بدأت كمراسلة أجنبية وبعدها ب أربعة أشهر أخرجت أول أفلامها، وحصد فيلمها "طبق الديابة" على 12جائزة دولية في مهرجانات مختلفة، ثم بدأت برنامجها الذى أثار جدلاً كبيرا بين مؤيد ومعارض ؛ كشفت خلاله "المستخبي" على قناة القاهرة والناس ، والذى ألقت من خلاله الضوء على قضايا شائكة، ثم انتقلت إلى قناة المحور لتقدم برنامج "انتباه" ..هي الإعلامية منى عراقى التى التقيناها وتحدثنا معها عن برنامجها الجديد وأبرز ما أشيع ضدها الفترة الماضية وتفاصيل أخرى فى الحوار التالى .. - "الشو الإعلامى" ليس عيبا يتهرب منه أى إعلامى . - علمت بحكم الحبس بالمصادفة. - أغلب من يتهموننى معلوماتهم منقوصة . حوار : آمال أحمد حجازى - يعتبر البعض أن برنامجك "انتباه " هو امتداد ل "المستخبى" ؟ البرنامج هو امتداد لفكرة فتح الملفات المنسية والتى تم تجاهلها أو السكوت عنها، وبالتأكيد هناك شبه كبير بين البرنامجين لأننا نعد "انتباه" بنفس طريقة إعداد حلقات "المستخبي"، أما الجديد بخصوص "انتباه" هو أنه يُعرض على الهواء مباشرة، وهى ميزة تساعد الناس على التفاعل معنا أكثر، كما تتيح لأى مسئول أو مُدان أن يكون له حق الرد في وقتها. - ما رد فعلك بعد صدور حكم مؤخرا بحبسك 6 أشهر فى قضية "حمام باب البحر"؟ علمت بحكم حبسى عن طريق إحدى صديقاتى لأنه صدر غيابيا ولم يكن لدى خلفية به ،وقدمت طعنا علي الحكم ورفعت دعوى "استئناف" وأنتظر البراءة وظهور الحق والعدل ، وأرى أننى قدمت الحلقة بشكل مهني وقمت بإخفاء وجه الرجل ونبرة صوته أيضا .. وليس من المعقول أن أستأذن شخصا يرتكب خطأ لتصويره ، وعموما أثق في عدل ربنا ومنتظرة حكم القضاء العادل . - هل رحيلك عن القاهرة والناس يتعلق بالحكم الصادر ضدك بالسجن 6 أشهر بسبب سب وقذف أحد المواطنين ؟ مغادرتى لقناة القاهرة والناس كانت بسبب رغبتى في التعامل مع قناة تقدم إمكانات أكبر للبرنامج، ولا تبخل عليه في إعداده وإنتاجه، وهو أمر متحقق بشكل نسبى مع قناة المحور. - هل عدم وقوف القناة بجانبك فى أزمتك خذلك ؟ لم أحاول التواصل مع أحد ليخذلنى، فمشروع "المستخبي" أو "انتباه" لم يكن مرتبطا بفترة زمنية، ولم أسع أو أتلهف على المواصلة في تقديمه، فرغم شغفى بفكرة التحقيق والبحث والإثبات والمواجهة، إلا أننى فى نفس الوقت لدى مشاريعي الفيلمية التى تشغلني في حال توقف البرنامج أو انتهاء موسم عرضه.. وتقديمي لبرنامج "انتباه" تم بمجرد وجود عرض مناسب من قناة تشارك في تحمل مسئولية المشروع. - يرى البعض أنك تتطرقين للموضوعات الشائكة لجذب الانتباه وعمل شو إعلامي ، فما تعليقك ؟ أولاً: كلمة "شو إعلامي" ليست عيبا ليتهرب منها أى إعلامى، أو يتم استخدامها بنية الوصف السلبى لأى موضوع، فالإعلام في صميمه كمهنة قائم على فكرة العرض والطلب على الموضوعات، وهو أمر مطلوب منا جميعًا، ثانيًا: لدى رغبة ملحة كمواطنة مصرية قبل أن أكون إعلامية في تناول الموضوعات الشائكة، ووأد فكرة المسكوت عنه، فإذا سكتنا عن كل الموضوعات المحرجة أو الشائكة، سيظل الفساد يتغذى على هذا الصمت، بخلاف أنه ليس من المنطقى أن نتناول في البرنامج موضوعات عادية ومستهلكة أو متوقع الحديث فيها. - وجهت إليك انتقادات من نشطاء بعض المنظمات الحقوقية بسبب محتوى برنامجك فما ردك ؟ أغلب من يوجهون لى اتهامات معلوماتهم منقوصة، ومتخذين مواقف شخصية منى لأسباب تتعلق بمدى انتمائهم لأنشطتهم ومنظماتهم، وحينما أسمع اتهامات من أى شخص يلقب نفسه بأنه حقوقى أو ناشط، يتبادر لذهنى سؤال جاد جدًا .. ما الذي قدمه هذا الناشط لنفس القضية التى يعترض على مناقشتي لها ؟ وما الذى يضره من الأساس من محاولاتى للبحث عن الحقيقة، وإثبات التقصير عند المقصرين ؟ أم أننى عند فتح نفس الملفات التى يعيشون على الثرثرة فيها يُصابون بالتوتر لأننى ألقى الضوء على جوانب يتغاضون عنها؟ في النهاية الإجابة على هذا السؤال واسعة جدًا وتحتاج لنقاش مُطول . - تصويرك لشخص دون علمه اعتبره البعض مخالفة مهنية ..فما رأيك ؟ كل المواد التى صورتها وعرضتها سواء كانت خلال "المستخبي" أو "انتباه" تمت في إطار القانون بشكل كامل، وعلى من يلقي باتهامات جوفاء كهذه أن يقرأ القانون، وأن يقرأ أيضًا لائحة العمل الإعلامى والصحفى؛ ليُميز بين المخالفة والمهنية، فتصوير المجرم أثناء الاعتراف بجريمته أو ارتكابها لا يُعد خروجا عن القانون أو تقاليد المهنة، بل إننى وفريقى كل من البرنامجين كنا نتعامل برحمة أكثر مع كل المقصرين والمتهمين في كل حلقة، بإخفاء ملامحهم حتى لا نوصمهم اجتماعيًا. - إظهارك لسلبيات المجتمع يعتبره البعض وسيلة تزيد حالة الإحباط لدى الشعب ، ألا توجد إيجابيات فى المجتمع ؟ الإيجابيات يتم طرحها بشكل متوازن وعادل جدًا في كل حلقة، وكما ندين المُدان، نعمل على التنوير على الشرفاء ورعاة الضمير، ومن يتابع حلقات "انتباه" الأخيرة يجد نماذج عديدة لما أقول، فمثلًا في ملف "لبن الغلابة" أثبتنا خلال الحلقة خيانة بعض الصيادلة لضميرهم المهنى وقيامهم ببيع اللبن المدعم من الحكومة لغير مستحقيه، وعرضنا خلال التحقيق نماذج لصيادلة آخرين شرفاء رفضوا عقد صفقات مع فريق البرنامج لبيع اللبن على أنه لمصنع حلويات، وهو ما أكدنا خلاله أن كل مهنة بها من يشرفها، وأيضًا من يفضحها ويستغل صلاحياته بها. - ما رسالتك الإعلامية التى تسعين لتقديمها ؟ أن الخطأ أجله قصير مهما احتال وتلون واختبأ، وأن الإعلام قادرعلى تغيير الواقع مهما كانت مرارته ومهما كان عمق فساده أو شدة سواده، وأنا أعتبر أن أهم دور أقوم به هو تنوير المواطن، وأخبره بأن ينتبه لأنه تتم سرقته والنصب عليه وخداعه، وإلى آخره من رسائل توعوية تظهر خلال الملفات التى نناقشها في حلقات برنامج "انتباه". - هل حلقة الشواذ والحمَّام كانت ضمن الرسالة الإعلامية ؟ حلقة الحمَّام كان هدفها الوقوف أمام ظاهرة تجارة بيع الجسد، والتنبيه إلى أن هناك شريحة من الشباب المغترب، والعاطل يتم إرغامهم، وإغواؤهم، واستغلالهم جسديًا دون وجود ضوابط تحميهم، ودون وجود وعى عند أغلبهم بخطورة ما يقحمون فيه أنفسهم من علاقات، قد تزيد من نسبة انتشار أمراض خطيرة مثل الإيدز، وحينما نتحدث عن تجارة غير قانونية وغير آدمية أيضًا تكون أحد نتائجها انتشار مرض مثل الإيدز، فنحن فى مواجهة قضية تمس الأمن القومي وهى خطورة انتشار هذا المرض. - وما تقييمك للإعلام المصري الفترة الحالية؟ من وجهة نظري الوجبات الإعلامية لاتختلف كثيرًا عن المنتجات متعددة الجودة التى تقابلك، حينما تزورين "سوبر ماركت" كبيرا وتتجولين فيه، تجدين كل الأصناف والأوزان والأنواع، من كل لون موجود، فهناك المدعى، وهناك المحقق، وهناك الطبال، وهناك المسلى، وفي رأيي أن الحالة الزخمة التى تسيطر على الإعلام المصري تخدم المواطن بشكل أو بآخر، لأن الاختلاف في المحتوى المطروح أمامه بين قناة وأخرى، يتيح له المقارنة والتشكيك والملاحظة؛ ومن ثم الإدراك، فالمواطن في النهاية يدرك ويفهم ويستطيع أن يميز مدى جودة وصدق ما يتم تقديمه إليه. - أطلق عليكِ البعض لقب "أمنجية" فما تعليقك ؟ لقب "أمنجي" غالبًا ما يطلق على من يشترى رضا الجهات الأمنية على حساب مهنيته وضميره، والأشخاص الذين على وعى حقيقى بالعمل الإعلامى وقادرون على تمييز ما أقدمه، يدركون أنه لقب كيدى، أى أن من أطلقه علي أطلقه بدافع الشعور بالغيظ فقط، والغيظ في رأيي انعكاس للجهل والعجز، فالأشخاص الذين يعيشون بدم حر، وشعور بالمسئولية نحو بلدهم غالبًا ما ستفتك بأى مجرم إذا خرجت لهم عبر الشاشة وقدمت لهم الجريمة والمتهم وإثبات إدانته، كما أن تدخل الأمن ضرورى وحتمى، ومن لا يبلغ عن القضية قبل عرضها من وجهة نظرى هو شخص خائن لضميره ورسالته الإعلامية. - صرحتِ مؤخرا بأنك ستصبحين "أوبرا وينفري" مصر، وأن "المستخبي" سيصبح البرنامح الأول، فهل حققتِ هذه الأمنية ؟ لو تحدثنا عن أوبرا وينفري كمثال فهى حققت شهرتها بعد 18 عاما من العمل الجاد والمخلص في الظل، وحينما استخدمت هذا التشبيه قصدت أننى أقدم المحتوى الذى يهم كل شرائح الناس، لدرجة أننى سأكون على مسافة قريبة من مذيعة تقدم برنامجا بمواصفات برنامج "أوبرا"، وأعتقد أن الزمن هو العامل الوحيد الذي سيحدد مصير هذه الأمنية.