كتب - نور الدين عادل - نرمين السيد: يقع دير سمعان الخراز أعلى هضبة المقطم، وهو مكان محفور داخل الجبل يضم ست كنائس هم (كنيسة الانبا شنوده – كنيسة الأنبا برام بن زرع سريانى- كنيسة للملاك ومارى وحنا – كنيسة الانبا بولا والانبا انطونيوس- كنيسة مارى مرقص – كاتدرائية العذراء والقديس سمعان وهى اكبر كنيسة فى مصر حيث تحمل 20 الف شخص)، و 76 صورة محفورة، وتدور حول هذا الدير اسطورة متوارثة من قديم الزمن، يحكيها خدام الدير ورواده. قال “عم عادل جاد الكريم”خادم الدير: أن سمعان الخراز كان يعمل في دباغة الجلود وفي صناعة وتصليح الأحذية وكان رجلاً تقياً صالحاً، جاءت إلى دكانه يوماً امرأة لتعرض عليه حذاءها ليصلحه لها وبينما كانت تقوم بخلعه وقعت عينا سمعان على ساقها فاشتهاها، فللوقت قام بقلع عينه بالمخراز منفذاً بذلك بشكل حرفي إحدى وصاية المسيح التي يقول فيها : إن كانت عينك اليُمنى تعثرك، فإقلعها، وإلقها عنك.. لأنه خيرٌ لك أن يهلك أحد أعضائك، ولا يُلقى جسدك كله في جهنم"، وعندما بلغ الأمر للكنيسة قرر الكهنة مسامحته على ما فعل لأنه قام بذلك ببساطة ودون فهم حقيقي لرمزية الوصية. واضاف "عم عادل": ان كوكب الشرق السيدة "أم كلثوم" كانت من أهم الأسباب التي مهدت لبناء دير سمعان الخراز بطريقة غير مباشرة، حيث كانت تقطن في حى الزمالك المطل على نهر النيل و فى الجانب الاخر من النهر كان يعيش "الزبالين" او جامعى القمامه فى حى "إمبابه" وهذا الامر كان يصيبها بالانزعاج من شكل القمامه وهى فى فيلاتها بحى الزمالك، وخلال أحد الحفلات في منزلها وبحضور ألمع نجوم الفن والسياسة، اشتكت "أم كلثوم" لمحافظ القاهرة في عهد الرئيس جمال عبد الناصر وهو سعد زايد، الذي استجاب لها على الفور، ونقل 5000 أسرة إلى جبل المقطم، في ظروف قاسية بدون بيوت آدمية ولا مياه ولا مدارس ولا دور للعبادة. واشار "عم عادل " إلي ان أغلبية الأسر هناك كانت مسيحية، وظلوا على هذا الحال لمدة عامان، وبجانب الظروف القاسية انتشر بينهم شرب الخمر والمخدرات ولعب القمار، وفي أحد الأيام نزل أحد “الزبالين” لجمع القمامة من منطقة شبرا، وقابل أحد القساوسة بالصدفة فدعاه لأن يأتي لهداية الآخرين بعد أن ابتعد الجميع عن الله. فاستجاب القديس الملقب حالياً بالأنبا “سمعان إبراهيم” للدعوة، وبعد محاولات لمساعدة وهداية أهل المنطقة، ومحاولات عديدة ومتكررة لبناء كنيسة، تم بناء الدير تدريجياً حتى وصل إلى شكله الحالي ، وبات الدير ومنطقة“الزبالين” حوله مزاراً سياحياً من كل دول العالم. واستكمل "عم عادل" حديثه: تمكن جامعي القمامة يدوياً بإزالة 2مليون ونصف حجر لبنائه، وتهيئة القاعة التي تتكون من مدرجات نصف دائرية التي نري في أسفلها المذبح ، حيث يقع في الجانب الأيمن مقصورة تضم رفات القديس سمعان الخراز. وتابع "عم عادل" : "تتميز هذه الكنيسه ايضا بوجود بروز واضح بالسقف امام الهيكل لصوره السيده العذراء، وكل الصور منحوته في الجبل يدوياً،بواسطة شاب اسمه ماريو خواجة من بولندا، جه مصر عشان يترهبن ويخدم ربنا ,فلما جه حى الزبالين كانت هوايته يعمل صور على الخشب, فكان بيعمل صوره للقديس سمعان، فابونا شاف الصورة قالوا يا ماريو طب ما تيجى تنحت فى الجبل زى الفراعنة قالوا يا ابونا انا معرفش انا صغير، قاله الصغير بيكبر بنعمة ربنا تقدر، فرسم علي الجبل ونحت 76 صورة". واوضح "عم عادل" ان كنيسه السيده العذراء و القديس سمعان سميت بهذا الاسم تخليدا لمعجزة نقل جبل المقطم فى 27 -979 بصلوات القديس "سمعان الخراز" لإتمام هذه المعجزه، وذلك فى عهد البابا إبرام بن زرعه السريانى البطريرك. وشيدت هذه الكتدرائيه على مرحلتين: المرحله الاولى_ كانت عباره عن مغاره صغيره لا يزيد ارتفاع سقفها عن ارضيتها الا بمتر واحد، وكان يتردد عليها باستمرار الخدام للقيام باجتماعات الصلاه وطلب عمل يد الله فى الخدمه. المرحله الثانيه_ اكمل الله العمل بها واعدها ، إعدادا مباركا. وجهزت بمقاعد ثابته و قويه على هيئه مدرجات ربع دائريه و ذلك يوم 27 نوفمبر 1949 لتسع ما يقرب من عشرين الف مصل، وتعد الان اكبر كنيسه بالدير.