بميزانية بسيطة كان يمكن لطالب الجامعة في الخمسينات أن يتناول وجبة كاملة مع المشروب في كافيتيريا الجامعة بأسعار تبدأ من 10 مليمات وحتي 100 مليم "10 قروش"، وبقائمة طعام تتنوع بين سندويتشات الفول والطعمية حتي اللحوم والدجاج، مع المشروبات التقليدية آنذاك، الشاي والقهوة و"الكولا"، ولكن الأن وبعد مرور نحو 50 عاما يشكو الطلاب داخل الجامعة من ارتفاع الأسعار فى الكافيتريات وأنها لاتناسب مع مستويات شريحة كبيرة من طلاب الجامعة، حيث امتد ارتفاع الأسعار داخل جامعة القاهرة وعين شمس، وكل كافتيريا تضع أسعارا مختلفة عن الأخرى دون وجود ضوابط تحكمها، ومن الطبيعى أن يشكو الطلاب، لأنهم يدفعون كل ما فى جيوبهم لتصوير الأوراق وشراء الملخصات، والأهم المأكولات والمشروبات الباردة والساخنة وغيرها، فهذا الأمر فتح المجال أمام بعض الأشخاص الذين ينظرون للجامعة والطلبة على أنهما مصدر رزق كبير يمكن استغلاله وتحقيق أرباح طائلة من ورائه، سواء بالطرق المشروعة أو غير المشروعة. يقول محسن محمد، الطالب بكلية الآداب جامعة القاهرة :" إن أسعار الكافيتريات غالية جدا، وإنه يضطر للخروج لشراء الأكل من خارج الجامعة ، وإن ارتفاع الأسعار استراتيجية هدفها تجميع الفلوس من الطلاب، ولكن فى طلبة كتير مصروفهم قليل، ليس لديهم القدرة على التعامل مع هذه الكافتيريات". وتتفق معه هدى محمد الطالبة بكلية التجارة جامعة عين شمس:" فى أن الأسعار فى كافيتريات جامعة عين شمس مرتفعة، ولكنها بتضطر تشترى لأن مش بيكون في وقت علشان تخرج تشترى من بره الجامعة". ويشير هانى محمد طالب بكلية الحقوق جامعة القاهرة أنهم يفكرون جديا بدعوة الطلاب لمقاطعة تلك الكافيتريات فترة لغاية ما الأسعار تقل قائلا:" هذا الارتفاع استغلال للطلبة بكل المقاييس لأن المسؤليين عن ذلك يعرفون أن الطلاب يقضون يومهم فى الجامعة ويكونو مضطرين لشراء الغذاء منهم، وليس معنى أن هناك طلاب مش فارق معاهم السعر ومش حاسين بتعب أهاليهم فى الفلوس وبيشتروا وخلاص بدون مايكون ليهم موقف، أن يكون للكافيتريات موقف قوة". فى حين يؤكد عمرو أحد العاملين فى كافيتريا بجامعة القاهرة:" أن هذه الأسعار متفق عليها مع إدارة الجامعة، والأسعار غليت لأن الكافيتريات بتدفع فلوس كثير جدا للجامعة كإيجار سنوى تصل لنصف مليون جنيه ، ولضخامة المبلغ لا يقدر على تحمله إلا أصحاب رؤوس الأموال أو الشركات الذين لا يدخلون مشروعا إلا لتحقيق أرباح طائلة وليس مجرد أرباح عادية، وفى النهاية مين يدفع الثمن هو طالب الجامعة، حتى أجور العاملين فى هذه الكافيتريات لاتضاهى المكاسب الهائلة التى يحصلها أصحاب هذه الكافيتريات". ويوضح عمرو أن الكافيتيريا تحقق يوميا مكاسب كبيرة، فيقول:"مشروبات الشاى بمفردها قد تصل مبيعاتها يوميا إلى (4 آلاف جنيه) بخلاف باقى المشروبات العديدة، أما السندوتشات فتصل إلى (16 أو 20 ألف جنيه) بما يساوى سنويا (5 ملايين و760 ألفا )، ومبيعات الشيبسى والبسكويت وخلافه تصل إلى (50 ألف جنيه) يوميا أى شهريا (مليوناً و 500 ألف جنيه)، وهو ما يعنى (18 مليوناً ) جنيه سنويا". وهو ما يثير فى الذهن الاتهامات والأسئلة، فى جيوب من تذهب هذه المبالغ ؟ وهل الجامعة على علم بكل هذا التربح ؟ فهى مدانة فى الحالتين ، ففى حال كانت على دراية به فإن تأجير الأرض بهذا الثمن الرخيص يعد إهداراً للمال العام ، بجانب أنها تعد شريكة فى استغلال الطلبة، ومن جانب آخر ما المقابل الذى يعود على الجامعة من هذا السكوت ؟ هل يستفيد منه أفراد بعينهم