سيدة تلقي خطبة الجمعة في أحد مساجد سويسرا وهي عارية الرأس .. وأخري تؤم والرجال والنساء في صلاة جماعة مختلطة .. وبين الخطبة والصلاة فاصل موسيقي !! .. هل شعرت بالصدمة ؟ عموماً قبل أن تبدأ في التعليق .. إقرأ الخبر أولاً .. السيدة اسمها إلهام مانع ، وهي تشير إلي نفسها باعتبارها باحثة وكاتبة يمنية تعيش في سويسرا، وقد قامت بإلقاء خطبة الجمعة الماضية فى صلاة مشتركة من الجنسين، وظهرت في الصور عارية الرأس وتجلس علي كرسي وكأنها في محاضرة ، بينما أمّت المصلين سيدة أخري اسمها حليمة جوساى مديرة مبادرة المسجد الشامل فى بريطانيا، بالإضافة إلى أنه كان هناك فاصلا موسيقيا ، ونشرت الباحثة إلهام المانع على حسابها الشخصى على مواقع التواصل الاجتماعى صور صلاة الجمعة المختلطة التى أمتها امرأة من مبادرة المسجد الشامل (مسجد للجميع) فى بيت الأديان بمدينة يرن السويسرية ، وتم أداء الصلاة كعمل جماعى مشترك، بينما أقامت دعاء الصلاة تمسيلا تقير، وكان الموسيقار الذى أدى مقطوعة موسيقية بالفاصل هو نهاد السيد، حيث عزف بعوده موسيقى وصفت بإنها " روحانية " .. أنتهي الخبر .. ونأتي للتفاصيل ، أمامنا الآن عدة اسماء سنتوقف عندها لنفهم أكثر ما بين السطور ، فمن قامت بنشر الخبر والتى ألقت خطبة الجمعة هي اليمنية إلهام مانع والتى ولدت في المحلة بمصر عام 1966 لأب يمني وأم مصرية وتنقلت بسبب ظروف عمل والدها الدبلوماسي بين مصر واليمن وألمانيا وإيران والمغرب والكويت، حازت على شهادة البكالوريس في العلوم السياسية من جامعة الكويت ثم على منحة فولبرايت أمريكية حصلت من خلالها على درجة الماجستير في السياسة المقارنة من الجامعة الأمريكية بواشنطن ، ثم انتقلت إلى سويسرا حيث حصلت على درجة الدكتوراه في السياسات الدولية من جامعة زيورخ ثم على درجة ما بعد الدكتوراه من نفس الجامعة، وعملت في المجال الصحفي لمدة ثمانية سنوات في إذاعة سويسرا ثم موقع سويس انفو العربي التابع لهيئة التلفزيون والإذاعة السويسري وتولت منصب نائبة رئيس القسم العربي بسويس انفو، قبل أن تتحول نهائياً إلى جامعة زيوريخ عام 2005. إضافة إلى عملها الأكاديمي، تعمل إلهام مانع كخبيرة لمنظمات دولية وحقوقية، إضافة إلى مؤسسات سويسرية حكومية ، وهي متزوجة من سويسري وأم لطفلة وتقيم في سويسرا بصفة دائمة ، لها مؤلفات بحثية وحقوقية بالعربية والإنجليزية والألمانية كما أن لها روايتان بالعربية عن دار الساقي ببيروت ، آخر كتاب بحثي صدر في لندن عام 2011 بعنوان الدولة العربية وحقوق المرأة: فخ الدولة المستبدة ، وتتميز كتاباتها بالليبرالية لدرجة يعتبرها البعض خارج حدود المألوف ، فعلي مدونتها كتبت منذ 3 سنوات بعنوان " مسجد شامل .. مسجد بدون تمييز " هذا النص : اليوم أريد أن احدثكما عن مسجد طالما حلمت به، وحدثتكما عنه في مقالات سابقة لي. عن مسجد لا يميز بين الإنسان. يحترم الإنسان ويقبل به كما هو، كما هي ، مسجد يقوم على مبادئ المحبة، السلام، المساواة، الحرية، والتنوع ، مسجد تصلي فيه المرأة مع الرجل. لا يفصل بينها جدار، لا يفصل بينهما حاجز. رجل، وامرأة يصليان أمام الخالق متساويان، تماماً كما خلقهما، خلقهما متساويان، في الكرامة والحقوق ، ولذا، تؤم فيه المرأة، كما الرجل، المصلين والمصليات ، مسجد لا يُسأل فيه المصلي والمصلية "إلى أي مذهب تنتميان" ، ومسجد يرحب بالمثليين من الرجال والنساء. نعم. من المثليين من الرجال والنساء ، يرحب بهما ويحبهما. تماماً كما خلقهما ويحبهما الله .. أعرف أن بعضاً منكما يهز رأسه الآن مستنكراً. رافضاً غير مصدق. ولعله سيلعن ، وغيره سيكفر، سيقول "كفرن. عن أي مسجد يتحدثن؟" كفرن بماذا؟ اطرح السؤال على من يكفرنا ، كل ما نطالب به هو مسجد، بيت لله، يحترم آدميتنا وإنسانيتنا ونحن نصلي " .. كما أن لها موقفاً واضحاً من الحجاب لخصته في جملة " الحجاب حمل لعبء قيم سائدة وأثقال تربية منغلقة ورمز ثقافة ذكوروية مريضة " وذلك ضمن نداء موجّه إلى المرأة المسلمة بعنوان "اخلعي الحجاب " ! كما أنها تنتقد الشريعة الإسلامية وقوانينها بطريقة تجعل بعض المتشددين يصدرون فتاوي بتكفيرها . أيضاً من قامت بإمامة المصلين هي حليمة جوساى مديرة مبادرة المسجد الشامل فى بريطانيا ، ولو رجعنا لكلام إلهام عن المسجد الذي تحلم به .. أشارت إلي أنها وجدته أخيراً في المسجد الشامل في بريطانيا .. حيث توجد حليمة جوساي والتى تقوم بإمامة المصلين منذ فترة ، أما الموسيقار الذى أدى مقطوعة موسيقية بالفاصل هو نهاد السيد .. وهو مصري كان الخريج الاول لبيت العود العربي عام 2000 ويعمل حالياً معيداً فيه . ومنذ 10 سنوات تقريباً كانت د. أمينة ودود، أستاذة الدراسات الإسلامية في جامعة فرجينيا كومونولث الأمريكية، هي أول امرأة تؤم وتخطب بمصلين رجالا ونساء في صلاة الجمعة ، وتطالب د. ودود - بحسب تعبيرها - بحق النساء المسلمات في المساواة مع الرجال في التكاليف الدينية كحق المرأة في الإمامة، وعدم ضرورة أن يصلي النساء في صفوف خلفية وراء الرجال باعتبار أن هذا الأمر هو ناتج عن "عادات وتقاليد بالية" وليس في الدين من شيء ، وجاءت هذه الخطوة برعاية ودعم جماعات إسلامية أمريكية تدعو إلى "حرية المرأة المسلمة" وتقوم بتنظيم مسيرات وفعاليات عديدة "لتعزيز مكانة المرأة والمطالبة بحقوقها التي منحها لها الله عز وجل" ، ود. أمينة ودود كانت قد ألفت كتاباً شهيراً بعنوان "القرآن والمرأة" تناولت فيه قراءة للنصوص القرآنية من خلال وجهة نظر نسائية تطرح فيها" حق المرأة في إمامة المسلمين، وترى ودود أن عدم إعطاء المرأة المسلمة هذا الحق هو أمر خاطئ "متجذر داخل المجتمعات الإسلامية دون أن يقوم أحد بمحاولات جادة لتصويبه" ، وترى ودود أنه من خلال الأبحاث التي قامت بها "أنه لا يوجد في سلوكيات النبي محمد عليه الصلاة ما يمنع أن تؤم المرأة المسلمين رجالا ونساء"، حسب اعتقادها ، وبعدها بفترة أمت سيدة مجموعة مصلين غالبيتهم من الرجال في صلاة الجمعة بإحدى مساجد مدينة أكسفورد البريطانية ، ووقتها قالت راحيل رضا – الكندية والباكستانية الأصل – في حديثها لقناة BBCأن النبي صلى الله عليه وسلم طلب من المرأة إمامة المصلين ولا يوجد في القران ما يمنع ذلك على حد وصفها ، وبعدهما أمت امرأة تدعى " جميلة الزيني" المصلين رجال ونساء مجتمعين في صلاة العيد، في أحد مساجد لوس أنجلوس بأمريكا، وظهرت في الصفوف أن الرجال يقفون بجوار النساء ويوجد من بينهم نساء غير محجبات، وبالطبع ما سبق واجه معارضة شديدة من معظم الدول الإسلامية ، وخاصة في السعودية والتى لم تسمح حتى عام 2011 بأن تؤم سيدة المصليات من النساء ، كما أكد كثير من رجال الدين – من بينهم الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق - أن صلاة الرجال والنساء في صف واحد فلا تجوز بحال، وأذان المرأة وتوليها خطبة الجمعة وإمامتها أيضاً لا يجوز .. وبالتالي إمامة الصلاة ورفع والأذان إذا قامت بهما سيدة فهما لا يجوزان شرعاً وباطلان ، أما الشيخ سالم عبدالجليل، وكيل وزارة الاوقاف السابق، فيقول إن الصلاة لها شروط ؛ منها ستر العورة في الصلاة، بمعني عدم ظهور الشعر أو أي شيء وأن السيدة الامريكية'' أني'' ومعها عدد أخر من النساء صلين وهم كاشفات الشعر والرأس، لافتا الي أنه ليس هناك نص قرآني يأمر بإمامة المرأة وبالتالي فإن امامة المرأة للرجال في الصلاة مخالف للشرع وباطلا لا يجوز ، بينما الدكتور خالد عًمران أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أكد أن مثل هذه الحالات تُعتبر "شو إعلامي" لحب الظهور ليس أكثر، وأن إمامة المرأة للرجل في الصلاة لا يجوز شرعاً، وعلى الرجل اعادة الصلاة مرة أخرى إذا أمته امرأة ، أوصى عُمران المسلمين في البلاد الأوروبية، بالتوجه إلى مواقع التواصل الاجتماعي لدار الإفتاء ومشيخة الأزهر لمعرفة أي معلومة أو من لديه أي استفسار ديني، حتى لا يتم ترويج أي معلومات غير صحيحة تمس الدين الإسلامي ، ويشار إلى أن أكثر علماء الإسلام اتفقوا على ذلك الموقف .. إلا أن الطبري وأبو ثور والمزني من الشافعية ومحيي الدين بن العربي من الظاهرية قد أجازوا إمامة المرأة للرجال استنادا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قد سمح "لأم ورقة" أن تؤم أهل بيتها فيما رد جمهور العلماء ذلك بأن المقصود إمامة أم ورقة لآل بيتها من النساء وانه خاص بها وحدها.