دعت وزارة الداخلية مختلف القوي الوطنية في حوار مفتوح بمقر أكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس على مدى نحو 6 ساعات ، وذلك للمشاركة في منتدى الحوار الأول الذي أقيم تحت عنوان "الأمن مسئولية مشتركة" لفتح صفحة جديدة بين المجتمع والشرطة . تصوير: محمد لطفي حضر فعاليات المنتدى اللواء دكتور عماد حسين رئيس أكاديمية الشرطة حيث أدار اللقاء في وجود العديد من قيادات الشرطة ومنهم اللواء مصطفي مروان مساعد وزير الداخلية والمتحدث الرسمي باسم الوزارة واللواء دكتور أحمد جاد واللواء أحمد البدري واللواء علي عبد المولي واللواء عصام سعودي وكان الحوار رغم سخونته والانتقادات التي وجهتها مختلف القوي الوطنية للأداء الأمني قبل وبعد الثورة وملاحظاتهم التي أخذت في الاعتبار من جانب الوزارة لتفعيل دور الأمن وإجادته في الفترة القادمة, أما من جانب القوي الوطنية فقد حضر عدد من الشخصيات من ائتلاف الثورة والممثلين عن الجامعات المصرية والعديد من رؤساء منظمات حقوق الإنسان والأدباء تقدمهم الكاتب يوسف القعيد وحافظ أبو سعدة وأمير سالم ونجاد البرعي والكاتب الصحفي محمد الشبهة والدكتورة حنان سالم رئيس مركز التنمية البيئية بجامعة عين شمس واللواء ياسين سند "صاعقة" وعدد من الإعلاميين والقنوات الفضائية. وفي بداية اللقاء طلب اللواء عماد حسين الوقوف دقيقة حداد علي أرواح شهداء الثورة وضباط الشرطة وبعدها بدأ كلامه قائلا: أن الداخلية أقامت هذا اللقاء في أكاديمية الشرطة لأنه المهد لولادة أي ضابط ينتمي إلي المؤسسة الشرطية وبالتالي يعد المكان الأنسب لإقامة هذا الحوار فيه وعن أسباب إقامة هذا الحوار في هذا التوقيت تحديدا أكد أنها من أجل أن تكون بداية قوية لعودة الشرطة في الشاعر المصري وأن إعداد ضابط الشرطة مسئولية المجتمع ولا يبني هذا الإعداد إلا بتحقيق متميز للآمال المعقودة عليه في الشاعر المصري وإذا قدرنا أن نخلق ضابط شرطة ويتواجد في الشارع ليحقق آمال وطموحات الجماهير هنا سنكون نجحنا في مقصدنا وأهدافنا ونشعر بأن اليوم هو بداية حقيقية لثورات, وتم عرض طريق الدراسة بالأكاديمية وإعداد ضابط الشرط منذ دخوله الأكاديمية حتى تخرجه والمؤسسات التي تضمها الأكاديمية من كلية للدراسات العليا ومركز تدريب الحراسات وكلاب الشرطة وغيرها وأكد الحاضرون أن هذا الملتقي يعتبر خطوة جيدة خاصة وأن عناصر الحوار من المؤكد أنها سوف تثمر عن بعض العناصر التي طالما تحققت ستجعل الشرطة أقرب إلي المواطن المصري وترجع له هيبته وحب الشعب له ، وفي بداية انطلاق الحوار أطلق الناشط الحقوقي حافظ أبو سعده أول سهامه حيث بادر المسئولين بسؤال : كيف ستعمل المنظومة الأمنية المتمثلة في وزارة الداخلية في ظل احترام الإنسان؟!, وأثني جميع الحضور علي هذا السؤال والذي طالب من خلاله عدد من النشطاء الحقوقيين أن يحافظ رجل الشرطة في الفترة القادمة علي التعامل مع الجمهور بشكل آدمي, والبعض قد يري أنها معادلة صعبة ولكن من المهم تخريج ضباط الشرطة وفقا لمعايير ومواثيق جديدة تتوافق مع مبادئ الثورة ومعايير حقوق الإنسان, وأكد البعض علي ضرورة رفع معدلات قبول ضابط الشرطة علي ألا تقل عن 85% لأن من المهم أن نعتني بمدي القدرات العقلية والتي هي أهم من البدنية, بينما استنكر الكثير عمليات اقتحام السجون والتي كان آخرها أمس بهدم جدران سجن 6 أكتوبر وطالب جموع الحاضرين أن يتم التعافي النفسي سريعا من أجل أن يشعر المواطن بالتواجد الأمني الذي غاب طويلا بلا مبرر, كما تم اقتراح إنشاء وحدة نفسية لتأهيل الضباط مع التركيز علي الضباط الذين يتبعون أساليب ونهجا غير منطقية في التعامل سواء في المباحث الجنائية أو أمن الدولة أو غيرها من جهات التحقيق وأن يتم الاستجوابات بطريقة آدمية وتحافظ علي حقوق المواطن رغبة في أن تكون العلاقة بين الشرطة والشعب علاقة احترام وليس خوف. وأكد رئيس الأكاديمية أن هذه الملاحظات بالطبع سوف تؤخذ في الاعتذار وسيتم تفعيلها من أجل إيجاد صيغة تفاهم والوصول إلي مرحلة الود والحب بين رجل الشرطة والمواطن لأنه في النهاية من الشعب وفي خدمته وأضاف أن من بين الاقتراحات المقدمة لتفعيلها إنشاء وحدة للطب النفسي وارتفاع معدل قبول الطلاب بدء من العام الدراسي القادم. استمرت الاقتراحات والتساؤلات الموجة للقيادات الأمنية لما يقرب من 4 ساعات متواصلة لحقتها الجولة التفقدية لعدد من أماكن التدريس بالأكاديمية والتي امتدت لساعتين والإطلاع علي النماذج وهياكل التدريس للتدريب الطلاب علي مسرح الجريمة وقاعات المحاكم الافتراضية التي يقيمون دعواهم من أجل التدريب, بينما جاءت الجولة الخارجية للأكاديمية من أجل التعريف بالجوانب التي تضمها الأكاديمية والصروح والتي تقع علي مساحة 800 فدان ومناطق التدريب علي الرماية والخيل والسباحة وغيرها. وقد وقبلت كل الاستفسارات ولانتقادات بسعة صدر وترحاب وحضر 3 ضباط من الوزارة في هذه الجلسة من أجل تدوين كافة الاقتراحات والملاحظات لتفعيلها والوقوف علي كيفية تطبيقها خلال الفترة القادمة التي تؤدي أجهزة الشرطة المختلفة أدائها علي النحو الأكمل بفلسفة وأسلوب جديد يتناسب مع المبادئ والأهداف التي أقامت من أجلها الثورة. بينما وعد اللواء مروان مصطفي بعمل جولة تفقدية في أمن الدولة لعدد من النشطاء والقوي السياسية والاهتمام بملاحظاتهم من أجل إعادة تهيئة عمل هذا الجهاز بصيغة وأسلوب مختلف عما كان يحدث من قبل, وفي نهاية المنتدى دعا رجال الشرطة الحاضرين علي حفل غذاء يتم استكمال فيه بعض الرؤى وظلت القوي السياسية في ضيافة رجال الشرطة والتي كانت أشبه بخدمة ال 5 نجوم وتم التقاط صورة جماعية للحاضرين في نهاية اللقاء.