أقامت الجامعة الأمريكية بالقاهرة ندوة تحت عنوان " إصلاح وإعادة هيكلة الإعلام المصري نظمتها كلية الشئون الدولية والسياسات العامة وشارك فيها الكاتب الصحفي الكبير سلامة أحمد سلامة رئيس تحرير صحيفة الشروق. كتبت: مروة عصام الدين – محمد شعبان تصوير: محمد لطفي والكاتب هشام قاسم الناشر السابق لصحيفة المصري اليوم والإعلامية مير?ت رجب وصلاح نجم رئيس قطاع أخبار قناة الجزيرة الدولية وأدارها الإعلامي حافظ الميرازي . تحدثت الندوة عن كيفية إصلاح الإعلام المصري والبحث في سبل إعادة هيكلة ما هو قائم بالفعل من منشئات مع استحداث أنماط فكرية جديدة للتعامل مع هذه المنظومة الهامة وهي الكيانات الإعلامية الكبرى والتي تضم المؤسسات الصحفية بشقيها القومي والخاص وأيضا الإعلام المرئي التابع للدولة ، وبدأ الأستاذ سلامة أحمد سلامة حديثة قائلاً: الإصلاح يقود للتغير والإعلام أصبح في حاجة إلي تغيير من القيود التي تراكمت بفعل الزمن والنظام السابق , وبما أننا نمتلك البنية التحتية سواء كانت في الإعلام المرئي أو المكتوب ولا نستطيع أن نبدأ من الصفر ولكن يجب أن تتخلص من التراكمات التي عطلتها عن القيام بدورها وأن يعاد النظر في العديد من الأمور التي بها أخطاء وفي بعض الأحيان أقيمت على أساس خاطىء , ولابد أن نعيد بنائها فكريا لكي تقدم دورها في تنوير وتثقيف الناس وأن تعطي القارئ حقه في المعرفة والإطلاع وهذا ما هو مطلوب في هذه المرحلة. أما فيما يتعلق بالجوانب المالية واستقلال الصحف القومية عن الدعم الحكومي لها فأكد سلامة أن المشكلة لدينا أن الصحف القومية مملوكة للحكومة, وهي التي سادت لفترات طويلة .. لكن المشكلة الحقيقية في الصحف القومية أنها تحتاج إلي علاج سريع بعد أن تحولت إلي مؤسسات لا تختلف كثيرا في أدائها عن وزارة الأوقاف , فلم تعد تستطيع أن تنتج إعلام حقيقي ويمكن أن نري ذلك بوضوح متجلي عند أحداث الثورة ففي بداية الثورة حدث تجاهل لما يحدث بل بدأت تقلل منه والمرحلة الثانية من أدائها كانت من أجل تشويه ما يحدث أما المرحلة الثالثة والأخيرة هي ركوب الموجة والانقلاب لدرجة أن هناك عدداً من الصحف الأجنبية مثل economist"" و" News week" , كتبت عن هذا التحول, والقارئ ليس مغيباً أو فاقداً للذاكرة حتى ينسي ما بدر منها, والمشكلة التي تواجهنا الآن هي كيف نصلح من حال الصحف القومية لأنها كانت القوة الضاربة في وقت من الأوقات . وفي كلمته قال هشام قاسم: في ظل النظام السابق ما كان ينفق علي الإذاعة والتليفزيون الحكومي وال 8 دور نشر الحكومية أكثر ما ينفق علي التعليم والصحة, بل أنها فشلت في الدفاع عن النظام السابق وهذه الأرقام المتضخمة التي تصرف علي ما يقرب من 80 ألف شخص يعملون في الإعلام الحكومي معني هذا أن كل فرد يعمل في هذا القطاع يضر ب999 مواطن , مثلا مؤسسة الأهرام التي تضم ما يقرب من 17 ألف موظف مؤمن عليه بما يقدر بمليون جنيه يوميا كرواتب! ولابد أن تخوض هذه المؤسسات والكيانات التي تحصل علي دعم من الدولة تجربة المنافسة والنزول إلي السوق بلا دعم والقادر علي استمرار من خلال جدوى اقتصادية هو من سيكمل المشوار وسيستمر فالإعلام الحكومي سوف يتقلص وبالتالي حصته من سوق الإعلان سوف يتم توزيعها علي الجميع وبالتالي سوف تنتعش أحوال الصحف بشكل عام, وأتوقع أن تظهر خلال السنوات القادمة مجموعة من الشركات المساهمة في المجال الصحفي. وحول السؤال الذي وجهه الميرازي إلي صلاح نجم عن كم قناة نحن بحاجة إليها من بين كل القنوات الحكومية وكم واحدة يمكننا التخلص منها أجاب قائلا: أري أن المشكلة لا تتعلق فقط بالقيود التي كانت تفرض علي الإعلام الحكومي ولكن أيضا في توظيف البنية التحتية فهناك أجهزة داخل مبني التليفزيون ليست في مكانها الصحيح ومتناثرة وموزعة علي ال 27 دوراً بالمبني وغير مستخدمة أو مستغلة كما يجب بما يمثل إهدار للإمكانيات التي يتمتع بها, كما أن الهيكل الوظيفي غير سليم داخل هذه المنظومة ولا أعرف كيفية أو آلية لتصحيح الأوضاع به ولكن يجب أن يتغير فعلا وأعتقد أن القوي الشعبية هي من ستقوم بهذا الدور فكيف يكون أحد المذيعين أو العاملين هو نفسه رئيس لقناة أو من يدير؟! وأري أن من التجارب الجيدة عالميا هي تجربة هيئة الإذاعة البريطانية حيث يقوم كل منزل في بريطانيا لدية تليفزيون بدفع ضريبة 10 جنيهات إسترليني شهريا وتجمع الهيئة الميزانية والتي تقوم بمهام محددة علما أنها لا تحصل علي إعلانات تتنافس بها مع الصحافة ويتم محاسبتها والرقابة عليها من خلال 3 جهات أولا مجلس من المحافظين يقوم البرلمان بتعيينه ثانيا من خلال مجلس أمناء يقوم بتعيينه مجلس المحافظين ثالثا من خلال مجلس رقابة مستقل., بل أنها تقوم بمحاسبة من يزيد راتبه عن ال 100 ألف إسترليني وكل الأمور يتم الحاسبة عليها أمام البرلمان, ورغم محاولات التطبيق إلا أنها كانت تقابلها نماذج للتشوية من ناحية أخري. وفي رأي معارض أكد الكاتب الكبير سلامة أحمد سلامة أننا في حاجة إلي صحيفة واحدة مدعومة علي الأقل وقناتين تليفزيونية كخدمة عامة للشعب وتكون ميزانياتها محكومة من الدولة وعليها القيام ببعض الواجبات التي تتطلبها الدولة ولا تخضع لسطوة الإعلانات ولكنها ستكون مؤسسة خدمة عامة تلبي احتياجات الدولة وترصد التغيرات التي تحدث بها أما بقية القنوات فمن الأفضل أن تترك للمنافسة الإعلامية , وردا علي سؤال العودة إلي الأهرام قال : أعتز جدا بالفترة التي قضيتها في الأهرام وتعلمت منها وفيها الكثير .. ولكنني أقبلت علي تجربة جديدة ومختلفة في الشروق سعيد بها جدا.