أكد الدكتور حسام بدراوي آخر أمين عام للحزب الوطنى الحاكم في عهد مبارك أن الرئيس السابق كان على استعداد للتنحي وكان يتناقش مع مستشارين قانونيين يوم التاسع من فبراير بشأن تفويض سلطاته لنائبه عمر سليمان ، لكنه لم يستطع مخاطبة الشعب لأن المحيطين به دفعوه للبقاء في السلطة . بدراوي قال خلال حواره مع مجلة كايرو ريفيو للشئون الدولية Cairo Review of Global Affairs التي تصدر عن الجامعة الأمريكية بالقاهرة "أن هناك شيء مريب كان يتم إعداده" من أجل توريث الرئاسة لجمال نجل الرئيس مبارك ، كان على الرئيس أن يوضح أنه لن يعيد ترشيح نفسه للانتخابات وكذلك الأمر بالنسبة لأي أحد من أفراد أسرته " . و أوضح بدراوي أن سخط الناس من احتمال توريث الرئاسة لجمال مبارك – وهو الانطباع الذي خلفته الانتخابات البرلمانية السابقة – وانتهاك النظام لحقوق الإنسان ساعدا على تصاعد غضب المصريين ومن ثم خروج الثورة الشعبية, ويقول بدراوي أن الثورة فاجأته وفاجأت النظام أيضا ولكنها كانت مفاجأة سارة حيث أنها تمنح مصر فرصة عظيمة للتقدم سياسياً, وأنها تعبر عن أول خطوات الإصلاح السياسي الحقيقي. وأضاف: توقعت التغيير، لكن سقف توقعاتي كان أدنى بكثير مما حدث, ويضيف بدراوي أنه أدرك في اجتماعاته مع مبارك في أوج الثورة " أنهم كانوا دائماً يستجيبون بشكل متأخر جداً وضئيل جداً تجاه الشعب ومتطلباته، فهم لم يقيموا بواقعية قوة ما يحدث " . وعن دائرة مستشاري مبارك – الذين لم يحدد أسمائهم – يقول بدراوي: أعتقد أنهم لم يساعدوه على اتخاذ القرار السليم في الوقت المناسب. لست متأكداً، ولكنهم في الغالب كانوا في حالة إنكار لما يحدث أكثر منه لأنهم لم يتوقعوا علي الإطلاق أن تنجح أو تصل الأمور إلي هذا الحد .