"تسعى كلية هندسة حلوان إلى إعداد خرجين مؤهلين في التخصصات الهندسية المختلفة وتزويدهم بالمهارات والمعارف اللازمة لخدمة مؤسسات سوق العمل والإسهام في التقدم العلمي" هذا ما تحتويه رسالة الكلية المعلنة، "ندرس خمس سنين بالكلية لنخرج بأساسيات وشهادة فقط، ومؤهلين لمجال العمل بنسبة 40%" بينما هذا ما أخبرنا به محمد جمعة طالب بالفرقة الثالثة قسم ميكانيكا الإنتاج، وفيما يلي نستعرض حال التطبيق العملي بالكلية القمة والسبب وراء صعوبة تنفيذ رسالتها. الماكينات القديمة بدايةً وصف محمد جمعة التطبيق العملي بالكلية أنه ضعيف جدًا، فبرغم أن الكلية توفر لهم دورات تدريبية بالصيف لمدة شهر بمصانع وشركات الا أن هذا لا يعود عليهم بالنفع وذلك لأن الماكينات التي يرونها بتلك المصانع حديثة بينما الموجودة بمعامل الكلية يعود عمرها للسيتينات - منذ أن كانت الكلية (المعهد الألماني للتكنولوجيا) ولم يتغير شىء إلى الآن سوى اسم المكان الذي أصبح كلية هندسة حلوان 1996- ويضيف أن بالمحاضرات العملية لا يشتغل على الماكينات سوى خمسة أو ستة طلاب من أصل 150 طالب، حيث يكتفي الآخرون بمشاهدة شرح المعيد على الماكينات فأغلبها لا يعمل. وبالتالي يقف الطالب أمام ماكينة المصانع لا يعلم سوى أساسيات تكوينها ولا يدرك طريقة تشغيلها، وذلك ما يخيف جمعة فيقول "لو حصل واشتغلت بعد التخرج الفني واللي واخد صنايع هيكون فاهم المكينة أكتر مني رغم أني هكون أعلى مكانة كاسم مهندس لكن هو أعلى في العلم بسبب ممارسته للعمل على الماكينة الحديثة". إضافة إلى ذلك يشرح أحمد حمدي أستاذ بقسم ميكانيكا الإنتاج بهندسة حلوان أن الكلية توفر التدريبات لخمسة طلاب بكل مصنع من إجمالي ما لا يتعدى الخمسة مصانع وذلك وفق تقديرات الطلاب. ويحاول جمعة وزملائه تعويض ذلك حيث يلجأون لكورسات أونلاين ومشاهدة مكونات الماكينات المتاحة بفيديوهات على اليوتيوب والاشتراك بالدورات التي تقدمها الأسر الطلبية، والبحث عن مصانع يتدربون بها وإن تطلب الأمر منهم سفر للمحافظات أو مبالغ مالية في استطاعتهم. مواد هامة لا تدرس كما يجب إذا كنت تريد العمل بمجال السيارات والمحركات فيشترط إجادة علم الهايدروليك والنيوماتيك (هندسة الموائع)، وهي مادة يقول جمعة أنهم يدرسوها بنصف ترم مطبقين مبدأ من كل بستان زهرة، كما أن مضمون مادة الأثر البيئي للمشروعات إذا درس كما يجب يمكن أن يوجد في المستقبل من يستطيع منع حدوث تلوث بيئي ناتج عن أي من المصانع ولكنها تدرس كمادة نظرية، ومثلها مادة السيفتي التي يذكر جمعة أن أغلب الطلاب ذاكروها بليلة الامتحان بينما إذا توفر الوقت الكافي لدراستها وتطبيقها عمليًا يمكنهم وضع نظام أمن كامل للشركات والمؤسسات الكبرى، الطلاب مازالوا يدرسون برنامج الأوتوكاد لرسم وتصميم الماكينات رغم أن سوق العمل كله يشتغل ببرنامج السولدورك. وهنا أكد على ذلك حمدي حيث ذكر أن المواد الموجودة بلائحة كلية حلوان هي الأكثر تتطابق بين الكليات الحكومية الآخرى مع التي تدُرس بكليات هندسة الهند وماليزيا المتقدمة بهذا المجال، ولكن