عندما ينجلي غبار المعركة ويفوز الشعب المصري بحقه في اختيار حكامه ويتخلص من القوانين المقيدة للحريات ومن النظام القمعي الذ ي كبل حيويته، عندما يفرض خطة للتنميه تأخذ مصالح الأغلبية في الحسبان وحقوقها في العمل والصحة والتعليم والعدالة عندما يحدث كل ذلك سنتذكر كل من كان له دور في هذا النجاح هذه كانت مقدمة الكتاب الممنوع جمهوركية آل مبارك التي كتبها الكاتب صنع الله إبراهيم وبالفعل تحقق ما تنبأ به ونجح الشعب المصري في معركته وبعد هدوء الأوضاع أخرجت الثورة كل ماهو محظور إلي النور من كتب وروايات وأشعار وأغان وأفلام وبرامج تليفزيونية. كانت قائمة الممنوعات والمحظورات طويله يأتي علي رأسها الكتب السياسية خاصة الكتب التي كانت تعارض النظام وتفضح مشروعه للتوريث يأتي في مقدمة هذه الكتب ،الكتب الخاصه بالدكتور عبد الحليم قنديل المنسق العام للحركة المصرية من أجل التغيير كفاية الذي تعرض للإرهاب والاذلال في رسالة واضحة من الدولة الغرض منها التأكيد علي أنها لن تتسامح مع من يطالب الرئيس مبارك بالتخلي عن السلطة وتطبيق الديموقراطية فقد كان من أشجع الكتاب السياسيين في مصر ولأنه رفض التوريث .فقد كان هدفهم إرهابه وإذلاله فقد كان من الممكن أن يهددوه بدون ضرب أو أن يضربوه ويتركوه لحاله ولكنهم تعمدوا أن يخلعوا ثيابه ويتركوه عاريا في منطقة نائية بغرض إذلاله وهو نفسه في مقدمة كتابه ضد الرئيس الذي يتكون من مجموعه من المقالات التي كتبها ضد حكم العائلة فيقول هذه ليست مقالات كتبتها بل جرائم ارتكبتها ولا أريد أن أعتذر عن هذه المقالات النبيلة وخاصة أن وزير الداخلية الذي وصف مقالاتي في حوار تليفزيوني بأنها مما يعاقب عليها القانون ولا أعتذر لبيت الرئاسة ولا لشجرة الضر فيه الذي توحي الظنون بأنه دبر ونفذ حادث الخطف والاعتداء الدنئ الذي تعرضت له صباح 2 نوفمبر 2004 فعلي مدار 5 سنوات لسلسلة من الإيذاء والتحرش السياسي فقد كانت التهديدات تهوي كالمطارق من قبل مماليك كبار بالقرب من بيت السلطان حيث تعرض الحزب الناصري الذي تصدر عنه جريدة العربي للضغط والتهديد وكانت جملة رسائل التهديد من قبل زكريا عزمي وصفوت الشريف ومصطفي كمال حلمي وأسامة الباز، فحوي الرسائل دائما أن الرئيس غاضب وحانق مما تنشره العربي بصفة عامة ومن مقالاتي بالذات بدعوي أنها كسرت خطوطا حمراء وحطمت أسوارا صينية حتي أصبحت وسائل الضغط أكثر خشونه حيث جربوا الضغط بالأهرام _زمن إبراهيم نافع بوقف طبع الجريدة ثم بعد ذلك الضغط عن طريق أسامة الباز الذي انتقل بشخصه في سابقة هي الأولي والأخيرة إلي مكتب الحزب الناصري ثم جاءت بعد ذلك واقعة سقوط الرئيس مغشيا عليه وهو يلقي الخطاب الافتتاحي في دورة البرلمان لعام 2003 فاتصلت بي قناة الجزيرة للتعليق علي ماجري فقلت إن صحة الرئيس بحسب مايذاع علي مايرام لكن صحة نظام الرئيس ليست كذلك وتداعي التعليق بروابط السياسة