يستعد المسلمون لآداء زكاة الفطر قبل نهاية الشهر الكريم، وفى هذا التوقيت تزداد إعلانات الفضائيات التى تحض الصائمين على دفع الزكاة للمستشفيات والجمعيات الخيرية من خلال ارسال رسالة فارغة بقيمة الزكاة المطلوبة ادفع زكاتك ب "رسالة محمول" فى شهر رمضان لمؤسسة "كذا" واعرف إنك ممكن تساعد محتاج، إرسل رسالة بسيطة بكام جنيه .. رسالتك أكيد هتساعد وهتفرح طفل مريض ما تتردش وابعت بسرعة.. هذه واحدة من ملايين الرسائل التى تبث يوميا للناس فى الشهر الكريم للحض على دفع الزكاة من خلال رسالة SMS . المشكلة الأخطر ليست فقط فى ارتفاع نسبة المشاركين فى مثل هذه الخدمة وإنما فى حالة الاستسهال التى دفعت بالبعض إلى الاعتقاد بأن الزكاة، وهى ركن من أركان الإسلام، أصبحت بضغطة زر! .. فقط عليك أن تشحن هاتفك بكارت فئة 10 جنيهات .. ادفع منهم 5 للزكاة والباقى للدردشة مع الأصدقاء .. فى البداية هذه الظاهرة ليست جديدة، فمنذ سنوات تدعو عدد من الجمعيات والمؤسسات الخيرية لدفع زكاة الفطر من خلال المحمول، عبر إرسال رسالة نصية خالية إلي رقم معين، علي أن يتم تحويل سعر هذه الرسالة بالتنسيق مع شركة الاتصالات لحساب الجمعية الخيرية، التي تتولي بدورها إنفاقها وتوظيفها فى أعمال الخير.. فهل بذلك يكون المسلم قد أدى فريضة زكاته؟ فضيلة الشيخ الدكتور عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر الشريف، يجيب على السؤال المطروح، قائلا: أولا الزكاة ركن من أركان الإسلام، وهى حق للفقير فرضه الله سبحانه وتعالى فى مال الغنى، حيث قال تعالى "وفى أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم"، والزكاة يتوعد الله مانعها بالعذاب الأليم حيث قال" يوم يحمى عليها فى نار جهنم فتكوى بها جباههم ..." لهذا نحن أمام ركن ركين من أركان الإسلام يستوجب العذاب فى حالة التقصير من هنا فإن الاستسهال بهذه الطريقة المذكورة لا محل له لذلك ينبغى على المزكى أن يعرف أين ذهبت زكاة ماله وزرعه او زكاة فطره أو زكاة الذهب والفضةن ونقول أن الأولى بها دائما هم الفقراء ففى كل حى وفى كل شارع أو منطقة سكنية هناك فقراء معروفون ومعلومون أولى بالزكاة بالطريق المباشر. ويضيف الأطرش، أن هذه الشركات أو الجمعيات التى تقوم بجمع الزكاة عن طريق المحمول أو ما شابه تقوم بدور الإنابة أى أنها مجرد وسيط ومن قبل بالإنابة فإن الزكاة تصبح دينا فى عنقه إذا ما وصلت إليه وعليه أن يؤديها بنفس الغرض الذى دُفعت من أجله، بمعنى أنك إذا دفعت رسالة محمول فارغة بقيمة خمسة قروش لتكون زكاة مال فعلى المؤسسة او الجهة الخيرية أن تقوم بدفع نفس القيمة للسائل والمحروم كزكاة مال وهكذا، أما ان يخرج من هذه القيمة رسوم إدارية او فائدة لشركات المحمول فهذا يخل إخلالا شرعيا بركن الزكاة وهو أمر لا يصح ولن تُقبل الزكاة بهذه الطريقة. ومن ثم فإن المزكى عليه أن يعلم جيدا أن زكاته وصلت لمستحقيها لكن المشكلة أننا لا نتأكد هل وصلت الزكاة أن لا وما مقدار الأموال التى نقصت منها تحت بند رسوم او رواتب موظفين، علما بأن العاملين عليها لهم الحق فى جزء منها. ويذكر رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر، أن جمع الزكاة برسائل المحمول من أجل شنط رمضان أو موائد الرحمن أو ما شابه أيضا أمر لا يصح فكما ذكرنا وقلنا أن الزكاة يجب أن يتم صرفها وفقا للغرض المطلوب منها فزكاة المال يجب أن تخرج مالا للفقير وعليه أن يصرفها هو كيفها شاء ووفقا لاحتياجاته، أما ما يدخل من حصيلة هذه الرسائل فى بناء المستشفيات أو المساجد وخلافه فهذا جزء من ثمانية أجزاء ويأتى تحت بند "فى سبيل الله" فى الآية التى تقول "إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم " أيضا المساجد والمستشفيات تُبنى من أموال الصدقات والتبرعات أما الزكاة فتذهب للفقراء والمحتاجين.