هناك بعض الأسر ترسل أبناءها للعمل من أجل الحصول على دخل إضافي وربما يكون دخلهم الوحيد, ليساهم في سد عجز مصروفات الأسرة أمام متطلبات وأعباء الحياة اليومية, ولكن مابالك بأن الأطفال نفسهم يريدون تحمل المسؤليه مبكرا ويبحثون عن عمل أو حرفة ليجنوا من خلفها بعض الجنيهات البسيطة؛ حتى لا يكونوا عبئا علي أهاليهم. "يونس وعبدالله" طفلان حسنا المظهر, ملامحهما مصرية أصيلة, يبلغان من العمر عشرة أعوام, ويدرسون بالصف الرابع الإبتدائي بمدرسة في قرية شكشوك التابعة لمحافظة الفيوم, رصدتهما "بوابة الشباب" يقومان بجمع "الصدف" من علي ضفاف بحيرة قارون وتلوينها بألوان خلابة تلفت أنظار من يراها ومن ثم يقومان بتجميع الصدف الملونة علي شكل عقد, وبيعها لزائري القرية. حيث قال "يونس": أن اسرته تعمل بمجال الصيد منذ عشرات السنين, ونظرا لتدهور حال بحيرة قارون واصبحت شبه خاوية من الأسماك, قرر أن يساهم بشكل او بأخر بمصاريف البيت, حتي وإن كان هذا سيؤثر علي المستوي الدراسي, فالأهم لديه هو مد الأسرة بما يستطيع من مال. ومن جانبه أضاف "عبدالله": أنهم يباشرون عملهم بالبحث عن الصدف بدءّ من السادسة صباحاّ, ويقومان بتجميعها وتلوينها وبيعها حتي قبيل آذان الظهر, حتي يستطيعا الذهاب لمدرستهما في الفترة المسائية. واختتم الطفلان حديثهما سائلين الله أن يجدوا يومياً الأصداف التي تكون مصدر رزقهم, ولاتختفي كما أختفت أسماك بحيرة قارون حتي لايتضوروا جوعاً.