نرمين البنبى صديقة عمر وعزمتنى على العشاء فى منزلها بعد ترك البرنامج ماسبيرو ملىء بالكفاءات.. والتطوير مرهون بتغيير القوانين واللوائح القديمة ستة سنوات من النجاح المتواصل، وتحقيق أعلى نسب الاستماع الصباحية، لكن بدون مقدمات وفجأة قرر محمود الفقى مقدم برنامج "إصحى للدنيا" على راديو مصر أن يضع نقطة ويبدأ من أول السطر مع برنامجه الجديد "بين قوسين"، فماذا عن كواليس هذه الخطوة وهل هناك خلاف بينه وبين نرمين البنبى كما تقول الشائعات فى ماسبيرو؟ هذا ما نعرفه معا فى سطور الحوار التالي: لماذا توقفت فجأة عن تقديم "إصحى للدنيا" رغم نجاح البرنامج؟ السبب هو برنامج "بين قوسين" الذي بدأت أقدمه مرة أسبوعيا على راديو مصر "هواء" ابتداء من الشهر الماضي. لكن هل يٌعقل أن تترك برنامجا يوميا ناجحا مثل"إصحي للدنيا" من أجل تقديم برنامج أسبوعي حتى لو كان مباشرا على الهواء؟ التغيير سنة الحياة، والتجديد مطلوب دائما، وأنا من الناس الذين يؤمنون بأن ثبات الإنسان في مربع ومنطقة واحدة يعيد خطواته للخلف، فخلال عملي وتجربتي في برنامج "إصحي للدنيا" مع زميلتي وصديقتي العزيزة نرمين البنبى وجدتُ أنني قدمت كل ما يمكن تقديمه، خاصة أن فترة عملي بالبرنامج كانت في فترة من أهم وأخطر الفترات الزمنية التي مرت في تاريخ مصر، كانت هناك ثورة شعبية كبيرة بحجم ثورة 25 يناير، تلتها فترة حكم انتقالية للمجلس العسكري، ثم تبعها سيطرة الإخوان علي الحكم، إلى أن انتهت الأمور بثورة شعبية كبيرة في 30 يونيو، ثم رئيس مؤقت، ثم رئيس منتخب، وأخيرا تشكيل مجلس النواب، وما بين كل ذلك مرت مصر بأحداث دموية في الشارع، وحرب بلا هوادة علي الإرهاب في سيناء، وحكومات تذهب وأخرى تجىء، الآن الأمور أصبحت أكثر استقرارا وهدوءا. انتشرت شائعات في ماسبيرو تقول :إن سبب رحيلك من البرنامج هو خلافك مع نرمين البنبي .. هل هذا صحيح؟ الناس ليس وراؤها غير الكلام والشائعات، أنا ونرمين أصدقاء، وهي رفيقة سلاح كما يقال، ومن سمع آخر حلقة قدمت فيها "إصحى للدنيا" يعلم مدى قوة ومتانة صداقتي بنرمين، فنرمين كانت تبكي على الهواء أثناء تقديمي لزميلي أحمد الموجى الذي يقدم البرنامج بدلا مني، وبالمناسبة الأسبوع الماضي كنت معزوما على العشاء أنا وزوجتي في منزل نرمين بدعوة كريمة من زوجها. أحمد الموجى الذي يقدم"إصحي للدنيا" مكانك .. هل كان من ترشيحك؟ لا طبعا الزميل أحمد الموجي جاء بترشيح من إدارة المحطة برئاسة الإعلامية مآثر المرصفي، وعلى المستوى الشخصي أحمد إنسان مهذب ومتواضع جدا، وإعلامي شاب لديه طموح. لكن هناك العديد من المستمعين لم يتعودوا على البرنامج بشكله الجديد ويطالبون بعودتك .. هذا من خلال المداخلات التليفونية التي يستقبلها البرنامج يوميا .. فما تعليقك؟ أقدر طبعا مشاعر المستمعين، خاصة أن مذيع ومستمع الراديو له طبيعة خاصة، فعندما يحب مستمع الراديو صوت وآداء المذيع الذي يسمعه تحدث بينهما ألفة وصداقة وود، وبعد فترة يشعر المستمع أن المذيع صديقه أو قريب له والعكس صحيح، و6 سنوات أُصبِّح فيهم علي مستمعي راديو مصر هى فترة ليست بالقصيرة، لكن أنا واثق أن المستمعين سيحبون أحمد الموجي كما أحبونني. لماذا تقدم برنامجك الجديد "بين قوسين" على أنه مجلة وليس برنامجا؟ لأن شكل فقرات البرنامج أشبه بالمجلة أو الدورية الصحفية، لذلك أعتبر "بين قوسين" مجلة إذاعية أسبوعية، تصدر كل يوم سبت من الساعة 6 إلى 8 مساء. هل هناك تفكير لزيادة عدد حلقات البرنامج؟ فكرة البرنامج وشكله ومضمونه قائم علي أنه حلقة واحدة أسبوعيا. من كان صاحب فكرة "بين قوسين"؟ فكرة البرنامج كانت نتاج ورشة عمل شارك فيها وكان على رأسها مآثر المرصفي مديرة راديو مصر. لماذا اخترت اسم "بين قوسين" للبرنامج؟ لأنه كما هو معروف صحفيا ولغويا أن الجمل والأشياء المهمة تُوضع بين قوسين لتوضيحها أو لفت انتباه القارئ لها، وهذا ما أحاول فعله في البرنامج فهو مناقشة وفتح لجميع الملفات التى تشغل تفكير الرأي العام. هل تتوقع أن يحقق "بين قوسين" نفس نسب النجاح والاستماع التي حققها "إصحى للدنيا" من خلال المؤشرات الأولية؟ أعتقد أن جميع أشكال المحتوى الإذاعى المقدمة على راديو مصر ناجحة، وليست البرامج فقط إنما أيضا نشرات الأخبار، فنحن المحطة الإذاعية الأولي في النشرة الإخبارية والتغطية المباشرة، وأيضا الأوائل في برامج الهواء والبرامج المسجلة، وكما استطاعت إدارة وفريق عمل المحطة تحقيق النجاح فى كل ذلك، إذن أكيد إن شاء الله نستطيع إنجاح "بين قوسين". كنت دائما صاحب إطلاق العديد من المبادرات في "إصحي للدنيا" .. فهل ستستمر علي نفس النهج في برنامجك الجديد؟ طبعا فالمبادرات لم تكن مجرد عمل أقوم به، بل كنت أشعر أنها واجب مهني ودور مجتمعي يجب أن أقوم به. هل سيقدم مذيع آخر البرنامج معك؟ قرار مثل هذا يعود لإدارة المحطة وليس لي شأن فيه. ما الذي تتوقعه لماسبيرو في ظل تولى صفاء حجازي رئاسة إتحاد الإذاعة والتليفزيون؟ أخطر مشكلة تواجه ماسبيرو هي الاعتماد علي لوائح وقوانين وشكل تنظيمي موجود بالمبني منذ عقود وفترات طويلة، يعود بعضها إلى فترة الستينات بعد إنشاء التليفزيون دون أي تطوير أو تعديل، فنجد أن من ينتج ويحقق أرباحا للمبني والإتحاد يتساوى في الأجر والهيكل الوظيفي مع من لا يعمل، ومن ثم يجب علي أي شخص يجلس علي كرسي رئيس إتحاد الإذاعة والتليفزيون أن يغير من تلك اللوائح حتى يستطيع تحقيق النجاح. لكن حتى لو تغيرت اللوائح والقوانين هل يمتلك ماسبيرو الكفاءات القادرة علي إنجاحه؟ ماسبيرو ملئ بالمواهب في شتي القطاعات، والسوق الإعلامي هو من يقول ذلك، فنجوم الإعلام الخاص معظمهم من أبناء ماسبيرو أو علي الأقل بدأوا مشوارهم الإعلامي من التليفزيون أو الإذاعة المصرية بجميع محطاتها، وخير دليل على أن ماسبيرو قادر علي المنافسة هو محطة راديو مصر، فالمحطة رغم الإمكانيات البسيطة المتاحة وظهور عدد من المحطات الإذاعية الخاصة المنافسة بإمكانيات أكبر إلا أن راديو مصر يحقق أكبر وأعلى نسبة استماع وجذب للإعلانات.