" كارت أحمر للرئيس .. رئيس جمهورية نفسي .. جمهوركية آل مبارك " وغيرها من الكتب التي منعت من النشر وتعرض أصحابها للتنكيل تتصدر الآن مبيعات الكتب في مصر وعليها إقبال كبير من الجمهور تفاصيل أكثر عن الكتب الممنوعة في عصر مبارك في السطور القادمة. عمر سيد صاحب مكتبة ' عمر بووك ستورز ' يضع ستاند كبيرا أمام مكتبته عليه لافتة مكتوب عليها أسماء الكتب الممنوعة من النشر قبل الثورة سألناه عن هذه الكتب وعن إقبال الجمهور عليها فقال : هناك العديد من أسماء الكتب كان يحظر وضعها علي الفاترينات حتي لا نتعرض نحن أصحاب المكتبات لمضايقات من قبل أمن الدولة وكانت أغلبها تتحدث عن مساوئ النظام أو تهاجم التوريث بشكل مباشر أو بشكل ساخر ومن أهمها بالطبع كتب عبد الحليم قنديل وعلاء الأسواني وإيهاب طاهر وغيرهم وكانت هذه الكتب إما أن يتم مصادرتها من المكتبات أو يتم إرغامنا علي دفع غرامات وهمية كنوع من العقاب لبيعنا هذه الكتب .. ورغم انتشار هذه الكتب علي الإنترنت منذ فترة وإتاحتها للجمهور إلا أن وجودها في الأسواق الآن يدل علي الحرية الفكرية التي بدأ يتمتع بها الشعب المصري وكثير من المواطنين يقبلون علي شراء الكتب التي كانوا يسمعون عنها دون أن يروها خاصة الكتب التي تكشف أسرار النظام السابق وبالطبع الكتب التي تنبأت بالثورة مثل ' الطريق إلي قصر العروبة ' و ' من سرق المصريين ' والإقبال عليها كبير جدا ولكنه يأتي بعد إقبال الناس علي الكتب التي تتحدث عن ميدان التحرير ككتاب ' كان فيه مرة ثورة ' وربما تظل هذه الكتب علامات لأصحابها الذين سيتحدث عنهم التاريخ كأول من ألهب ثورة الشباب . ويتوقع البعض أن يقوم بعض الكتاب الفترة المقبلة بكتابة كتب كمذكرات عن أدوارهم في معارضة النظام قبل وأثناء وبعد الثورة ومن هؤلاء الكتاب عبد الحليم قنديل الذي قال : دعونا نتحدث في هذا الأمر بمنتهي الصراحة فمصر تعيش حرية واقعية وإن كانت تحتاج لشيء من التقنين وعلي الجانب الرسمي لم تكن توجد رقابة علي الكتب في عصر مبارك ولكن الحظر كان يتم بطرق غير مباشرة وبتدخل من مباحث أمن الدولة التي تضغط علي الناشرين أو الموزعين كما أنها كانت تضغط علي نقابة الصحفيين بصورة واضحة جدا وأذكر أنه تم إلغاء العديد من حفلات التوقيع لكتبي التي كنت أتفق عليها مع لجنة الحريات بالنقابة بأوامر أمنية وبالطبع أنا سعيد الآن أن كتبي يتم تداولها بصورة طبيعية ففي مؤلفي ' الأيام الأخيرة ' كتبت تصورا عن كيفية صنع ثورة وتساءلت ' ماذا لو حكم الجيش بعد مبارك الخامس ' ؟ وقصدت حينها أن مبارك لن يصل للفترة الخامسة للرئاسة وفي هذا العام أي 2006 كتبت مقالي الشهير ' أشعر بالعار لأنك الرئيس ' وبالطبع مع قرب انتهاء ولايته عام 2011 كنت واثقا من نشوب الثورة ضده حتي لا يتم مسلسل التوريث ولكني توقعتها في نهاية العام الماضي فتأخرت شهرا واحدا وأنا الآن أحضر لكتاب يجمع مقالاتي خلال العامين الماضي والحالي . كان لصاحب رواية ' الطريق إلي قصر العروبة ' الكاتب محمد علي خير صولات وجولات كثيرة مع الجهات الأمنية قبل الثورة والذي قال : النظام السابق لم يكتف فقط بالتضييق علي توزيع الكتب و المكتبات واعتقال بعض الكتاب ولكنه قام بإقصاء الكتاب المعارضين من الحصول علي جوائز الدولة ومن أمثال