمكن استعماله بشكل مباشر أو تجفيفه واستخدامه وقت الحاجة. كما أعد المعهد دورة تدريبية لتدريب كادر من روابط مستخدمي المياه بقرية دسونس بالبحيرة علي تقنيات انتاج الغاز الحيوي حيث أظهرت الأبحاث العلمية التي قام بها المعهد نجاح انتاج الغاز الحيوي الناتج من خلط 25% وروث حيواني مع 75% نبات ورد النيل المفروم.