شهد وسط البلد بالقاهرة أزمة مرورية نتيجة إغلاق جميع الممرات والطرق المؤدية إلى ميدان التحرير بداية من الكورنيش وشارع قصر العينى وشارع الجلاء حتى فندق رمسيس هيلتون، لكن قوات الجيش والشرطة حاولت تخفيف حدة الأزمة بعمل ممرات بديلة .. تصوير : محمد لطفى – أميرة عبد المنعم الحياة عادت إلى طبيعتها فى كل المحافظات تقريباً لكن فى منطقة ميدان التحرير وعبد المنعم رياض فإن الأمر مختلف تماماً حيث قامت وزارة الداخلية والجيش بعمل عدة تحويلات للسيارت للمرور خلف الميدان الذى يشهد الاعتصام الآن رغم أن الجيش قد قام بتطويق الميدان وحصر المتظاهرين فى داخل منطقة ضيقة عما كانوا عليها فى الأيام الماضية .. ولو بدأنا بشارع الجلاء سنجد أنه يشهد كثافة مرورية عالية حيث تم قطع الطريق عند فندق رمسيس هيلتون ليتم تحويل السيارت أسفل كوبرى أكتوبر حيث تم غلق المنفذ المؤدى إلى ميدان التحرير كذلك تم منع سيارت النقل العام من البقاء أو الوقوف فى موقف عبد المنعم رياض أو فى موقف التحرير حيث يتم اصطياد الركاب من أمام الكورنيش كما تم عمل تحويلة أمام نهاية كوبرى قصر النيل ليتم تحويل السيارت إلى طريق الكورنيش وجاردن سيتى. وفى شارع قصر العينى أقامت قوات الجيش والشرطة نقطة مرورية عند دار مؤسسة الشعب حيث يتم تحويل السيارت لتدخل إلى وسط المدينة عبر شارع ضريح سعد زغلول وبهذا تم تطويق ميدان التحرير تماما واقتطاعه حتى تمر الحياة من حوله بشكل طبيعى. ومن ناحية أخرى فقد انتشرت سيارات الونش التابعة للمحافظة لنقل ركام السيارت المحترقة من الطرقات حيث تم رفع نحو عشر سيارت أمن مركز وشرطة إلى جانب سيارتين تابعتين للجيش كانت قد تعرضتا للحريق ليلة جمعة الغضب. كما انتشرت دوريات الشرطة لتحل محل البلطجية واللجان الشعبية التى انتشرت فى وسط البلد ومن ناحية أخرى فإن الحياة فى وسط البلد لم تعد إلى طبيعتها بشكل كامل حيث لا تزال الكثير من المحلات التجارية مغلقة خاصة المحلات القريبة من طلعت حرب وشارع قصر النيل وشارع محمد محمود فى حين حرصت بعض المحلات على أن تستقبل اليوم الجديد كعادتها قبل اندلاع الأحداث الأخيرة . أما كل محلات وسط البلد والتي تم إغلاقها في الفترة الماضية بدأ يتم فتحها مرة أخرى، وبالتحديد في شارع طلعت حرب، حتى محلات العصائر والأكل بدأ يكون عليها إقبال مرة أخرى، حتى صناديق الزبالة أصبحت ممتلئة ، وأيضا مرور الكثير من العربيات عاد مرة أخرى بجانب وجود عساكر المرور والذي أصبح هناك تعاون ونقاش دائم بينهم وبين المارة سواء من الناس العادية أو السائقين. ويقول أحمد عيد- صاحب محل ملابس-: أخيرا عادت الحياة مرة أخرى في الشوارع وكل واحد يشوف أكل عيشه، فأنا تعرضت لخسائر كبيرة في الفترة الماضية، ولكن الحمد لله على كل شئ، وبدأت من اليوم أفتح المحل، ولكن زبائن قليلة هي التي بدأت تأتي لتشتري، وأنتظر هذا الأسبوع حتى تعود الدنيا لما كانت عليها بإذن الله. وفي داخل ميدان طلعت حرب بدأت الكافيهات تفتح من جديد، ومحلات الملابس والأحذية فتحت مرة أخرى، وكثير من الناس تتفرج على ما بها من بضائع وهناك من يشتري، ومحلات الأكل وبالتحديد الكشري التي كانت تضع كافة الاحتياطيات التي تمنع اقتراب أحد منها بدأت تفتح من جديد وأصبحت ممتلئة بالزبائن، كل ذلك بجانب محلات الأيس كريم والتي بدأت تجد زبائنها في مشهد لم نراه منذ فترة. وبالقرب من ميدان التحرير وبالتحديد آخر ميدان طلعت حرب بجانب جروبي كانت هذه المنطقة محظور الاقتراب منها وبشدة لأنها يوميا تشهد معارك بين الأطراف الموجودة هناك، إلا أنها اليوم عادت مرة أخرى للحياة بالرغم من عدم مرور السيارات فيها، ولكن المحلات هناك فتحت والباعة الجائلين عادوا إليها مرة أخرى، ويقول إسماعيل عبد الرازق- بائع-: عدت لمكاني اليوم ولكن لا يوجد زبائن كثيرون، ويا رب الحال يتصلح من أجل أكل العيش، وأنا بالرغم من أن مكاني خطر ولكني أتوكل على الله. لاحظنا أيضا في هذا الشارع فرقة طبل بلدي تخرج من ميدان التحرير، ويقول وليد الشرقاوي رئيس الفرقة: احنا فرقة من الشرقية ولا نوجد أي شغل ولذلك قررنا نأتي للميدان يوميا من الشرقية مجانا نتعاون مع المتظاهرين طالما الحال كده كده واقف. ما زاد على وسط البلد ولم يكن موجودا من قبل هو إقبال المارة على التصوير هم وأبنائهم بجانب الدبابات الموجودة في الشوارع، لأنهم لم ولن يروا مثل هذه المشاهد مرة أخرى. أما في النيل فشهد اليوم أول رحلة نيلية بعد غياب كبير وذلك من خلال مركب نيلي وبه عدد من الناس ، ولكن الكورنيش فكان يمر من خلاله عدد قليل جدا.