يسير في شوارع الجيزة نافخًا في مزمار غزل البنات الشهير مصاحبا لعربة غزل البنات، ليعلم الأطفال بوجوده، جاء من سوهاج منذ أن كان في الثانية عشر من عمره بعد وفاة والده، صباح اليوم التالي من نزوله القاهرة بدأ عمله طفلا في مصنع للبلاط لقرابة الثلاثين عاما، وبعد ثورة 25 يناير ووقوف الحال، أمتهن مهنة غزل البنات كان يجني منه مائة جنيه يوميا، انه عم رمضان بائع "غزل البنات" البالغ من العمر اثنين واربعين عاما والذي لا يطلب في دنياه سوى الستر والامان يبدأ عم رمضان عمله في الحادية عشر صباحا حيث تعد شوارع القاهرة مقر عمله وحيث يجد الزحام يصبح محل عمله "للإسترزاق" ، وبعد الثورة وغياب الامن اصبح بإمكانه أن يقف كيفما شاء ، ولكن عليه ان يتحاشي البلطجية الذي يأخذون الإتاوات من البائعين المتجولين أمثاله ، ويضيف عم رمضان انه في أعقاب الثورة وبعيدا عن مشكلة الامن الناس "خايفة تنفق" ورغم ان الثورة " علي عيني وراسي" وأزالت الكثير من السلبيات الا أن هناك حالة ركود وهي ما دفعت الناس لعدم شراء "غزل البنات عشان يوفرو الجنيه " . ويعود عم رمضان مرة أخري إلي عمله حيث يقول إنه يستيقظ الحادية عشر صباحا يشرب "الشاي أبو حليب" ثم يأخذ وجبة الفطور التي لا تخلو من طبق الفول ثم يجهز عربة "الغزل" التي أعدها ليلا بتحضير أربعة أكياس من السكر حيث يضعها في "ماتور جهز خصيصا لإعداد "غزل البنات" ، يستغرق في تحضيرها ثلاثة ساعات تبدأ من الواحدة صباحا وتنتهي في الثالثة عند حلول الفجر، أما في الصباح فيجهز الأكياس ويقوم بتنظيف تلك العربة الخشبية المليئة بالرسومات التي تجذب الأطفال ، وفي أعقاب تحضيرها يجول في شوارع القاهرة بحثا عن مكان مليئ بالزحام ، تتلخص طموحات عم رمضان في أن الرغيف يوصل "للي يستحقه" ونعيش في أمان و"ممدش إيدي لحد". ويقول عم رمضان :" مهنة غزل البنات، مهنة قديمة، تعودة نشأتها إلى عام 1400م فى إيطاليا، عندما وضع أحد العاملين فى صناعة الحلويات كمية من السكر فى قالب معدنى على نار هادئة، وحركها بشوكة خشبية لفترة قصيرة، فخرجت من القالب عدة خيوط هشة، عمل على تجميعها، فسارعت بناته الصغيرات لمشاهدة ما أعد، وأعجبت بناته بطعمها كثيرا، من هنا أطلق عليها اسم غزل البنات". وأضاف أن هذه المهنة بسيطة لاتحتاج إلى مصانع كبيرة، بل إلى مكان صغير يتسع لآلة فقط ويبقى الأساس العمل اليدوى وخفة يد فى تقليب السكر داخل الآلة، والأمر يحتاج فقط إلى السكر بمقادير معينة، وأوضح أنه كان المعروف عن بائعيها فى مصر أنهم من الطبقة الفقيرة وغير المتعلمة، ولكن هذه الأيام أصبح بائع غزل البنات من الطبقات الفقيرة والمتوسطة، متعلم ويحمل شهادة جامعية أو دبلوم، كما أصبحت تباع فى الأماكن الشعبية، بل أيضا فى الأماكن التجارية الكبرى بأسعار عالية.