كانت الثورة هي بوابة مروره إلي قلوب الناس فقد كان المراسل المقيم لقناة العربية في ميدان التحرير وتعرض بسبب ذلك للضرب في ميدان مصطفي محمود كما تعرض لضغوط من صحفيين كبار محسوبين علي النظام السابق اتهموه بعدم المهنية .. وبعد نجاح الثورة المصرية انتقل إلي محطة أخري وهي ليبيا التي مازالت ثورتها مشتعلة .. أحمد بجاتو مراسل قناة العربية يتحدث الينا عن مغامراته , وملاحقته للأحداث , ومشاهداته في كل زنقة زنقة ودار دار . يقول أحمد : عندي 30 سنة وخريج إعلام بجامعة الأزهر نقلاتي في قناة العربية كانت سريعة من تدريب لتعيين لأتحول من بروديوسر والذي يقوم بتنسيق العمل إلي مذيع وقد بدأت في القناة من عام 2005 وكان حظي كويس لأنها كانت سنة مليئة بالأحداث وهذا علمني الكثير وكانوا يقولون عني " عندي استعداد كويس " وبصراحة المحطة دعمتني وقدرتني . تعرضت لاعتداء بالضرب أثناء تغطية الثورة المصرية .. من ضربك؟ كنت هناك لأصور المظاهرات المؤيدة للرئيس السابق فوجدت شخصا يشتمني ذهبت لأسأله عن السبب فتركني وجري بعدها وجدت أشخاصا لا أعرفهم يضربونني بدون سبب . نبدأ من تجربتك في ليبيا أولا .. ثم نعود لنسترجع أحداث ثورة مصر؟ كانت أجمل تجربة في حياتي أنا ذهبت للسلوم وقدمت رسائل من المعبر ثم حاولت عبور الحدود ولكن حدثت مشاكل ولم أستطع العبور بشكل طبيعي فدخلت مع قافلة طبية كنت سعيدا جدا ووجدت الناس في ليبيا يعرفونني وهذا فرحني أكثر وفي أول يوم ذهبت لطبرق وهي أول مدينة علي الحدود وفي اليوم التالي ذهبت لبني غازي وهناك وجدت قناة منافسة أيضا تضع بروجكتور وتعرض بثها في الميدان وفي هذه المرة تأكدت أنهم دفعوا لذلك ورأيت هذا بعيني يومها كان يوم جمعة وبثثت من ميدان الشهداء هناك وقابلت اشياء غريبة جدا فالسلك قطع وجزء من الكاميرا كسر المهم تصرفنا وجعلنا الناس تري أشياء لم يروها من قبل حتي الليبيون لم يكونوا قد رأوها من قبل ولذلك كسبنا مصداقية الشارع كنت أبحث عن الأشياء الغريبة والخطيرة كنت مثلا أسمع أن هناك ضربا في مكان فأذهب له , ذهبت لأجدابيا والبريقه .. ورأس لانوف وأماكن كثيرة هناك . أين كنت تعيش في ليبيا؟ كنت أقيم في فندق يبيت فيه كل الإعلاميين ورغم ذلك كان الناس يأتون ليسألوا عني تحديدا , كنت لا أنام تقريبا ومن أكثر المشاهد التي أسعدتني عندما ذهبت لرأس لانوف وكان الناس هجروها من كثرة الضرب دخلت بيتا تركه أهله علي عجل فوجدت التليفزيون مازال يعمل ومفتوحا علي قناة العربية مرة أخري كنا في مكان فيه ضرب قنابل وفجأة وجدنا قصفا جويا فوقنا فتهت عن المصور وركبت سيارة جلست فيها علي ثلاث قذائف أر بي جي ومثل هذه المواقف جعلت الثوار يعرفونني وبالمناسبة فالليبيون كرماء جدا وعرضوا علي أن يعينوا لي حراسة ولكني رفضت . لماذا عدت من هناك قبل إنتهاء الثورة؟ لأني تلقيت تهديدات بالقتل وبعدها غيرت تليفوناتي وأصررت علي أني أكمل رغم طلب القناة أن أعود بعدها عادت التهديدات وكانت أكثر تحذيرا فاضطررت للعودة وكان هناك ناس يبكون عندما ودعتهم أنا أحب هذه البلد جدا . هل هناك حرج من كونك مصريا تشعر به عندما تعد تقريرا قد يضر بمصر؟ أنا يهمني مصلحة مصر أولا بالطبع مثلا أثناء تغطيتي في ليبيا شاهدت مصريين مع الثوار ولكني لم أشر لذلك لأن الطرف الآخر كان يستغل هذه الأخبار للتنكيل بالمصريين هناك ففضلت عدم الحديث عنهم خاصة أنهم كانوا حالات فردية ولا يمثلون جموع المصريين في ليبيا . كيف يري الليبيون معمر القذافي؟ متسلطا وديكتاتورا ولم يترك للبلد أي ثروة لا تشعر أنها بلاد نفطية غنية حتي المستشفيات فقيرة أيضا عندهم شيء اسمه "حجر الأساس " يلقي مثلا حجر اساس لمستشفي ليقام في 25 سنة مثلا ملعب يضع حجر اساسه ثم يتحول لمزبلة , سيف الاسلام يطلقون عليه سيف الاحلام كلام فقط أيضا لا يوجد بيت أو عائلة إلا فيها شخص مسجون أو مقتول حتي ان أنصاره كانوا يطلقون شعار "الله معمر ليبيا وبس " يعني معمر قبل ليبيا نفسها . كيف استطاع أن يحكمهم إذا كل هذه السنوات؟ النظام هناك قمعي جدا وأي حد كان يفكر يتكلم كان يقبض عليه كانوا يستغربون كيف نتحدث عن حسني مبارك ولما حدثت الثورات شجعتهم علي التحرك وفعلا انتهزوا الفرصة حتي انه حاول الضغط عليهم ورشوتهم بالنقود في اثناء الثورة ولم يستطع منع المرتبات فأصبحت البنوك تعطي الناس نقودا علي سبيل السلفة . صورة معمر القذافي تبدو كاريكاتورية عند العالم فكيف يراه الليبيون؟ جلست مع صديق له اسمه عبد الفتاح يونس وكان وزيرا للداخلية ومسئولا عن الصاعقة وهو الآن رئيس أركان جيش الثوار يونس يقول ان القذافي رجل مطلع ومثقف ولكنه قمعي ولا يري صوابا في غيره لكنهم كانوا يقولون انه شخص ذكي وكان يستطيع استغلال الصراعات بين القبائل ليوطد حكمه وكان يستخدم مبدأ فرق تسد حتي يستطيع ضمان حكمه ، بالمناسبة فالكتاب الأخضر لم يؤلفه هو ولكنه نسبه لنفسه وكان يري أنه دستور البلد فليبيا لا يوجد لها دستور ولكنه يحكم بالكتاب الأخضر ويدعي انها بلد ديمقراطي ولكن هذا غير حقيقي بالمرة . تخيلوا أنه أتي بأفارقة كي يضمن ولاءهم له أتي بهم وهم أطفال وتبناهم من ملاجئ أفريقيا في نظام يشبه المماليك والشعار الذي يعلمهم إياه هو "بابا معمر وماما ثورة الفاتح ". ولكن يقال : إنه جعل الليبيين يعيشون في مستوي اقتصادي جيد؟ لا أبدا المرتبات ليست كبيرة هناك المناطق الشرقية عندما تذهب إليها لا تجدها مبهرة البلد غنية جدا ولكن هذا لا يظهر لا يريد لأحد أن يزور ليبيا ومنذ فترة اكتشفوا موقعا أثريا في ليبيا فأمر بدفنه حتي لا يزوره أحد . كيف تري نهاية الثورة الليبية؟ الثوار عندهم مشكلة أنهم لا يوجد عندهم أسلحة ولذلك يحدث تراجع أما هو فعنده أسلحة كثيرة وعنده استعداد لأن يبيد الشعب كله ولكنهم ثابتون بسبب كرههم له الناس لا يمكن أن تقبل معاملة القذافي مرة أخري ولا أحد من أولاده ولكنه سيسقط في النهاية . هل الليبيون كلهم يكرهونه؟ هو يشتري ولاء البعض بالمال مناطق في الجنوب مثلا يشتري ولاءهم بالنقود ولذلك فالناس تلتزم الصمت إنما الأغلب يكرهه . هل يمثل القذافي ثقافة الشعب الليبي؟ لا أبدا كنت أعتقد مثلك أنهم زنقة زنقة ودار دار لكن الحقيقة أن فيهم مثقفين فالليبيون ليسوا كلهم معمر لكن هو كان حريصا علي ألا يظهر غيره في ليبيا كلها . ما هذا المكان الذي كان يذيع منه خطاباته؟ هو يفتخر أن هذا المكان ضربه الأمريكان قبل ذلك ولكن هذه المنطقة اسمها باب العزيزية وهي محصنة تماما ولا يمكن قصفها ومحاطة بسور سميك جدا ولم تتأثر بالثورة هو يحب أن يظهر في دور المناضل دائما الذي يعيش علي خطي عبد الناصر . هل تتذكر أول تقرير صورته؟ أي مراسل يبدأ عمله بتقارير تتناول قصة خبرية أول تقرير قدمته عن أطفال الشوارع ووقتها وفقا لتقييم المحطة كان هذا ثاني أفضل تقرير في هذا الشهر عرض في المحطة . ما هي سياسة المحطة في التقارير التي تحرص علي الالتزام بها؟ قناة العربية هي أكثر قناة تتسم بالحيادية نحن لسنا رقباء علي المشاهد ولا نتعامل معه علي أننا نفهم أكثر منه نحن نعرض عليه كل وجهات النظر حتي الضعيفة منها وعلي المشاهد أن يختار الرأي الذي يقنعه ما هي أبرز الأحداث التي غطيتها؟ غطيت أحداث العبارة كاملة وفي إحدي المرات كنت في محافظة البحر الأحمر وحدي دون مصور وكان معي جهاز الكمبيوتر والكاميرا وكنت أصور وأنتج وأرسل التقارير جاهزة , وأيضا غطيت أحداث الثورة المصرية وانتخابات مجلس الشعب السابقة بالكامل في الاسكندرية وأخيرا أحداث ليبيا .