اهتمام شركات الإنتاج المصرى بالربح ورفعهم شعار "مكسب مضمون أفضل من مغامرة فنية لا يعرفون مصيرها" كان سبباً قوياً فى تجاهلهم لفكرة انتاج فيلم كارتون، بل تعدى الأمر لتعامل بعضهم باستهزاء عندما طرحنا عليهم سؤال حول سبب عدم تحمسهم لإنتاج هذه النوعية من الأفلام، برغم اهتمام الكثير من شركات الإنتاج العالمية خاصة فى هوليوود بها، بل ويشارك فى الأداء الصوتى بها نجوم الصف الأول هناك، اليوم السابع طرح الفكرة على المنتجين، ولكنهم تهربوا من فكرة المغامرة: "أنا مش عارف كارتون إيه اللى انتوا بتتكلموا عليه إحنا الشركة العربية للإنتاج والتوزيع السينمائى فى مصر يعنى ملناش علاقة بالأفلام دى" هذا ما ذكره عبد الجليل المستشار الإعلامى للشركة العربية الذى تحدث بسخرية شديدة عن هذه الأفلام، وأضاف أننا شعب يفتقد ثقافة فيلم الكارتون مقارنة بالسينما العالمية، وأن هذه النوعية من الأفلام توجه لجمهور محدد وتناقش موضوعات معينة، بالإضافة إلى أن تكلفة إنتاج فيلم الكارتون باهظة ولا تحقق الإيرادات المطلوبة. "فيلم الكارتون إذا قمنا بتنفيذه هنا فى مصر هيكون فيلم أى كلام، بالإضافة إلى أنها أفلام مكلفة وليس لها سوق" هكذا كانت وجهة نظر المنتج وائل عبد الله صاحب شركة أوسكار للتوزيع السينمائى الذى أوضح أنه حتى الآن لا يوجد لدينا أعمال نستطيع مقارنتها بالخارج لكى نخوض التجربة، كما أنه لم نسمع يوماً عن اتحاد شركتى إنتاج على سبيل المثال لتنفيذ فيلم كارتون كما يحدث بالخارج، ولكنه أشار إلى أنه ربما يتحمس لهذه المغامرة إذا عرضت عليه فكرة ناجحة، بالإضافة لوجود مصممين محترفين. "بدأنا نعمل كارتون فى مصر فى العامين الماضيين بالدليل وجود مسلسل سوبر هنيدى، وفيلم عن حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وشارك به أحمد السقا، وحنان ترك"، هكذا تحدث المنتج جمال العدل الذى يرى أن الكارتون بالنسبة له عمل عادى وليس به إبهار، وأن متعته الحقيقة تكمن فى اختياره الممثلين والمخرجين، لذلك لا يمكن أن يغامر فى إنتاج الكارتون، لأنه بهذه الطريقة سيكون دوره مهمش، بالإضافة إلى عدم امتلاكنا الخبرة فى هذا المجال التى تتمتع بها غيرنا من الدول مثل لبنان، حتى إن لهجاتهم تسيطر على جميع أعمال الكارتون حتى التى تأتى من الخارج وتبث على التلفزيون المصرى. المنتج محمد السبكى يقول: "عمرى ما فكرت فى الكارتون بس الحقيقة إن الأمريكان أفضل منا بكثير فى هذا المجال، لأنهم يمتلكون تقنيات وتكنولوجيا عالية فى تنفيذ هذه الأفلام"، مشيرا إلى أنه من الممكن أن يخوض مغامرة إنتاج فيلم كارتون، شرط أن يكون موضوعه غير موجه للأطفال فقط. المنتج صفوت غطاس عبر عن كرهه الشديد للكارتون، وتحدث بانفعال بالغ قائلاً: "سؤال غريب جداً كل واحد وله تخصصه والمفروض تروحوا تسألوا اللى بيشتغلوا كارتون"، موضحا أن أفلام الكارتون بصفة عامة ليست مطلوبة فى كل الأوقات، كما أن تكلفتها مرتفعة جداً، لذلك الأفضل أن يقوم الأجانب بإنتاجه، لأنهم لديهم قدرة على استرجاع ما أنفقوه سواء أكان أرباحا مادية أو معنوية لتحقيقهم شهرة ونجاح على مستوى العالم. لمعلوماتك.. تكلفة إنتاج فيلم الكارتون باهظة قد تصل سعر الدقيقة الواحدة فى تنفيذها إلى مليون دولار، ومدة الفيلم تبلغ حوالى 90 دقيقة أى ما يعادل 90 مليار دولار، وذلك بسبب تعدد المراحل التى يمر بها تنفيذ الفيلم من ناحية وكثرة عدد المصممين والمنفذين من ناحية أخرى.