يستهلك ما يقرب من 3 مليارات متر مكعب من حصتنا المحدودة من مياه النهر سنويا.. ويعتبر المأوي الآمن لمختلف أنواع المخلوقات الضارة من زواحف وثعابين وقواقع البلهارسيا.. انه ورد النيل الذي ادخله الخديو توفيق الي مصر بغرض وضعه ببرك المياه حول قصوره بغرض الزينة إلا انه انتقل الي مجري النيل وراح يتكاثر بسرعة رهيبة.. ومنذ ذلك الحين ومجري النيل يختنق بفعل هذا القاتل الناعم.. وفي محافظة كفر الشيخ يعاني اهالي مركز دسوق من الانتشار الرهيب لورد النيل، حيث يكاد يغطي مجري النهر تماما.. مما دفع اهالي دسوق خاصة الصيادين الي التجمهر والمطالبة بتطهير المياه من هذا القاتل الذي يعيق حركة قوارب الصيد والمعديات علاوة علي تسببه في انتشار الثعابين بالمناطق المحاذية لشاطئ النهر.. ونظرا للخطورة الشديدة لورد النيل قامت هيئة الثروة السمكية بنشر بيان يوضح اضراره واسباب انتشاره.. ويؤكد البيان ان خطورة هذا النبات تكمن في ان النبتة الواحدة تنتج في الشهر الواحد 48 ألف نبتة أخري بما يشبه سرطانا خرافيا يؤدي إلي تبخير كميات هائلة من المياه قدرتها الدراسات الحديثة في مصر ب 3 مليارات متر مكعب من المياه سنويا. كما أنه يسد الترع والمصارف تماما، ويعيق حركة الملاحة والري، ويؤدي إلي نقص الأكسجين الذائب في المياه بما يهدد حياة الأسماك والكائنات البحرية. يقول إبراهيم عبد العظيم »صياد»: لانجد مكانا نصطاد فيه بعد ان غطي ورد النيل سطح المياه بالكامل.. وعندما توجهنا الي المسئولين وعدونا بحل المشكلة.. ولكن لم نر اي خطوة علي ارض الواقع. ويري إسماعيل أبو الفتح »صياد» ان المشكلة ستظل قائمة ما لم تتغير طريقة مكافحة ورد النيل.. ويوضح ان ما يتم حاليا هو إخراج نباتات ورد النيل من مجري النهر عن طريق حفارات محمولة علي صنادل، ويتم وضع النباتات علي ضفاف النهر لتعود مرة اخري الي الماء وتتكاثر.. وبالتالي فان هذه الطريقة في مقاومة ورد النيل غير مجدية. ويقول محمد المعناوي »مدرس»: اصيبت حركة المعديات التي تنقل المواطنين بين ضفتي نهر النيل بالشلل التام واصبحت غير قادرة علي اختراق الدرع المنيعة التي كونتها نباتات ورد النيل.. وعلي المواطنين الراغبين في الانتقال الي الجانب الاخر من النهر ان يركبوا سيارات اجرة بتعريفة مضاعفة وتستغرق اكثر من نصف ساعة في الطريق.. في حين كانت الرحلة بالمعدية تستغرق 5 دقائق بحد أقصي. ويشكو محمد عسكر »طالب» من انتشار الثعابين والفئران بالمنطقة الموازية لمجري النهر بسبب انتشار ورد النيل الذي يعد مأوي لهذه الحيوانات الضارة علاوة علي انبعاث الروائح الكريهة الناتجة عن تعفن النباتات والحيوانات الميتة التي تملأ »لبش» ورد النيل. أعمال المقاومة من جانبه يقول المهندس أحمد رمزي وكيل وزارة الزراعة بكفر الشيخ: إن القضاء التام علي ورد النيل أمر في غاية الصعوبة حيث ان نبتة واحدة كفيلة بانشاء مستعمرة كاملة من ورد النيل خلال أيام معدودة.. مشيرا إلي ان المبيدات كانت تستخدم فيما مضي لمقاومة ورد النيل ولكن تم منعها لما تسببه من أضرار جسيمة علي صحة الانسان والحيوان ..ويتم حاليا مكافحة ورد النيل بالطريقة الميكانيكية داخل مجري النيل عن طريق الحفارات التابعة لوزارة الري.. أما مقاومته داخل الترع والمصارف فانها تقع ضمن اختصاص وزارة الزراعة والتي تقوم بتأجير حفارات وعمال لتطهير هذه المجاري المائية مرتين كل عام. ويؤكد المهندس شوقي كريم رئيس الإدارة المركزية للري بكفر الشخ ان مشكلة ورد النيل ستنتهي خلال أسبوع واحد فقط حيث يكثف المقاول المسئول عن تطهير مجري النهر عمله وتمت زيادة عدد الحفارات التي تقوم بعمليات التطهير الي 12 حفارا لانهاء المشكلة في أقرب وقت ممكن.. ويضيف انه تمت معاقبة المقاول المسئول عن اعمال التطهير بخصم اكثر من 300 ألف جنيه من مستحقاته لتقاعسه عن تطهير النهر في الفترة الماضية.