منذ الثلاثاء الماضى وبعد إعلان التشكيل الجديد للمجلس الأعلى للثقافة لعام 2025 قامت الدنيا وقعدت .. وربما لم تقعد حتى الآن وحدث جدل كبير حول مستقبل الحياة الثقافية فى مصر. البعض يرى أن غالبية أسماء أعضاء اللجنة العليا للمجلس متقدمون فى السن، وهو ليس تقليلًا منهم، فهم قامات ثقافية لها تاريخ طويل وإسهامات فكرية يفتخر بها. ولكنها لا تتناسب مع متطلبات العصر الحالي، خاصة أن الثقافة بصفة عامة وخاصة تواجه تحديات غير مسبوقة بسبب التطور التكنولوجى السريع بدأ مع ظهور أنماط ثقافية جديدة، ويطالبون بإتاحة الفرصة للأجيال الشابة والشخصيات المثقفة الجديدة فى جميع المجالات، حتى ينجح المجلس الجديد من خلال جيل جديد من المبدعين الذين يمثلون طموحات المرحلة المقبلة فى التحديث والتطوير الذى يتماشى مع تحولات العصر الحديث. والبعض الآخر يرى أن التشكيل الجديد للمجلس اعتمد على كبار المبدعين الذين اكتمل عطاؤهم الأدبى والفكرى وصاروا يمثلون مرجعيات يحتكم إليها، وأن الشباب حتى لو مبدعين فهم لا يزالون فى طور التشكيل والنضج وغير مؤهلين للحكم، خاصة أن اللجنة العليا للمجلس هى التى تحدد المسار المناسب للثقافة بخبرتهم فى مجتمعنا، وهى الجهة التى تحدد جوائز الدولة المختلفة مما يحتم ضرورة وجود الخبرة اللازمة للتقييم.. والأهم أن اللجنة العليا لم تقص الأجيال الجديدة أو الشباب المبدع فسيشاركون بجميع لجان المجلس لمناقشة القضايا الثقافية والفنية والعامة ثم ترفع آراؤهم وتوصياتهم للجهات المسئولة. وهذا الجدال لا أعتقد أنه يمثل أزمة، بقدر ما يؤكد على أهمية وجود توازن بين التجربة والخبرة والكفاءات الجديدة والشابة لنصل فى النهاية لرفع المستوى الثقافى الذى يتواكب مع التطور الثقافى المناسب لمجتمعنا ولثقافتنا وتاريخنا. ■■■ الإبداع العربى للمرة المليون وتأكيدا على أهمية دور المهرجانات الفنية والرياضية، قررت الهيئة الوطنية للإعلام برئاسة الزميل الصحفى أحمد المسلمانى رعاية مهرجان الإبداع العربى الذى سيقام بالقاهرة فى منتصف شهر ديسمبر القادم. وذلك للمساهمة فى تدعيم الفعاليات الثقافية والفنية وتنشيط السياحة وازدهار الاقتصاد ببلدنا. وهو ما يجعلنا نشكر الهيئة لمجهودها فى تعزيز حضور القاهرة فى المشهد الثقافى العربي. وإلى الأمام يا مصر.