"يا بركة النبوية والسبع بنات".. هذه الجملة تتكرر على ألسنة أهالي الدرب الأحمر وخصوصا بعد الحريق الهائل الذي شهدته المنطقة بغية حمام أعلى عقار سكنى ، وامتد منها إلى 9 منازل مجاورة، بحارتي عطفة حوش النمر والمدرسة، ما أدى إلى انهيار المنازل واحتراقها عن أخرها، ومصرع سيدتين وشاب «قهوجى»، وإصابة 40 من الأهالي، ومساعد شرطة من الحماية المدنية.. ولكن الكثير من الأهالي أكدوا أن المنطقة بأكملها كان من الممكن أن تنهار ولكن بركة النبوية والسبع بنات هي التي حافظت على المنطقة.. ولذلك كان علينا أن نعرف الحكاية.. فدلونا على مسجد النبوية..
وهو مسجد فاطمة النبوية حفيدة الرسول عليه الصلاة والسلام وابنة الحسين.. مدفونة في ضريح بالمسجد أصبح قبلة لكل من له حاجة، يأتيها الزائرون من كل مكان، ولكن أكثر ما لفت انتباهنا هو أن الأهالي يعتبرون ضريحها كعبة، حيث من يدخل المسجد يقف أمام الضريح وينحني ويقرأ الفاتحة وهو يطوف حول الضريح ثم يذهب للصلاة ويقول سعيد زكي- خادم المسجد-: السيدة النبوية لها كرامات عديدة، ويأتيها من يزورها من كل مكان في العالم، وهناك من يأتي من السعودية والسودان وكل الدول العربية، والكل يعلم أن" سرها باتع"، وقد جاءتني وأنا في هذا المسجد، وكنت نائما هنا ووجدت نورا يأتي ناحيتي ثم يعود، ومن حينها لم أترك المسجد وأنا في خدمته، ومن يأتي لطلب شيء ربنا يقضي حاجته، فهي أم اليتامى والمساكين، وصاحبة أول مؤسسة خيرية لرعاية أبناء شهداء الحرب، وفي ذكرى مولدها يزدحم الدرب الأحمر على أخره بالناس، ومن أشهر عادات الناس في مولدها الذي يستمر قرابة العشرة أيام أنهم يحرصون علي طهي العدس وأكل العسل الأسود في مولدها، وذلك لما اشتهر وتوارث في العادات الشعبية أنها كانت دائما تقدم العدس والعسل الأسود لزوارها، وكانت تحب أكلهما، ولذلك أصبح من عادات الناس توزيعهما على روحها للزوار في مولدها، كما أن الأهالي يسارع كل منهم علي إطعام الوافدين من قري الوجه البحري والصعيد بطعامها المفضل إحياء لذكراها، والحصول على بركة النبوية أما عن حكاية السبع بنات فيقول: هؤلاء السبع بنات كانوا يتامى تراعهم السيدة فاطمة النبوية، وعندما توفين دفنوا داخل مقامات في مكان هذا المسجد، ولكن عندما قامت الدولة بتجديد المسجد بنوا سورا على المقامات فلم تعد تظهر، ولكن ظللن في ذاكرة أهالي المنطقة ويتوارثون حكاياتهن وبركاتهن وحسب ما هو مدون داخل المسجد فالسبع بنات أخذتهن النبوية بعد كربلاء معها أينما كانت وتكفلت برعايتهن طوال حياتها ولم تفارقهن حتى تم دفنهن جميعا بجوار مقامها في مسجدها بالدرب الأحمر.