الكتاب الذين تعرضوا للعديد من المضايقات الأمنية علاء الأسواني وإبراهيم عيسي وعمر عفيفي صاحب كتاب ' عشان متضربش علي قفاك ' وأتمني أن نقول إنه بعد الثورة لم يعد هناك خوف أو محظورات عامة إلا تلك التي يمليها ضمير المؤلف عليه وسوف تخرج للنور العشرات من الكتب التي كانت ممنوعة أيام النظام السابق ولن يتنازل المصريون عن حالة الحرية اللامحدودة . وحين تحدثنا مع الكاتب ' صنع الله ابراهيم ' عن قدرة هؤلاء الكتاب وهذه الكتب في استباق الأحداث وتوقع ثورة يناير بصورة تجسدها أعمالهم التي كانت سببا رئيسيا في التضييق الأمني عليها ومنع بيعها وتداولها في الأسواق فقال : إن هذه الكتب كانت كرد فعل آني لأحداث استفزت الكتاب لرصدها والتعبير عن آرائهم فيها وهناك كتب أخري احتاجت وقتا من كتابها كي تتجسد الفكرة بشكل أكثر عمقا وأكثر تحليلا ونفس الشيء أيضا ينطبق علي الروايات التي ظهرت مؤخرا وبها العديد من الإسقاطات الصحفية . وكان رأي الكاتب إيهاب طاهر الذي تعرضت كتبه للعديد من المضايقات أحيانا وتحجيم التوزيع أحيانا أخري سألناه عن السبب فقال : بالفعل تعرضت لهذه المضايقات بسبب الأسماء الصادمة لكتبي مثل كتاب ' رئيس جمهورية نفسي ' و ' طز فيهم ' و ' حمرا ' ولم تقتصر المضايقات علي الكتب وإنما كانت هذه الجهات تمنع الصحف الكبري كالأهرام من عرض الكتاب أو الحديث عنه كما كانت تمنع المكتبات الشهيرة من عرض الكتاب أو بيعه ومنها مكتبة الشروق ولكن الحمد لله الكتب كانت تباع بشكل جيد جدا رغم هذا الحصار لأنها كانت تعبر عن حال البلد ولكن بشكل بسيط وساخر وآخر كتاب قمت بكتابته كان ' دولة بابا ' الذي كان من المفترض أن ينزل معرض الكتاب وهو يتحدث عما تعانيه مصر من غياب وانعدام الضمير في العديد من المجالات وليس في السلطة فقط وفي نفس التوقيت كنت أحضر لصدور كتاب ' الفنكوش ' الذي يتحدث عن الحلم الذي من الممكن أن يحلم به الرئيس وفي النهاية وجدته يحلم بشعب سلبي ليس له رأي يخضع له طول العمر ومغيب وليس لديه أي وعي سواء كان سياسيا أو اقتصاديا أم اجتماعيا . وعن مساحة الحرية التي أصبحت أكبر قال إيهاب طاهر : ربما نعيش الآن زمنا الحرية فيه أكبر ولكن هذا لن يؤثر علي أسلوب كتاباتي لأنني لم أخف قبل الثورة ولن أخاف أيضا بعد الثورة والجديد الذي سأقدمه الفترة القادمة هو كتاب بعنوان ' من أنتم .. ' ينقسم إلي قسمين الأول يتحدث عما يحدث في ليبيا و الثاني في مصر . و حين تحدثنا مع رسام الكاريكاتير الساخر عمرو فهمي لنسأله عن رسومات أغلفة الكتب التي كانت سببا في اضطهاد الأمن للكتاب اكتشفنا أن بعض أعماله كانت ممنوعة أيضا .. يقول عمرو : أنا تعبت كثيرا في التحضير لكتاب مهم جدا في تاريخي يحمل اسم البرنامج الذي كنت أقدمه ' طلقات سريعة ' وبالفعل بعد أن اتفقت علي كل التفاصيل مع دار النشر وأنهينا العمل في أيام طويلة وجدت صاحب دار النشر يحدثني ليعتذر عن نشر الكتاب وروي لي أن الكتاب منع نشره من أحد ضباط أمن الدولة الذي تحدث إليه و أمره بعدم نشر الكتاب وبعد أن قال له الناشر إن الكتاب عبارة عن كاريكاتير تم نشره من قبل في أخبار اليوم واليوم السابع كان رده أن فكرة الكاريكاتير الساخر المجمع في كتاب سيوحي للقارئ بأن البلد بايظة وبالفعل لم ينشر الكتاب .