والمنطق إلي رفض التوريث بالعائلة والمؤسسه ولم يكد التعليق يذاع حتي دارت عجلة الضغط وأغلقت كل الأبواب أمامي ولم يتبق لي سوي العمل في جريدة العربي براتب رمزي حتي الصحف العربية التي رغبت أن أنقل إليها عمودي كانت ترفض أو يقال لي أكتب ولكن ليس في السياسة حتي كدت أصل إلي حافة الجوع وبرغم ذلك لم يتوقف الضغط حيث كانت تصلني تهديدات بالقتل من مجهولين حتي وقع الحادث الدنئ المروع بتفاصيله المفزعة. ونأتي لكتاب آخر من كتبه وهو كتاب الأيام الأخيرة الذي يتحدث فيه عن السيناريوهات المستقبلية لنظام الحكم بعد مبارك هل سيحكم الجيش أم الإخوان أم جمال مبارك ويذكر أيضا أن العد التنازلي لنظام مبارك بدأ منذ زمن وأنه مات إكلينيكياً . وسياسياً . و لم يعد غير انتظار مراسم الدفن وتمني ألا تكون النهاية حريقاً للبلد . فالنظام يبدو مصمماً علي دفن البلد في ذات اللحظة التي يدفن فيها. ويذكر في كتاب كارت أحمر للرئيس الذي يتضمن 52 مقالا كتبها قنديل في عدد من الصحف المصرية والعربية، منها ثلاثة مقالات منعتها جهات أمنية في اللحظات الأخيرة قبل طبع جريدة صوت الأمة، بل وتسببت تلك المقالات في إقالة كاتبها من رئاسة تحرير الجريدة إثر ضغوط أمنية شديدة ويذكر أيضا أن نظام مبارك تجاوز منذ زمن مرحلة الخطأ السياسي إلي "الخطيئة الفادحة" وجري في عهده تجريف الأصول الإنتاجية وشفط ونهب الثروة الوطنية بصورة غير مسبوقة، وجرت عملية إفقار منظمة لكل فئات الشعب المصري المكلوم.. بينما يقف النظام قلبا وقالبا مع المفسدين والفاسدين والمحتكرين بل والقاتلين لذا لابد أن يشهر الكارت الأحمر في وجهه. هذه الكتب كانت محظورة وممنوع تداولها في الأسواق ولكن بعد ثورة 25 يناير تواجدت هذه الكتب علي أرصفة شوارع وسط البلد وتهافت عليها القراء حيث يقول البائعين إنها تحقق أعلي نسبه مبيعات فقد تم تخفيض أسعارها حيث تباع النسخة الواحدة بعشرة جنيهات مصرية بدلا من25 جنيها وذلك تضامنا مع شباب25 يناير. أما كتاب جمهوركية آل مبارك للكاتب محمد طعيمة الذي كتب صنع الله إبراهيم في تقديمه للكتاب قائلا فيما بعد عندما ينجلي غبار المعركة ويفوز الشعب المصري بحقه في اختيار حكامه ويتخلص من القوانين المقيدة للحريات ومن النظام القمعي الذ ي كبل حيويته، عندما يفرض خطة للتنمية تأخذ مصالح الأغلبية في الحسبان وحقوقها في العمل والصحة والتعليم والعدالة. عندما يحدث ذلك فنحن في حاجة إلي سجل يذكرنا بالدور الذي لعبته مقالات محمد حسنين هيكل في تصحيح الوعي الجمعي والدور الذي لعبه برنامج حمدي قنديل في إشعال الوعي القومي وبموقف الصحفيين الشجاع في كشف الفساد. من هنا تأتي أهمية هذا الكتاب الذي يوثق فيه من خلال مقالاته المتتابعة في جريدة العربي الناصري – لفضيحة التوريث يسجل الكتاب أول ظهور لجمال مبارك في عام 1998 والخطوات التي صاحبت إعداده للدور القادم بدءا من جمعية المستقبل والمجلس