إذا كان غياب الأمن المركزى من ميدان التحرير والشوارع القريبة منه أمراً طبيعياً ومبرراً لدواعى الأمن ومن أجل تهدئة الأوضاع واستجابة لمطالب الجيش الذى تولى زمام الأمور فى هذا المكان، فما الذى يبرر إذاً غياب شرطة المرور من جميع مداخل الميدان ومن نقاط المرور الكائنة عند تقاطع الشوارع القريبة منه ؟! . تصوير: محمد لطفى الآن أقرب عسكرى مرور يقف عند تقاطع شارع عبد الخالق ثروت مع شارع طلعت حرب. ولكن رغم غياب عسكرى المرور من الميدان إلا أن عدداً من الشباب المعتصمين الآن قد تولوا مهمة تنظيم المرور والذى بدا طبيعاً بعض الشىء نتيجة التزام السيارات بتعلمياتهم وإشاراتهم التى تبدو إلى حد مضحكة لمن يقترب من المشهد . ومنذ أن تم فض الاشتباك أمس تقوم قوات الجيش الآن بتأمين وزارة الداخلية وقد فرضت طوقاً أمنياً على جميع المداخل المؤدية للوزارة ويخضع جميع المارة للتفتيش الذاتى.. وعلى ما يبدو أنه بعد نجحت المؤامرة فقد اختفت العناصر المشبوهة أو المندسة من البلطجية وأصحاب الهيئات المريبة ولكن هذا لا يمنع من وجود بعض الأحداث والمشريدن بساحة الاعتصام الذى يرفضه جميع المارة . ويعتصم فى ميدان التحرير الآن العشرات من الشباب الذين إذا اقتربت منهم ستتأكد أنهم من شباب الثورة بالفعل الذين أكدوا لنا أنه كان هناك بالفعل مخطط ومؤامرة تم تدبيرها بذكاء خارق وأنهم جاءوا للميدان تعاطفاً مع أهالى الشهداء الذين سقطوا أمام أعينهم وأنهم عندما سمعوا الفضائيات وهى تتحدث عن "اعتداء الشرطة على أهالى الشهداء" حضروا إلى أرض الميدان للدفاع عنهم.. وأكدوا لنا أيضا على أن الجيش والشعب يداً واحدة وأنهم ليسوا ضد الشرطة وإنما المطلوب فقط أن يتم تطهير جهاز الداخلية من الفاسدين ومن المتواطئين مع النظام السابق والذين يقفون ضد الثورة التى كشفت انحرافهم. ولكنهم حذروا من اللجوء للعنف والعمل الثورى إذا لم تتحقق مطالب الثورة التى لا تزال سلمية حتى الآن على حد تعبيرهم، وأكد بعضهم ممن تحدثنا إليهم أنهم لا ينتمون لأى إئتلاف وإنما هم من شباب الثورة الذين يرون أن أحلامهم المشروعة لم تتحقق بعد وتوجد فى الميدان الآن خيمتان كبيرتان إحداهما مخصصة للمستشفى الميدانى وهى تابعة لحركة شباب 6 إبريل .. وقد التقينا عدداً من شباب الثورة لنتعرف على موقفهم .. حيث تقول دينا عبد الله ناشطة سياسية: نحن شباب مستقلون ومصرون على الاعتصام فى الميدان حتى تتحقق مطالب الثورة والتى يأتى على رأسها المحاكمات العادلة حيث يجب أن تتوقف المسرحية الهزلية التى تجرى الآن فلماذا لم يحاكم مبارك على فساده ولماذا كل هذا البطء والتأخر الذى نشعر به فى القصاص من المجرمين والقتلة كما أننا أيضاً لن نتوقف عن المطالبة بالخبز والحرية والعدالة الاجتماعية هذا إلى جانب التطهير الذى لابد أن يكتمل ويشمل جميع الجهات والهيئات التى لا يزال النظام السابق معششا فيها.. ويذكر محمد عيد( 28 سنة) من شباب الثورة أن وسائل الإعلام قد خلطت بين البلطجية وبين شباب الثورة الحقيقيين وذكر أن عدداً كبيراً من الذين كانوا موجودين هم من شباب 25 يناير لكن مع ذلك كانت هناك عناصر غريبة فعلا ويذكر محمد أن صورته نزلت فى إحدى جرائد الصباح اليوم على اعتبار أنه بلطجى مع أنه حسب ذكره شاب مثقف ويعمل مدرساً ولديه بازار سياحى خاص فى شرم الشيخ . وقد لخصت مجموعة من المعتصمين مطالبهم فى عدد من النقاط وهى: المحاكمة العلنية لكل الفاسدين والقتلة تطهير الإعلام من الفاسدين حد أدنى للأجور 1200 جنيه تطهير وزارة الداخلية إقالة جودة الملط رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات تطهير وإقالة حكومة شرف وعلى رأسهم يحيى الجمل وسيد مشعل.