تعليق غريب من طالب جامعي علي أحد مواقع الانترنت ذكر فيه أنه كتب في ورقة الاجابة بامتحان الترم الماضي قصيدة شعر وخايف يسقط لو الدكتور قرأ الورقة كويس!! طرافة هذا التعليق دفعتنا للذهاب لجامعة القاهرة لنعرف هل بالفعل تحدث مثل هذه المواقف والطرائف فاكتشفنا الأخطر من ذلك .. وهو أن بعض الطلبة يفقدون الثقة في الأساتذة ويعتقدون أنهم لا يصححون كراسات الإجابة بتركيز لدرجة أن بعض الطلبة يكتبون أي رغي وبينجحوا ! والمسألة وصلت للأغاني ورسم القلوب وجوابات الاستعطاف والاستظراف وغيرها من الطرائف التي يؤكدها أساتذة الجامعة أنفسهم كما سنعرف من التحقيق التالي .. البداية كانت بجوار قاعة الامتحانات الكبري , وهو المكان المعروف عنه بأنه ملتقي الطلاب من كل الكليات , يقول حسام محمد (20 سنة ) الفرقة الثالثة كلية الحقوق : أنا تقديري الشعبي مقبول وأنا أصلا مش بتاع مذاكرة علشان كده عايز أنجح وأتخرج وخلاص .. والسنة اللي فاتت الترم الثاني في الامتحان كتبت للدكتور في سؤال عن حل قضية قانونية له : أعتذر عن حل القضية يادكتور أصل أنا بصراحة راجل مش بتاع قانون ولا محاكم ! وطبعا باقي الأسئلة كتبت أي ( تهييس ) وفي النهاية ( شلت ) المادة ! أما باسم عبدالواحد , الفرقة الثالثة كلية الحقوق فيقول : بصراحة في الامتحان ممكن أتذكر العناصر فقط وأنسي التفاصيل ومن هنا ممكن نكرر الكلام , أصل الواحد لازم يكتب أي حاجة علي الأقل يقول للدكتور أنا كتبت لدرجة إن واحد صاحبي في امتحان المنظمات يقول : جاءنا سؤال عن ( المحكمة ) فكتبت فيه أغنية المحكمة بتاعة الفنان سيد الشيخ !! والحبيبة طبعا بيكتبوا كلام حب ويرسموا قلوب بس دول مش فارقة معاهم خالص . وتقول عايدة علي (22 سنة ) الفرقة الرابعة كلية الآثار : في التاريخ الفرعوني أنا في مرة كتبت رأيي بأن ( الفلانتين داي ) كان أصله مصريا لأن الحضارة الفرعونية العظيمة صعب قوي تنسي موضوع مهم زي ده ! وأكيد كان عندهم آلهة للحب والجمال ! أما نسمة علي (21 سنة ) رابعة كلية الآداب فتقول : فيه واحدة زميلتي أعرفها كتبت قصيدة شعر من تأليفها ونجحت السنة اللي فاتت . يقول الدكتور صفوت العالم الأستاذ بقسم العلاقات العامة والاعلان بكلية الاعلام جامعة القاهرة : أخطر حيلة أصادفها في أوراق الاجابات أن الطالب يجيد كتابة فقرة معينة من كام سطر في سؤال وبعدها يذكر جملة معينة ثم يكرر الفقرة الماضية مرة أخري ، وبالتالي لو أنا فعلا لا أقرأ الورق جيدا يكون من السهل , أن أنخدع وهذا ما لا يحدث معي , أيضا هناك طالب يعمل لي سمك لبن تمر هندي ويقلب ويعيد ويزيد علي اعتقاد أن الدكتور يعطي درجات علي ذلك !! والمدهش أيضا أن هناك عددا من الطلبة يكتبون جوابات استعطاف وأحيانا جوابات شكر أو مبالغات في قيمتي وطبعا كل هذا الكلام لا يمكن أن يمر علينا بسهولة لكني أرغب في ان أقول إن ذلك ممكن يحدث في الكليات النظرية ذات الاعداد الكبيرة فمثلا مع ضخامة عدد الورق ممكن يكون الدكتور يصحح من فترة طويلة وعنده إرهاق والتزامات كثيرة , ومن هنا ممكن ينخدع أو يظلم ولذلك عندما يصل لهذه الحالة لازم يفصل علي طول ويشرب كوب شاي أو قهوة أو يتفرج شوية علي التليفزيون حتي يستعيد نشاطه مرة أخري وهناك مسألة مرتبطة بهذا الموضوع وهي أنه يوجد نوعان من الورق يأخذان في تقديري أطول وقت من الدكتور في أثناء التصحيح وهما : الورقة اللي محتمل صاحبها يرسب والورقة المرشحة للحصول علي تقدير امتياز هنا لازم نتأني , وبشكل عام المفروض يكون عند الأساتذة دقة عالية في الملاحظة وقدرة حصيفة علي التنقل بحركة العين بحيث يستطيع , أن يقرأ بسرعة ويكتشف ما تحتويه ورقة الإجابة سريعا . أما د . فوزية عبد الستار , الأستاذ بكلية الحقوق , جامعة القاهرة , فتقول : أنا شخصيا مرت علي مواقف كثيرة وطريفة منها أن الطالب يجيب عن سؤال ويكرره في أسئلة أخري متصورا أن الدكتور ينظر بسرعة علي الورقة , أيضا هناك طالب في إحدي المرات كتب لي أغنية شبابية في ورقة الإجابة فقمت علي الفور بإحالته للتحقيق لأن هذا التصرف يهدر من قيمة الأستاذ . وهذا الطالب أخذ جزاءه , أيضا هناك طالب ممكن يسرح بي يعني يؤلف ويكتب أي كلام في أي موضوع فمثلا يجاوب في سؤال معين إجابة ممتازة لكنها غير مرتبطة أصلا بهذا السؤال يعني اخترع سؤالا وجاوب عليه بمزاجه ! وطبعا هذه التصرفات ترجع لاعتقاد الطلاب أنه مع الأعداد الكبيرة ممكن نقلب ونصحح وخلاص لكن هذه مسألة مرتبطة بضمير كل أستاذ , أنا شخصيا أقرأ أوراق الإجابات بعناية وحتي لو لم تصادفني حكايات أو طرائف في أوراق الإجابة فأنا فعلا أكون مصدومة من طريقة كتابة الطلبة للأسف الأولاد قربوا يكونوا خواجات ويكتبوا عربي دون المستوي خالص وتركيب الجملة اختل تماما , ومن هنا أنا أحاسب الطالب علي اللغة الجيدة وصحة المعلومات والقدرة علي العرض المنطقي .