الرئاسي المصري الأمريكي. حتي السيطرة علي الحزب الوطني والحكومة وتفاصيل الصراع الذي نشب بين الحرس القديم والجديد. في وقت كان الاقتراب من العائلة الحاكمة من المحظورات فهو من أوائل من تعرضوا إلي دور زوجة الرئيس المتشعب في الحياة السياسية وربما أول من تحدث عن اللواء عمر سليمان الذي كان وقتها من الشخصيات الغامضة في الحياة السياسية. وأول من أشار إلي حديث مبارك الشهير في يناير 1993 بمشاركة ابنه في شراء وبيع ديون مصر . ويضيف صنع الله: مازلت أتذكر مشاعر الإشفاق عليه بعد كل مقال من المقالات والصعوبات التي واجهها بسبب مواقفه ولا أخفي أنني خفت عليه عندما قرأت هذا الكتاب ولكن هناك في الحياة أدوار مقدرة مهما بلغت فداحة الثمن. ويجمع عنوان الكتاب بين كلمتي الجمهورية والملكية معا في إشارة إلي اختلاط الأمور وتحول الجمهورية إلي حكم ملكي يتوارثه الأبناء هذا الكتاب الذي ظل ممنوعا صدرت الطبعة الأولي منه علي نفقة كاتبه وكان يوزعه بنفسه، ولكنه حذف منها العنوان الفرعي للطبعات السابقة وهو "صعود سيناريو التوريث. الحظر امتد خارج حدود الوطن الحظر والمنع لم يكن مقتصرا علي الكتب والروايات التي تتناول الشأن الداخلي فقط ولكن النظام القمعي الذي كنا نعيش فيه كان يجامل النظم الأخري وخير مثال علي هذا رواية الكاتب إدريس علي الزعيم يحلق شعره التي ينقل فيها تجربته الشخصية التي عاشها في ليبيا في فترة تميزت بتأزم العلاقات الليبية المصرية في نهاية السبعينات من القرن الماضي. ويضيف الكاتب أنه اتخذ قراره وفق مبدأ "إن كنت خائفا فلا تكتب وإن كتبت فلا تخف"، وأنه كتب رواية تعكس معاناته في المجتمع الليبي الذي قضي فيه ثلاث سنوات ونصف السنة من عمره. ويضيف الأستاذ جميلي شحاته صاحب دار نشر وعد الذي نشرالرواية أن هذه الرواية تتحدث عن الفترة التي عاشها إدريس علي في ليبيا خلال فترة السبعينات، أظهر فيها قمع القذافي وفساده وتسلطه هذا القمع الذي رفضه الشعب الليبي في ثورته العظيمة. فعند نزول هذه الرواية حاول أحد الصحفيين المصريين أن يتحدث معي في مساومات من أجل رفع الرواية من الأسواق فرفضت ثم فوجئت بقوات أمن الدولة تقتحم مكتبي الكائن بشبرا مصر وتم احتجازي لمدة ثلاثة أيام وتم مصادرة الرواية من الأسواق، ولكن قبل 25 يناير بأيام صدر قرار النيابة العامة بحفظ القضية دون غرامة أو حبس ونحن الآن بصدد إصدار طبعة جديدة ستنزل الأسواق في خلال الأسبوع القادم فقد فوجئت بعد استقرار الأوضاع بإصرار كبير من قبل القراء لطبعها مرة أخري لدرجة أنه وصلتني اتصالات من ليبيا تطالب بنشر الرواية في ليبيا ومن المتوقع أن تحقق الرواية مبيعات كبيرة. حظر الشعر السياسي الشعر السياسي أيضا كان ضمن قائمة المحظورات ومن الشعراء الذين تعرضوا للمنع الشاعر عبدالرحمن يوسف الذي يقول: كنت ممنوعا من كل المنابر والصحف حتي المستقلة منها كانت تتجنب نشر قصائدي حتي أنني