حالة التمزق والضبابية التي اصابت مصر امس لم تقتصر بالطبع علي الشارع والحياة ولكنها حاولت الفتك ايضا بالاعلام فلم يعد احد يقبل ان تتلقي اذنه سوي منهجه الخاص والاوحد وخير دليل علي ذلك هو ما تعرضت له قناة العربية التي يعتبرها الكثير من المراقبين من اكثر القنوات غير المصرية حيادية في تناول الاحداث خلال الازمة الاخيرة حيث اعلنت الزميلة رندة ابوالعزم مديرة مكتب القناة في مصر امس تعرض موفدة العربية في ميدان التحرير فجر امس الي اعتداءات شديدة علي شخصها والكاميرات من قبل شباب ينتمون الي جماعة الاخوان المسلمين وذلك لمجرد قيام المراسلة خلال تقريرها للقناة يقول ان الاعداد بدأت تقل واشارت ابوالعزم الي ان الساعات الاخري التي اعقبت هذا الاعتداء حملت للعربية اعتداءات جديدة ولكن من بعض المشاركين في مظاهرات تأييد للرئيس مبارك في ميدان مصطفي محمود بالمهندسين المحتقنين ضد بعض الفضائيات العربية التي تتعمد اثارة الفتنة وهو ما يعد خلطا للاوراق ونتج عن هذا الاعتداء اصابة الزميل احمد بجاتو موفد القناة للميدان واختتم المشهد بعد تعرض مقر المكتب بجوار ماسبيرو لمحاولات اقتحام. »الاخبار« بعد محاولات مضنية للاتصال بمكتب العربية او رندة ابوالعزم توجهت الي مقر المكتب الكائن بالعمارة 112 علي كورنيش النيل والتي لم يكن الوصول اليها في ظل حالة الانفجار بالشارع سوي بالمرور في حواري وازقة منطقة بولاق ابوالعلا ثم الوصول لمدخل العمارة الكائن بها المكتب لا سبيل له سوي استعطاف احد حراس العقارات بهذا المكان للسماح لنا بالعبور من الجراج الي المدخل الامامي وكان اول المشاهد الملاحظة هو الاغلاق التام للبوابة التي يبدو عليها اثار الاعتداء ووقوف عدد من الحراس والخفراء لحماية المكان حيث اوضح عصام حارس العقار الموجود به مقر العربية انهم فوجئوا بمحاولة بعض الشباب الصعود الي المبني ولولا تدخل ضابط وعدد من افراد القوات المسلحة فورا لنجحوا في الصعود للمقر ورفض تماما صعودنا لمقابلة المسئولين بالقناة حتي رغم اطلاعه علي هويتنا الصحفية معتذرا ومفسرا ذلك بانها تعليمات مشددة من رجال الامن للحفاظ علي سلامة السكان القاطنين بالعقار الي جانب العاملين بالقناة وعندما سألناه عن الاوضاع في مقر المكتب اكد لنا ان هناك حالة شديدة الحزن والفزع تسيطر علي المتواجدين وعلي رأسهم مديرة المكتب رندة ابوالعزم وخاصة بعد الانباء التي وردت عن تعرض زملاء لهم سواء من المراسلين والمصورين لاصابات بالغة.