لا توجد الامكانيات للتطبيق الفعلي، كما أن الادارة تتمسك بروتين غير مجدي في بعض الأحيان، فذكر أنه منذ سنوات عندما عاد دكتور أرسلته الكلية في بعثة لإنجلترا وحاول أن يحدث يدويًا وبتمويله الخاص في أحد الماكينات جائه رد الإدارة بأنها عهدة. وبين هذه المعوقات التي الميزانية سبب وجود أغلبها، تجدي محاولات هيئة التدريس ومحاولات الطلاب أنفسهم حينًا وإن تعثرت مرات. الحديث بالكلية التاريخ يتحدث جمعة عن معاملين ال CNC المتبرع بإنشائهم المهندس محمد القباني مدير شركة النظم التكنولوجية والكهربئية بعام 2014، بأنهما أحدث ما بالكلية ويتدرب بهما الطلاب بالصيف بعد الحجز على يد مهندسين مكلفين من قبل القباني، ولكن هذا لا يغطي جميع احتياجاتهم فمعمل خاص بالروبرت والآخر بالطباعة ثلاثية الأبعاد، بينما ماكينات كالخراطة والتفريز لا جديد بها ولا فائدة منها. وأعلمنا حمدي أن أعضاء هيئة التدريس الحالين نظرًا لكونهم صغار في السن يشعرون بما يعانيه الطلاب، ولذلك هم دائمين المحاولة وتثمر للأول مرة محاولاتهم بيونيه القادم حيث تستقبل الكلية ماكينات لحام حديثة يتدرب عليها الطلاب، بعد أن كان الطلاب المقتدرين يتلقون المستوى الواحد بكورس اللحام بالجامعة الأمريكية ب5000جنيه، كما أن لمدة أربع سنوات سابقة خصص دكتاترة هندسة الموائع مشاريع التخرج الطلابية لصناعة ماكينات بسيطة يستخدمونها الآن لتقريب المناهج النظرية للطلبة، وتوجد ماكينة لصهر المعادن بورشة السباكة هي نتاج مشاريع تخرج طلابية أيضًا. مسابقة روبرتات "بتتركن في البيت" وفي حين يتراكم الغبار على المباني والمعامل منذ 1963، فمازال لم يصل بعد للعقول فقد وجدنا فرق طلابية منكب كل منها على تجهيز الروبرت الخاص بها لمسابقة Under Construction، التي أعد لها النشاط الطلابى بكلية هندسة حلوان IEEE-HSB RAS Chapter منذ أغسطس الماضي، ثم تم الإعلان عن المسابقة فتقدم الكثير من الجامعات الآخرى للمشاركة كهندسة المنوفية وهندسة الزقازيق والجامعة البريطانية، ومن بعدها قدم IEEE محاضرات وورش عمل للطلاب لتعليمهم كل شىء بمجال الروبرت، وذلك تم بالكلية بعد موافقة عميدة الكلية دكتور عزة بركات. ويشرح عمرو جمال رئيس الدعم الفني للمسابقة أن الفكرة قائمة على صنع كل فريق لإنسان آلي يدوي وآخر أتوماتيكى، الروبوت اليدوى يقوم ببناء برج 4أدوار باستخدام ال blocks ، وبعد ذلك يقوم الروبوت الأتوماتيكى باستكمال المبنى مع الروبوت اليدوي، والفريق الفائز صاحب الروبرت الأسرع ويحصل صاحب المركز الأول على جائزة مالية قيمتها 5000 جنيه والثاني على 2000جنيه، وهي المبالغ التي يمكن أن تساوي تمويل الطلاب الشخصي لصناعة الروبرتات وربما أقل . ويستمكل عمرو أنه يتم دعوة شركات التكنولوجيا لحضور المسابقة على أمل أن تتبنى إحداهم أي من الروبرتات، وفي الوقت نفسه يقول عمرو أن مجال الروبرت لا يوجد به اهتمام بمصر، ولذلك غالبًا ما يكون مصير روبرتات الطلاب الركنة في البيت، بينما الهدف الأساسي من المسابقة هو تعليم الطالب وجعله يطبق عمليًا ما يدرسه نظري.