كنت ممنوعا من عقد أي ندوات في القاهرة حيث آخر الندوات التي عقدتها كانت في عام 2005لم أكن أتحدث إلا علي هامش المؤتمرات والمناسبات لمدة10 دقائق أو ربع ساعة، حتي أغلب الناشرين كانوا يخافون من التعامل معي حتي عندما أردت أن أنشيء دار نشر صغيرة حرمت من السجل التجاري لعدم موافقة الأمن منذ ست سنوات وحتي اليوم. حتي أنهم منعوني من عملي كمذيع تليفزيوني بالضغط علي القنوات التليفزيونية لعدم التعاقد معي. وأضاف: من أكثر القصائد السياسية التي تعرضت للمنع والحظر حوار مع يهودي و كلنا تحت الحصار وخاصه قصيدة الهاتك بأمر الله التي أقول فيها: يا منْ لعِرْضي هَتَكْ فَقدْتَ شَرْعِيَّتكْ منْ رُبع ِ قرْن ٍ كَئِيب ٍ لَعَنْتُها طَلْعَتك أموَالُنا لكَ حلٌّ فَاملأ بها جُعْبَتكْ خَلفَ الحِرَاسةِ دَوْما ً مُسْتَعْرضا ً قُوَّتكْ . تُبدي مَظَاهرَ عز ٍ تُخْفي بِها ذِلَّتكْ سلاحُ جَيْشكَ دِرْع ٌ تَحْمي بهِ عُصبَتكْ معَ العدُوِّ كَلِيلٌ لَكن ْ بِشَعْبي فَتكْ سوَادُ قَلبِكَ بادٍ فَاصْبغ ْ بهِ شَيْبَتكْ يَأتِيكَ دَعمُ عدُوِّي فَاصلبْ بهِ قَامَتكْ سَجدْتَ للغرْب ِ دَوْما ً مُسْتَبْدِلا ً قِبْلَتك ْ بَأدْمُعي و دِمَائي كَتَبْتَها قِصَّتك و كلُّ أبْناءِ شَعْبي قدْ شَاهدَتْ قَسْوَتكْ خَذَلت كلَّ شَريفٍ حَتي غدَتْ لَذ َّتكْ و كمْ مَنَحتَ لُصُوصا ً يا قَاسِيا ً رَحْمَتكْ تُعْطِي لنَسْلكَ أرْضي مُمَارسا ً سُلْطَتكْ كأنَّ أرْضَ جدُودِي قدْ أصبَحتْ ضيْعَتكْ لا شكَّ مَوْتكَ يَأتي مُسْتَأصِلا ً شَأفَتكْ يوْمُ الحِسابِ قَريبٌ تَرَي بهِ خَيْبَتكْ يَوْمُ المِنَصَّةِ حقٌ فَخُذ ْ بهِ عِبْرَتكْ هذي الجُموع ُ يَقِينا ً مَا جدَّدَتْ بَيْعَتَك أما الآن فالطلب زاد علي كتبي ودواويني ومذكراتي عن ثورة الصبار والاعتصام في ميدان التحرير وقد أتيحت لي الفرصة لعمل ندوة في مكتبة الإسكندرية منذ عدة أيام وقد ظهرت في التليفزيون المصري في برنامج مصر النهاردة فقد أصبحت الآن موجودا علي الساحة مثل غيري. الحظر السينمائي والتليفزيوني الكثير من الأفلام تم منعها من العرض علي شاشات التليفزيون المصري تلك الأفلام التي تتناول البطش الشديد للأجهزة الأمنية في الدولة التي كانت تفرض تسلطها علي المجتمع المصري، مع أن هذه الأفلام كانت تعرض علي الفضائيات العربية وكان التليفزيون المصري بعدم عرضها يوهم نفسه بأن الشعب المصري لايشاهد هذه الأفلام نذكر منها فيلم البريء الذي يحكي قصة المجند البسيط أحمد سبع الليل (أحمد زكي) الذي يعمل في أحد المعتقلات السياسية التي يظن أن المعتقلين بداخلها هم أعداء الوطن ، فهذا الفيلم يظهر قسوة ضابط الشرطة (محمود عبدالعزيز) الذي يتعامل بمنتهي الوحشيه مع المعتقلين فهذا الفيلم تم منعه بحجة أنه صور في معتقل حقيقي والسؤال الآن هل إذا تم عرضه علي التليفزيون المصري هل سيتم عرضه كاملا دون حذف المشهد الأخير منه والذي يقوم فيه المجند