يطلقون عليه إمبراطور التوزيع ومع ذلك فهو لا يعترف بهذا اللقب حتى لا يتوقف عن الاستمرار في النجاح ، ولكننا نستطيع أن نقول إنه "بتاع كله" ..فمثلما أثبت سيطرته علي سوق التوزيع أثبت نفسه كمؤلف شاطر ومنتج محترف ومخرج حينما يحتم عليه الأمر.. نحن نتحدث عن وائل عبد الله الذي ستلتقون به من خلال السطور القادمة...
كيف جاء دخولك في مجال العمل الفني؟ والدي حسن عبد الله صاحب شركة أوسكار كان أول منتج مصري يعمل في مجال الإنتاج الخاص بدأه بالإذاعة ثم المسلسلات التليفزيونية وبدأت العمل معه في الإنتاج حتى قبل دخولي كلية التجارة ومارست كل المهن الفنية بيدي مما جعل لدي خلفيات في كل مهن العمل الفني ثم بدأت بالمشاركة في كتابة المسلسلات حتى بدأت بإخراج مسلسل "السحت" وكان والدي هو الذي رشحني لذلك وبعدها دخلت مع أخي لؤي في الإنتاج المسرحي ثم الإنتاج السينمائي وبعدها بدأنا في إنشاء دور عرض السينما. ولماذا لم تعد للإخراج مرة أخرى؟! لأنه يحتل كل الوقت لمن يقوم به وهو ما سيجعلني أتوقف عن عملي في الإنتاج والتوزيع والتأليف وبالتالي سأكون توقفت عن أكثر من مشروع لأقدم مشروعاً واحداً فقط. وكيف جاءت مرحلة الخوض في كتابة الأعمال السينمائية ؟! بدأت بالمشاركة في كتابة المسلسلات التي ينتجها والدي وبعدما دخلت في الإنتاج السينمائي وواجهت قلة السيناريوهات الجيدة بدأت أعمل علي مشاركة المؤلفين في الكتابة وكنت وقتها لا أهتم بوضع اسمي علي الفيلم وكنت أكتفي بأن يظهر العمل بشكل جيد وتكرر ذلك في الكثير من الأفلام حتى قمت بتأليف فيلم ملاكي إسكندرية وهذا لأنه فيلم ساسبنس وهي النوعية من الأفلام التي لا ينفع حكيها لمؤلف فكتبت الفكرة والمعالجة وتتابعها بالكامل وعندما لاقى العمل استحسان الناس شجعني لكتابة وتقديم باقي أفكاري. هل تقوم بتفصيل السيناريوهات التي تكتبها علي أبطالها؟ هذا يحدث كثيرا لأن هذا يعطي للفيلم ميزة غير طبيعية فعندما أكتب فيلم لبطل متعاقد معي علي أفلام مثلما حدث مع كريم عبد العزيز أو أحمد عز أو محمد رجب فأنا كمؤلف أعرف جيدا ما هي المنطقة التي يكون شاطر بها وأعلم إمكانياته فلا أحمله أكبر منها فأقوم باختيار فكرة جيدة وأهتم بأن يكون دوره جيداً بالفيلم كما أنه عندما يكون هذا الفيلم هو الثاني أو الثالث معي يعطيني الفرصة في الوصول مع البطل لمراحل متقدمة معه في عمله الفني فمثلا أحمد عز لم يمكن أن يقدم مسجون ترانزيت قبل ملاكي إسكندرية ولذلك فأنا أتعامل مع الممثل كمشروع وليس كبطل فيلم. إذن لماذا لا تكتب لشركات إنتاج أخرى بخلاف شركتك؟ لأن بمنتهى البساطة جحا أولى بلحم ثوره كما إنني لا أطرح نفسي كمؤلف في السوق فأكثر من شخص تحدث معي في أن أخرج أفلاما سينمائية ولكن أنا لا أسعى للتأليف كدخل بالنسبة لي فأنا أكتب أفلامي التي أنتجها لأني أستمتع بذلك وليس لأكون مؤلفا. ما سبب تلقيبك بإمبراطور التوزيع؟ هذه مسميات تطلقها الصحافة لتكريه الناس في بعضها، وللأسف أننا في مصر الناس تستفز من النجاح الزائد خاصة في مجال النقد مع وجود كم كبير من الصحف الصفراء يملأ الأرصفة كما أن النقد هذه الأيام أصبح قدرة الناقد علي الشتيمة وليس علي النقد المنهجي فهناك نقاد ليس فقط لا يصلحون للنقد ولكن لا يصلحون لأي شئ في الحياة . أنت لا تعترف بوجود منافسة ..لماذا؟ لا بالتأكيد يوجد منافسة فأنا إذا كنت كما يقولون إمبراطور التوزيع وأنا لدي قناعة بذلك فعمري ما سأرى أي عمل آخر حيث سأرى كل الأعمال من حولي فاشلة ولكن ما أتمناه أن أرى عملاً يعجبني وينال إعجاب الناس فيستفزني لكي أعمل ما هو أفضل منه فهذه هي المنافسة السليمة ولكن ليس من السليم أن كل شخص يسعى إلي إفشال الآخر،ولدي قناعة وهي إذا قام أحد بإنتاج فيلم من أجل الحصول علي قرشين من الداخل ومن بيع النيجاتيف فأنا لا أعترف به كمنتج ولكن المنتج الذي ينتج فيلم وفي رأسه خطة بعيدة المدى فهذا هو ما أعترف به وللأسف النوعية الأخيرة قليل جدا ما نجدها في مصر فعندما أنتجت ملاكي إسكندرية لم يكن هدفي إنتاج فيلم ينجح ولكن إضافة نوعية جديدة من الأفلام للسينما المصرية ينجذب لها جمهور الأفلام الأجنبي وكان ذلك في نفس الوقت الذي أنتج فيه لمحمد سعد فيلم بوحة ولكن التفكير لدينا هو أن محمد سعد نجح فالكل يجري ليمضي معه ولكن الجمهور الآن أصبح لديه وعي بأن ليس هناك بطل ينجح ولكن هناك فيلم ينجح وكل ما يفعله النجم هو مساندة الفيلم في الافتتاح. وما رأيك كمؤلف في موضوع ورش كتابة السيناريو؟ لقد فكرت في إنشاء ورشة سيناريو خاصة بي ولكن لم تنجح لأن الأفكار كانت مختلفة وأرى إننا أخذنا هذه الخطوة في وقت متأخر جدا عن الغرب لأنه كان يتم بدون أن نطلق عليه ورشة فكان المنتج والمخرج يجلسا مع المؤلف وأحيانا الأبطال أيضا ويشتركون في كتابة الفكرة ولكن لا توضع الأسماء كمؤلفين برغم أن هذه ورشة عمل وعندما أصبح لدينا ورش متعارف عليها أصبح الموضوع أفضل ولكن من المهم أن يستمروا ويقدموا أعمالا جيدة ولا تظهر بينهم "النفسنة" فكان يوجد مؤلفان صنعوا تيم رائع وللأسف المشروع فشل وهما سامح سر الختم ونادر صلاح الدين. ما سبب اهتمامك بإمضاء عقود احتكار مع النجوم الذين يعملون معك؟وكيف ترى ثمار ذلك علي أعمالك السينمائية؟ ثمار تلك العقود هي ظهور أبطال سينمائيين دخلوا علي الصناعة والذين إن لم أكن قد تعاقدت معهم علي فترة طويلة الأجل كنت سأتعامل مع كل فيلم كمشروع وينتهي ولكن عند وجود هذا العقد فيكون الفنان هو المشروع الذي يمتد معي طوال فترة العقد بأكثر من فيلم وعموما فكرة الاحتكار ليست في السينما فقط فالرياضة تعمل بهذا النظام بل أن النادي الذي يشتري اللاعب بعد انتهاء عقده يقوم ببيعه وهو ما لا يحدث في السينما والتي هي في النهاية صناعة التي من المشروع فيها نظام الاحتكار أما عن سبب أن الممثل خلال فترة العقد لا يعمل مع أي منتج غيري فحتى أكون أنا المسئول الوحيد عن نجاحي أو فشلي.