بدأ رشدي صبحي حياته العملية فى خمسينيات القرن الماضي موظفا حكوميا، لكنه سرعان ما تمرد علي الوظيفة "الميري" واحترف التجارة في سلع وخدمات متنوعة لم يكن من بينها السلاح في ذلك الوقت،و لم يعرف توكيلات الأفراد والشركات الخاصة إلا بعد أن أصبح التسليح أمريكيا . لكن هذه القاعدة لم تخل من الاستثناء فكثيرا ما كانت الحكومة المصرية تلجأ إلي شركات غربية للحصول علي معدات وآليات لا توفرها التكنولوجيا الروسية، ومن ثم قبلت الحكومة المصرية بوجود وسطاء وسماسرة وكان أول من خرق تلك القاعدة رشدي صبحي ، و لم تكن مسيرته العملية علي ما يبدو سهلة فقد أفلس ثلاث مرات في حياته لكنه نجح في استرداد ما فقد، خاصة بعد أن ترك البلاد وعاش في لندن وبدأ في تجارة السلاح, وفي أوائل ستينيات القرن الماضي كشف رشدي صبحي عن أعماله الخفية عندما باع للجيش المصري أتوبيسات وسيارات مرسيدس. وأكد الصحفي عادل حمودة فى برنامجه "كل رجال الرئيس" أن رشدي صبحي أكبر تاجر سلاح عرفته منطقة الشرق الأوسط ، وكان قريبا من كل مصادر السلطة في مصر من عهد السادات إلى عهد مبارك، وأضاف أن مصير كل تجار السلاح باستمرار غريب ونهايته الموت, ومنهم عدنان خاشقجي الذي كان ينام فقط في الطائرة لأنها كانت أكثر مكان آمنا له، وأوضح حمودة أن مصر ليس بها تجار سلاح لكن هناك وكلاء سلاح وكل وكيل سلاح يعمل طبقا لقواعد وأصول الدولة التي يعمل بها على عكس التاجر الذي يعمل لمصلحته الخاصة فقط، وبين أن رشدي صبحي أهدى الرئيس الراحل أنور السادات سيارات مرسيدس مصفحة للحماية ولذلك عينه السادات ضمن وفد حكومة مصر لدى البنك الدولي وأهداه مشروع هضبة الأهرامات الذي توقف فيما بعد.