أحمد سبع الليل بإطلاق النار علي ضابط الشرطة في المعتقل. وفيلم احنا بتوع الأتوبيس الذي قام ببطولته عادل إمام وعبدالمنعم مدبولي الذي يرصد التعذيب في المعتقلات المصرية وفيلم الكرنك الشهير لسعاد حسني ونور الشريف ومحمد صبحي، فيحكي عن حالة الاستبداد السياسي والفكري والتعتيم الإعلامي الذي انتهجه نظام الحكم المصري في عهد الرئيس جمال عبدالناصر وذلك من خلال مجموعة من الشباب الجامعي الذين يتم اعتقالهم دون جريمة بسبب التقائهم في مقهي الكرنك"، وفي المعتقل يتم تعذيبهم وإجبارهم علي الاعتراف بجرائم لم يرتكبوها، ويتم إجبار البعض منهم علي العمل كجواسيس لصالح النظام وأجهزة الأمن داخل الجامعة وكتابة تقارير عن أي نشاط أو فكر معارض. يقول الدكتور محمد كامل القليوبي الأسوأ من المنع والحظر هو التشويه التي كانت تقوم به الرقابة فلقد كانت تعاملنا كأطفال بلهاء ولقد تعرضت شخصيا للعديد من هذه الحالات فمثلا عندما قدمت فيلم أحلام مسروقة قبل13 عاما تم حذف ربع ساعة كاملة من الفيلم لأنني كنت أتحدث فيها عن العشوائيات باعتبارها جذور الإرهاب في مصر الذي كانوا يحذرونا منه كل يوم دون أن يخبرونا بمصدره فقد كانوا يتعاملون مع الحقائق كالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال وحذفوا أيضا قصة الطفلة شيماء التي ماتت أثناء محاولة اغتيال عاطف صدقي رئيس وزراء مصر الأسبق بحجة أنهم لا يريدون أن يذكروا الناس لذا لم يكن يعرض علي القنوات الأرضية ويعرض علي الفضائيات فقط وفيلم ثلاثة علي الطريق الذي يعالج الفتنة الطائفية فقد قامت الرقابة بتشويه الفيلم ولم يكتفوا بذلك ولكنهم كانوا يلحون علي المنتج عادل حسني من أجل وقف العرض التجاري للفيلم حتي عندما عرض الفيلم في مهرجان فينسيا الدولي تعمدوا التشويش علي ترجمة الفيلم التي كانت مكتوبة باللغة الفرنسية وقد كان هذا الفعل فضيحة لمصر ولكني فوجئت يوم25 يناير بالفيلم يعرض كاملا علي قناه الحياة ولأول مرة منذ17 عاما من التشويه دون حذف أي مشاهد منه. وأضاف القليوبي بأنه يريد إلغاء جهاز الرقابة تماما وأن يحل محله مجلس يضم علماء نفس واجتماع يصنفون الأعمال عمريا مثل أي مكان في العالم فلا يمكن أن تبقي السينما والتليفزيون تحت الوصايا حتي الآن فالوضع في جهاز الرقابة الآن مثل ما قبل25 يناير فأنا أعتبره أحد عناصر الثورة المضادة الموجودة حتي الآن أما بالنسبة للتلفزيون فقد كان مليئا بالإدارات البائسة التي تصرف الملايين علي برامج تافهة ومسلسلات بالملايين تذهب معظمها إلي النجوم ، والرقابة فيه كانت غير واعية حيث إنهم طالبوني بحذف خطاب للرئيس جمال عبدالناصر أثناء إخراجي التلفزيوني لمسرحية جواز علي ورقة طلاق. ولم يضر من الرقابة التلفزيونية أكثر من برنامج رئيس التحرير الذي يقدمه الأستاذ حمدي قنديل الذي كان واحدا ممن صنعوا وجدان وذاكرة ومزاج المشاهد العربي حيث يقول عن أسباب توقف