أصبح الآن بإمكان كل فرد أن يتطلع بكثير من الأمل إلى إمكان إرتياد طرق تتمتع بمعايير الأمن والسلامة وتقل فيها مخاطر التصادمات المفضية إلى الوفاة أو العجز أو الإصابة. فقد أعلن في إحتفالية إستضافتها منظمة الصحة العالمية بمقر مكتبها الإقليمي لشرق المتوسط عن بداية عقد العمل من أجل السلامة على الطرق 2011 / 2020، وذلك في إطار إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة عقد عالمي لتحقيق السلامة على الطرق كأحد الخطوات الهامة بغية الحصول على طرق أكثر أمنا وحفظ المزيد من الأرواح في جميع أرجاء المعمورة. ويدخل عقد السلامة على الطرق حيز التنفيذ في مختلف أرجاء وأقاليم العالم في وقت أصبحت فيه الإصابات الناجمة عن الحوادث على الطرق مدعاه للقلق في ميدان الصحة العمومية محليا وإقليميا وعالميا فكل عام تؤدي تلك الإصابات إلى 1.3 مليون وفاة في العالم وما بين 20 إلى 50 مليون حالة إعاقة، كما أن 90% من الوفيات الناجمة عن الحوادث على الطرق تحدث في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل. ويحتل إطلاق عقد العمل من أجل السلامة على الطرق إهتماما كبيرا في إقليم شرق المتوسط الذي يشارك الإقليم الإفريقي في الوقت الحاضر في المعاناه من أعلى معدلات الوفيات الناجمة عن حوادث التصادم المرورية على الطرقات في العالم، والتي وصلت إلى 32.2 وفاة لكل 100 ألف نسمة من السكان. وفي مصر ترتفع حالات الوفاة والإصابة والعجز لتصل إلى أكثر من 12000 قتيل و150 ألف مصاب سنويا بسبب تصادمات الطرق ويتمثل الهدف من تطبيق العقد في مصر في تقليل حالات الوفاة والإصابة والعجز الناجمة عن التصادمات على الطرق بحلول عام 2020. وفي الإحتفالية التي أقامتها وزارات الداخلية والصحة والنقل بالتعاون مع مكتب ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر الأسبوع الماضي وحضرها ممثلو الهيئات والمنظمات المعنية. وقال الدكتور حسين عبد الرازق الجزائري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط لاشك إن مجابهة مشكلة التصادمات على الطريق باتت ملحة للغاية فبالإضافة إلى امعاناة الإنسانية للضحايا وذويهم فإن الخسائر الإقتصادية هائلة، إذ تصل إلى 1% 1.5% من الناتج المحلي الإجمالي لمعظم بلدان الإقليم، أي أننا نواجه مشكله في الصحة العمومية ومشكلة تنموية كذلك، والمؤسف في الأمر أن هذه المعاناه بكافة صورها وتداعياتها يمكن تجنبها والإجراءات اللازمة لتفاديها معروفة لكل الناس كما أن نجاحها أصبح مشهورا في مختلف الأماكن والمواقع ولن يكون إقليمنا استثناء من ذلك، وأضاف المدير الإقليمي قائلا : إنني أغتنم هذه المناسبة لأؤكد على إلتزام منظمة الصحة العالمية بتقديم كل دعم ممكن وضروري بالإتجاه الصحيح، ولكن لا يمكن تحقيق إنجاز ذي جدوى بدون إسهام حقيقي من البلدان.