برنامجه أري أني كنت مصدر رعب للسلطة في مصر ليس لأنني قويا ولكن لأنني كنت صادقا مع نفسي أنا اشتغلت في برنامج رئيس التحريرمن عام 1998الي 2003 كان وقتها غزو العراق يقترب وكان لي موقف معارض لهذا الغزو وكلما اقتربت الأيام ويقترب معاد الغزو كانت نبرتي تزداد حدة وكان مقص الرقيب يزداد قسوة أو يتم عرض البرنامج ليلا علي القناة الأرضية ولايتم عرضها في اليوم التالي علي القناه الفضائية وزادت تحذيرات الوزير وتقارير الرقيب حتي انعدم التفاهم بيني وبين النظام وتوقفت عن تقديم برنامج رئيس التحرير في التلفزيون المصري وحتي عندما قدمته علي قناة دريم الفضائية تعرضت مرة أخري لمثل هذه الأمور حتي توقف البرنامج. الحظر الغنائي أما قائمة الأغاني المحظورة داخل اتحاد الإذاعة والتليفزيون فقد كانت طويلة منها ما منع لأنها تتحدث عن عصور سابقه مثل الروائع الوطنية لأم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبدالحليم حافظ التي غنوها لتمجد ثورة23 يوليو 1952 أو لمشاريع مهمة افتتحت في عهد جمال عبد الناصر مثل السد العالي وتأميم قناة السويس أو عند العدوان الثلاثي أو نكسة 76 أو حرب أكتوبر73 حتي وإن عرضت كانت تعرض مشوهة لمجرد حذف اسم الزعيم جمال عبدالناصر. فكل أغاني الثورة وأعمال الشيخ إمام، وأحمد فؤاد نجم تم حظرها نهائيا أما المغنون الأحدث نسبيا تم التضيق الخناق عليهم مثل علي الحجار، ومحمد منير، وإيمان البحر درويش، ومحمد الحلو، ومدحت صالح والعديد من الشعراء مثل سيد حجاب وعبد الرحمن الأبنودي وجمال بخيت كل هذا تم حظره لصالح الغناء الهابط. وخير مثال علي ذلك تعامل التلفزيون مع ألبوم لم الشمل لعلي الحجار والشاعرجمال بخيت الذي لم يعرض منه سوي أغنية عم بطاطا لأن الناس كانت تلح علي علي الحجار لكي يغنيها، وهو في حفل علي الهواء. أما الآن أغنية عم بطاطا من أكثر الأغاني التي تذاع علي شاشة التليفزيون المصري بعد ثورة25 يناير، وأغنية هنا القاهرة لعلي الحجار والشاعر سيد حجاب وألحان عمار الشريعي ظلت حبيسة الإدراج حتي ما قبل 25 يناير . وتأتي آخر حلقات مسلسل الحظر مع أغنية ازاي لمحمد منير التي يعتبرها البعض أفضل الأغنيات تعبيرا عن الثورة والتي تم منعها من العرض علي التليفزيون المصري وذلك بسبب ماتحتويه كلماتها من شرح لمعاناة المواطن المصري في كل مايعيشه من أحداث في الفترة الأخيرة ولم يتم الإفراج عن الأغنية إلا بعد قرار قبول استقالة أنس الفقي وزير الإعلام، وليست هذه المرة الأولي التي يتعرض فيها لقيود من قبل الدولة فخلال العامين الماضيين منع منير من إقامة حفلاته السنوية المعتادة بدار الأوبرا المصرية خوفا من احتشاد جمهوره وخروجه في مظاهرات ضد سياسة الدولة نظرا لحالة الحماس التي يشعها منير دائما في حفلاته واحتشاد ما يقرب من60 ألف شخص بها وكان السبب الذي ترد به الأوبرا دائما علي إلغاء حفلات منير هو لدواعٍ أمنية.